كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> كان الأديب الفرنسي (بلزاك) يسكن غرفة باردة فوق السطوح .. جاءه لص .. أحس به يفتح درج مكتبه .. نهض الأديب وراح يضحك .. فتوقف اللص يسأله .. ماذا يضحكك؟ .. قال الأديب : أريد أن أرى المعجزة .. فأنا لا أجد فلوساً في مكتبي نهاراً .. فكيف تجدها أنت ليلاً؟

وقرأت أنه بعد الحرب العالمية الثانية زاد الإقبال على اقتناء اللوحات الفنية .. فالناس يريدون أن يستمتعوا بالحياة بعد ويلات الحرب .. ونشطت الصناعة والتجارة .. وأقيمت القصور التي تعلقت على جدرانها الأعمال الفنية العظيمة .. وضاعف الفنانون إنتاجهم .. وتزويرهم للوحات العباقرة .. وامتدت الأيدي ترسم وتزور وتسرق وتهرّب وتبيع من جديد .. وتكونت عصابات للسرقة .. وبين العصابات رجال تدربوا على مكافحة الجريمة .. الإغراء الأعظم هو الفلوس.

«ومن أشهر حوادث السرقات السياسية .. سرقة لوحة (موناليزا) للفنان العظيم (ليوناردو دافنشي) .. ولوحة موناليزا تمتاز بأنها صاحبة الابتسامة الأبدية الجميلة .. فأنت تراها تنظر إليك من كل ناحية .. وابتسامتها عميقة .. واختلف النقاد في تفسيرها .. قالوا كان دافنشي قد أعد لها فرقة موسيقية تعزف لكي تسعدها .. وقالوا- وهذا آخر كلام - إنها كانت حاملاً .. ومن هنا كانت ابتسامتها الرقيقة التي لم تستطع إخفاءها .. وإن لم تَبُح بمعناها.

ففي يوم 21 أغسطس سنة 1911م دخل المواطن الإيطالي(فنشنزو بروجيا) متحف اللوفر في باريس .. وحملها في ملابسه وخرج .. وكان يتوكأ على عصا مدعياً أنه أعرج .. أما اللحية البيضاء فكانت مستعارة وكذلك المنظار الغليظ .. والبقع الحمراء والسوداء على أصابعه وجوانب وجهه .. وأما البنت الصغيرة التي كانت تحمل له حقيبته فقد استعطفها أن ترافقه لكي يتمكن من إخفاء اللوحة في البالطو الذي يحمله .. وبعد شهور أسلم نفسه للبوليس الذي قدمه للمحاكمة .. وأمام القاضي اعترف بأنه لا يريد شيئاً .. فقط أنه إيطالي وطني وجد من العار أن تكون إحدى لوحات دافنشي العبقري الإيطالي معروضة في باريس .. ثم قدم اللوحة .. وكان حكم القاضي بسجنه عاما».

هذا كلام واضح ومفهوم.

ولكن الذي لم أفهمه هو كيف تتم سرقة أقفال صندوق عدادات الكهرباء في عمارة إندونيسيا بالمعلا مرتين خلال أسبوعين .. ففي المرة الأولى (فتحوا) ثلاثة أقفال من صندوق عدادات الكهرباء وسرقوها .. وذهبت إلى المؤسسة العامة للكهرباء (المنطقة الأولى) .. وقابلت بعض المسؤولين وأبلغتهم الخبر .. وكانوا متفهمين ومتعاونين جداً .. وعلى الفور أعطوا توجيهاتهم الصريحة إلى الجهات المختصة في المؤسسة بالنزول إلى العمارة وفحص العدادات .. ثم إغلاق الصندوق بأقفال أخرى.

ثم كيف يكون شعورك بعد أن كنت نائماً في فراشك نوماً عميقاً .. وفي صباح اليوم التالي تكتشف أن قفلاً واحداً من الأقفال الثلاثة قد سرق للمرة الثانية .. من الذي يسرق هذه الأقفال؟.. ومن هو المستفيد من سرقتها ؟.. من المؤكد أن الذين يسرقون هذه الأقفال لصوص محترفون بسرقة الأقفال .. وكأنهم بفعلهم هذا لا يدركون الأضرار المادية والمعنوية والنفسية التي يسببونها للسكان والمؤسسة العامة للكهرباء .. إن عدادات الكهرباء ملكية خاصة بالمؤسسة العامة للكهرباء .. وحفاظاً عليها أغلقتها بصندوق حديدي.. وأقفلت الصندوق بثلاثة أقفال كبيرة .. واحتفظت المؤسسة بالمفاتيح لديها .. وبالرغم من ذلك انتشرت سرقة هذه الأقفال في بعض العمارات في المعلا.

أفهم أن تسرق لوحة (الموناليزا) لتباع بملايين الدولارات .. ولكنني لا أفهم سبب سرقة أقفال صناديق عدادات الكهرباء !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى