اللون .. ثم ماذا؟

> «الأيام» الخضر فضل منصور / المكلا - حضرموت

> صحيفة «الأيام» - باعتبارها الصحيفة الناطقة باسم كل الناس دون استثناء، ولأنها تقوم بنشر كل ما يتعلق بهموم أبناء الشعب - قد نالت حب وإعجاب العدد الأكبر من الناس، من حيث استقلاليتها ونقدها الشجاع والصريح لكل ما يدور في الشارع اليمني، خصوصاً ما يعارض مصلحة الشعب. وكثيرة هي الأسباب التي جعلت الصحيفة تستولي على قلوب محبيها.

وفي الآونة الأخيرة ظهرت «الأيام» بمكياج لا يليق بصحيفة عريقة مثلها أن تتجمل به، فـ «الأيام» لا تحتاج إلى تلك الألوان الدخيلة التي قتلت لونها الطبيعي الجميل، فهي جميلة جداً وهي ترتدي ثوبها القديم الأصيل التي ولدت به، وقد أحبتها الناس لما فيها من الأخبار التي يصعب أن يطلع عليها الشخص في أي صحيفة أخرى. وفي اعتقادي أن لونها السحري السابق إن دل على شيء فإنما يدل على تواضع وأصالة الصحيفة، وقد يرى أكثر الناس في ذلك أحلى ذكريات أيامهم السعيدة والحزينة. لا أخفي على أسرة «الأيام»، وخصوصاً الناشرين العظيمين هشام وتمام، بأنني قد صدمت كثيراً بصدور أول عدد ملون وأحسست كثيراً بأن هناك تغييرات أخرى طرأت على صحيفتي أو أنها في طريقها لتغيير النهج الذي تسير عليه منذ 1958م، فذلك اللون الطبيعي كان يعني لي الكثير وكنت أرى فيه معاناة الطبقة الفقيرة والمهضومة في بلادي، وكنت أرى في «الأيام» أصالتها باكتسائها ذلك الثوب البالي الكريم، إنني على علم بأن العصر الذي نحن فيه هو عصر التقدم والتطور والتحديث، ولكنني على علم أيضاً بأن «الأيام» استطاعت أن تصل إلى كل البيوت، بالرغم من وجود الوسائل الإخبارية العصرية. إن الخوف هو من أن يكون ذلك اللون الغازي ما هو إلا أول خطوة لتغيير مبادئ «الأيام» وطريقة وأفكار مؤسسها العميد محمد علي باشراحيل -رحمه الله - بعد أن أصبحت «الأيام» المنبر الوحيد الذي يستطيع فيه الإنسان البسيط نقل همومه ومشاكله، تخلي المسؤولين في الحكومة ومجلس النواب عنه.

إنني أرجو الإخوة الناشرين هشام وتمام وأسرة «الأيام» كافة إعادة النظر والتراجع عن الإصدار بالألوان وأن يعيدوا اللون الطبيعي لـ «الأيام» الأصيلة، فللإنسان الحق أن يقوم بتغييرطبعه، ولكن لا يجوز له أن يغير طبع ما يملكه الآخرون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى