> سالم الحاج:
قيل في مكان ما: إن الهجوم خير وسيلة للدفاع! وفي هذا الصدد لاحظت على نحو موصول من حين لآخر، وبالتأكيد لاحظ ذلك كثيرون معي، أن نرى أو نسمع من وقت لآخر، أن بعض الشخصيات والصحف السيارة في بلادنا تخلط على نحو عجيب وغريب وفريد بين الأشياء والأمور، أو بالأصح تخلط بين الأوراق والألوان في رؤيتها للعديد من القضايا الحيوية الكبرى، السياسية والوطنية والاجتماعية، وللدلالة على ذلك يحضرني قول مأثور ألماني مؤداه: ذهب غرفة ودخل أخرى! بمعنى أدق لاحظت من جملة ما لاحظت أن (س) أو (ص) من الناس، ينبري بوعي أو بدون وعي لنقد السلطة في الدولة في اليمن، وإذا بنا نلاحظ أن ذلك النقد ليس بناءً أو موضوعياً أو علمياً، ولكنه مجرد هجوم عاطفي لا يخلو من ضيق الأفق السياسي والقصور المعرفي الفكري، وبمجرد أن نفحص ونحلل ونفند مثل تلك الكتابات أو التصريحات أو الأقاويل، التي تطلق على أعنتها، نلاحظ أنها ليست مجرد مزاعم أو ادعاءات أو افتراءات ذاتية وشخصية، ولكنها من حيث جوهرها وصورتها وظاهرها وباطنها وشكلها ومضمونها، مجرد لغو وكلام فارغ في الهواء الطلق، يعوزه إسناد مسؤولية الوعي والنضال والتضحية الوطنية. لكل ذلك نجد كثيراً منهم على هذه الشاكلة الغوغائية، الأمر الذي يكشف معه عن أشخاص مرضى، وهذا يعني ضمن ما يعني أننا نجد أنفسنا إزاء حالات هستيرية، فهذا للأسف الشديد ما يحدث في بلادنا من الناحية العملية تحت يافطة (النقد السياسي) أو (المعارضة السياسية)، مما يذكرنا بما فعلته في سالف الزمان:(ربابة ربة البيت) التي دأبت في سالف العصر والأوان على أن (تخلط الخل بالزيت) لمجرد أنها تمتلك (سبع دجاجات) و(ديك حسن الصوت)، وهذا هو في الحقيقة والصدق شأن من يزعمون أنهم يمثلون (المعارضة السياسية)، سواء في الداخل أو الخارج، أفراداً كانوا أو صحفاً أو أحزاباً، فإذا بهم يعانون من مأزق (ذهب غرفة ودخل غرفة)، فإذا بنا نلاحظ أن النقد المزعوم لسلطة الدولة في اليمن شاؤوا أم أبو، بوعي أو بدون وعي، يدفعهم للوقوف في جبهة الهجوم على الوحدة اليمنية، وبالتالي محاولة الانقضاض على دولة الوحدة اليمنية (الجمهورية اليمنية)، ومما يثير العجب والتعجب كما يثير الريبة والشك أن كل أولئك ناقدون يختزلون كل مشكلات وقضايا ومسائل وهموم وأوجاع اليمن والشعب اليمني في شخص الرئيس علي عبدالله صالح! ومن هنا يجوز لنا أن نضحك وأن نسخر من كل تلك المزاعم والادعاءات والافتراءات (النقدية) الذاتية الفردية الشخصية، كونها خالية تماماً من كل مضمون كفاحي سياسي حقيقي، وفارغة تماماً من كل نضال سياسي صادق، بل وعجزت تماماً عن ممارسة كل عمل وطني سياسي اجتماعي مخلص وأمين وصادق لليمن والشعب اليمني، الأمر الذي يستدعي عدم السكوت وعدم التفرج واللا مبالاة إزاء تلك (النغمات النشاز) التي تحاول بكل ما استطاعت استخدام وسائل الحيلة الدعائية، وممارسة أساليب المغالطة التحريضية، وانتهاج عمليات التنظيم المشبوه، بكل ما يتسم به من تحلل عن الانتماء الوطني لليمن والالتزام الوطني للشعب اليمني والتبرؤ من الدولة اليمنية، وهذا هو شأن أولئك الذين لا ينظرون لليمن والدولة اليمنية والشعب والمجتمع اليمني إلا بمنظار ذواتهم الفردية الشخصية والنفعية الضيقة وفقاً لمفهوم (الربح والخسارة)، بمعنى آخر:(أين موقعي في السلطة؟) أو (أين مكانتي ومصالحي الأدبية والمادية والشخصية ؟) أو كما يقول المثل الشعبي: «حبتي وإلا الديك» أو على حد تعبير مأثور:«أنا ومن بعدي الطوفان» أو «علي وعلى أعدائي» على غرار ذلك الأحمق الذي شرع في ضرب الزورق بالفأس، ناسياً ومتناسياً أنه سيؤدي بفعلته تلك إلى إغراق نفسه ومن معه في لجة البحر، وأنه سيفعل ما فعله هستيرات عندما أحرق معبد يانا في فارس طلباً للشهرة والخلود، وقد عرف التاريخ والشعوب والأمم والأوطان والدول أولئك الطراز من البشر (الأنواع) الذين لا يرون إلا أنفسهم، و(الناس ليس كما يتصورون أنفسهم) والذين أعماهم الجشع و(جنون العظمة) أو الطموح المجنون لاكتساب المجد والشهرة والثروة، وفقاً للنزق السياسي الميكافلي على قاعدة: (الغاية تبرر الوسيلة)، أولئك الذين لا يتورعون أن يلجؤوا إلى استخدام مختلف الوسائل الغامضة وشتى الأساليب المضللة وغيرها من الطرائق الحلقية التآمرية الضيقة، التي تستهدف تجزئة وحدة الوطن وتمزيق وحدة الشعب الوطنية وتفتيت وحدة الدولة الوطنية تحت دعاوى نظرية أيديولوجية مختلفة ومزاعم سياسية باسم قيم ومبادئ وأهداف إنسانية ووطنية ودينية واجتماعية عظيمة وجليلة ومجيدة، برفع شعارات: العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والوحدة والاشتراكية والثورة والوطن والدين! لكنها في الحقيقة والصدق من الناحية العلمية لا تقيم وزنا واعتبارا لهذه الشعارات والقيم النبيلة والعظيمة، وهؤلاء لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب في وطن يمني عربي إسلامي، يطمح إلى النهوض والتطور والتقدم تحت راية دولة الوحدة اليمنية، وتعميهم الغيرة والحسد على أن يكون لليمن قائد وطني وحدوي وزعيم شعبي بحجم الرئيس علي عبدالله صالح، الذي وضع اليمن على عتبة طريق عصر تاريخي جديد. وإزاء كل ذلك نجد من واجبنا ومن حقنا أن نعري ونكشف بالعرض والمعلومات والنقد والتحليل تقوّلات ومزاعم وادعاءات وافتراءات أولئك الأفراد وهذه الصحف وتلك الأحزاب، التي ليس لها هاجس سوى أن تقلق اليمن في صراع مأساوي لا يفيد منه سوى أعداء اليمن في الخارج وهم معروفون إقليمياً وعربياً ودولياً!، أوليس من واجبنا أو حقنا أن نناقش ونفند ونحلل ونوضح كل ما يتقول به ويزعمه هؤلاء من ادعاءات واتهامات تجاه كل ما جرى في اليمن خلال الخمسة عشر عاماً المنصرمة وإزاء ما يجرى اليوم، لعلنا من خلال ذلك نكشف ما خفي من حقائق ووقائع تتعلق بما حدث من قبل هذا أو ذاك من حملة الأسهم السامة، وبما يحدث في مسلكهم السياسي من أراجيف، تهدف أولاً وقبل كل شيء إلى دس سم الكراهية في عقول اليمنيين عن طريق التزييف والتزوير لشر أعظم، في سياق تدنيس النفس الوطنية الوحدوية، وهو أمر أسوأ من تدمير الجسد اليمني! فتدمير ثقة اليمنيين في وحدتهم أشبه بما تفعله الأفعى بالأرنب!.. ذلك أن التشويهات والأكاذيب تؤدي إلى إخفاء الحقائق.