السفير البريطاني:منفذو الاعمال الارهابية لا يضرون بمصالح البلد الذي يهاجمونه وانما يضرون الاسلام

> «الأيام» باشراحيل هشام باشراحيل:

>
السفير البريطاني مايكل جيفورد اثناء حديثه للزميل باشراحيل هشام باشراحيل
السفير البريطاني مايكل جيفورد اثناء حديثه للزميل باشراحيل هشام باشراحيل
بعد أن خلصت من محاورة سعادة السفير البريطاني في اليمن السيد مايكل جيفورد، لم أجد سؤالاً واحداً لم يجب عنه أو أبدى تحفظه عليه، بل كانت إجاباته أكثر شفافية في معظم القضايا التي تناولتها مع سعادته، وشملت أحداث لندن الأخيرة وموضوع المتشددين، مروراً بالتعاون البريطاني - اليمني في مجال القضاء وخفر السواحل وانتهاءًَ بنظرته إلى مستقبل عدن .. فإلى أسئلة «الأيام» وإجابات سعادة السفير مايكل جيفورد.

سعادة السفير هذي زيارتك الأولى إلى عدن وبعد أحداث يوليو الفضيعة في لندن.. لقد تعاهدت اليمن بعمل كل مايمكن للمساعدة في التحقيقات وإلقاء القبض على المتسببين هل لك أن تعطينا فكرة عن مدى التعاون بين الحكومتين في هذا المجال؟

- لقد كانت هذه الاحداث صدمة للجميع في لندن وكنت موجوداً حينها في إجازة وقد احتلت تلك الأحداث العناوين الرئيسية على صفحات الجرائد وتفكير الناس ولحسن الحظ فقد حققت الشرطة منذ ذلك الوقت تقدماً ممتازاً واعتقلت عدداً من الأشخاص وننتظر الآن المحاكمات التي ستجري بالإضافة إلى ذلك فقد كان هناك تصريحات مهمة في الخامس من أغسطس من رئيس الوزراء توني بلير الذي وضع فيها عدداً من الخطوات التي ستقوم بها الحكومة في محاكمة الإرهاب على سبيل المثال: تشديد إجراءات طرد الأشخاص الذين يشكلون خطراً على المملكة المتحدة وإيجاد طرق لمكافحة التطرف ونحن نعلم بأن لدينا جالية مسلمة كبيرة في بريطانيا وغالبيتهم العظمى تحترم القانون وكانوا مصدومين بهذه الاحداث مثلنا جميعاً، وللأسف فهناك أقلية صغيرة جداً التي تحمل آراء متطرفة وقد أكدت الحكومة عزمها على مكافحة هؤلاء المتشددين الذين يسممون عقول الناس بتفسيرهم المنحرف للإسلام. وبالنسبة للتعاون مع اليمن فلدينا تعاون وثيق في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب ومن طبيعة هذا التعاون ان معظمه يجب ان يبقى سرياً لكني استطيع أن أقول إنه لا توجد علاقة يمنية بأحداث لندن وأنا مرتاح لقول هذا ونعلم أن لدينا اتصالاً جيداً بالحكومة اليمنية حول هذا الموضوع ونتفهم ان هذا اهتمام دولي مشترك وللأسف في هذه الأيام الإرهاب ليس محدداً بدولة معينة فاليمن، السعودية، بريطانيا، مصر، كل هذه الدول عانت من الإرهاب في السنوات القليلة الماضية وبالتأكيد فإن نيتنا ليس التعاون مع اليمن فحسب بل مع جميع أصدقائنا في الشرق الأوسط.

بالنظر الى الصورة الأكبر للمنطقة كيف ترى التعاون الأمني بينكم وبين مجموعة الدول التي كانت تدعى بشرق السويس من ناحية مكافحة الإرهاب وصعود الديمقراطية؟

- من وجهة نظري فإن التعاون جيد ويتحسن وكما قلت من قبل فإن جميع الدول تتفهم اليوم ان الناس الذين يقومون بهذه الاعمال الارهابية لا يضرون مصالح البلد الذي يهاجمونه فحسب وإنما مصالح الإسلام على مستوى العالم ولدي تعليقات من الاصدقاء اليمنيين عن مدى اشمئزازهم مما جرى في لندن والتعليقات التي تقول ان الإسلام مسؤول عما جرى ولكننا نعرف أن الإسلام بريء مما يجري فهو دين سلام واعتدال ولذلك نحن نتفهم في بريطانيا وفي هذه الدول أيضاً مثل باكستان والهند والتي لديها العديد من مواطنيها في بريطانيا ولدينا هدف مشترك ليس فقط في مكافحة المجرمين الذين نفذوا هذه الهجمات ولكن للتواصل أيضاً مع المسلمين المعتدلين على مستوى العالم لنحصل على تعاونهم وهذا يؤثر علينا في بلدنا أيضاً إذاً فهذه سياسة ذات اتجاهين مساعدة في مكافحة الإجرام واجتثاث جذور التطرف.

وفي اليمن هناك حوار مع المتطرفين يقوده القاضي حمود الهتار ونحن مهتمون جداً به وسيكون المفتاح هو إيجاد طريقة لنتعلم من بعضنا البعض.

هناك الكثير من التعليقات حول موضوع طرد المتشددين بأنه يستهدف الإسلام؟

- هذا فهم خاطئ فلدينا جالية اسلامية كبيرة ومزدهرة ولدينا أكبر عدد من المساجد في أوروبا ولدينا عدد كبير من المسلمين في كل مناحي الحياة في بريطانيا اذا نظرت الى التجار والسياسيين أو المجموعات المحلية فالمسلمون يقدمون الكثير للحياة البريطانية وهم جزء قيم وموضع ترحاب والاشخاص الذين تتحدث عنهم بأنهم طردوا وهم في الأخبار الآن قلة قليلة ولا يمثلون آراء الغالبية العظمى من المسلمين في بريطانيا والحكومة البريطانية في هذا الخصوص فنحن نريد الترحيب بالمسلمين في بريطانيا والعمل معهم ونريد مساعدة الناس على الترويج للنظرة الحقيقية والصحيحة للإسلام وأعتقد ان المتشددين الذين ينقلون أفكاراً متطرفة او في أسوأ الحالات يقومون بعمليات ارهابية لا يمثلون السواد الأعظم من المسلمين.

بعض من الذين طردوا استقبلتموهم في فترة ما في بريطانيا هاربين من بلدانهم وكانوا يتسلمون اعانات من الحكومة؟

- النقاشات الجارية في بريطانيا الآن هي حول هذه النقطة بالذات كيف تفرق في المجتمع الحر بين المحافظة على حقوق الإنسان وقبول الناس المضطهدين في بلدانهم ووزن ذلك مقابل الحاجة لحماية المجتمع من الآراء المتشددة وهو نقاش محتدم اذا ما قرأت الصحف البريطانية وما سأقوله هو ان الحكومة تعتقد بإمكانية الحصول على علاقة جيدة مع الجالية المسلمة ومحاربة التطرف في نفس الوقت وأعتقد أن أصدقائي المسلمين في بريطانيا يوافقون ان المتشددين هم أقلية بسيطة لاتمثل آراء الجالية المسلمة.

السفير البريطاني مايكل جيفورد
السفير البريطاني مايكل جيفورد
ألا تعتقد ان هذه الهجمات الإرهابية أضرت كثيراً بالمسلمين في أوروبا؟

- أعتقد أن هذا صحيح فهذه الهجمات خلفت الخوف والريبة في كل المجتمعات وبالتحديد في جاليتنا المسلمة فهذا عامل قلق كبير وكما قلت من قبل فإن الحكومة البريطانية واضحة في هذا الخصوص بالعمل مع الجالية المسلمة في بريطانيا وأصدقائنا في الخارج للترويج لسياسات لمنع تكرار مثل هذه الأعمال في المستقبل وهذا جزء رئيسي في السياسية الخارجية في بريطانيا الآن.

لقد بدأت الحكومة البريطانية بعدد من البرامج مع الحكومة اليمنية بخصوص اصلاح القضاء إلى أين وصلت هذه البرامج؟

- لدينا برامج ولوقت طويل لتدريب القضاة وكانت إحدى زياراتي السابقة لعدن لافتتاح برنامج تدريب للقضاة بمعية وزير العدل وهذه البرامج ستستمر وبشكل متزايد فإن المانحين وأصدقاء اليمن لا ينظرون إلى تخفيف نسبة الفقر فقط ولكن العثور على طرق لمساعدة اليمن كدولة نامية لتقوية النظام القضائي وبهذا لا أعني فقط طرق عمل المحاكم ولكن ايضاً احترام القانون وهذه احدى القضايا الرئيسية للدول المانحة فإذا وجدنا طريقة لتقوية حكم القانون فإن ذلك لا يساعد فقط الناس في الحصول على العدالة ولكن أيضاً المستثمرين الذين يرغبون الاستثمار في اليمن سيجدون نظاماً قضائياً يعتمد عليه.

كيف تعتقد ان النظام القضائي القوي يدعم المجالس المحلية والديمقراطية؟

- أعتقد أن النظام القضائي الذي يعمل بطريقة صحيحة هو أحد العناصر الرئيسية للديمقراطية واليمن حققت تقدماً في الديمقراطية فأود أن أهنئ الجهود التي تبذل لتوسعة الديمقراطية ولكن أعتقد الكثير يتفقون ان هناك المزيد من العمل المطلوب ونود أن نرى نظاماً قضائياً مقدوراً على تكاليفه ويعطي نتائج يعتمد عليها الناس وأعلم أن وزارة العدل تشاركني هذا الرأي ولديهم برنامج إصلاح قضائي أعتقد أن الدول المانحة ستنظر الى طرق مساعدتهم لتقوية النظام.

هل يشمل هذا تطبيق القانون؟

- أعتقد أنه يمكن ان يشمل هذا ولكننا لم نناقش تطبيق القانون بعد ولكني أعتقد ان هذا من المجالات التي يجب ان تنظر اليها الدول المانحة.

المشكلة التي يشير اليها العديد من الخبراء في إصلاح القضاء هي تطبيق القانون والأحكام فبعض الخبراء أثنوا على القوانين ولكن تنفيذها هو المشكلة؟

- أعتقد أن هذه نقطة جيدة وأعتقد أنها تعود إلى نقطة الثقة بالقوانين فإصدار القانون يختلف عن الثقة بالقانون، على سبيل المثال فإذا كنت مستثمراً فيجب ان تكون متأكداً من أنك إذا ذهبت الى المحكمة التجارية في أي خلافات فإنك ستحصل على نتيجة عادلة وكما قلت فإن اليمن يحقق تقدماً ولكن تطبيق القانون هو نقطة يجب ان ننظر إليها وهي نقطة غير مألوفة بالنسبة للعديد من الدول المانحة فالعديد من المنح توجه إلى تخفيف الفقر والصحة والتعليم وهي قطاعات مهمة ولكن هذه النقاط الجديدة بالنسبة للقضاء والشفافية والوصول للقضاء وتطبيق القانون ستكون هي الاجندة الدولية الجديدة .

هناك العديد من المناقشات بين السياسيين والعامة حول الفيدرالية او توسيع الحكم المحلي لتقوية الوحدة.. كدبلوماسي مقيم في اليمن ما رأيك في النقاش الجاري؟

- أعتقد ان هذا السؤال للحكومة والمواطنين اليمنيين وموقفنا واضح فنحن ندعم يمناً موحداً وندعم سياساتنا وسياسية الحكومة اليمنية التي تساعد التنمية وإذا كان هناك تعديل في نظام الحكم فإننا لا نقوم بتوجيه النصائح في هذا الشأن فهذا موضوع للحكومة والشعب اليمني لحله ولكن احدى السياسات التي ندعمها هي الغاء المركزية أعتقد انه من المهم للحكومات المحلية في كل أنحاء اليمن ان يتوفر لديها الكفاءات والموارد والاجراءات لتنفيذ سياساتهم فإذا أمسكت بكل شيء في المركز فلا شيء سيعمل.

ينظر الى بريطانيا كأحد الداعمين لقوة خفر السواحل ولكن نشاطاتها في هذا المجال لا تروج ولا يعلم بها الكثيرون؟

- نعم، فبالتعاون مع أصدقائنا في الولايات المتحدة قد وضعنا بعض المجهود في خفر السواحل والذي نعتقد أنه لأسباب أمنية واقتصادية يمكننا فعل المزيد في بناء خفر السواحل اليمنية، فخفر السواحل إحدى الميزات الأساسية لأي دولة تحاول التحكم بحدودها ولها مزايا أمنية واقتصادية وإحدى الميزات الاقتصادية الجلية هي محاربة التهريب الذي هو مشكلة في اليمن وهذه هي الاسباب التي من أجلها نقوم بالتعاون مع خفر السواحل ولم نعلن عن عملنا لأننا في البداية.

هل هناك أي برامج موجهة الى ميناء عدن؟

- ليس في هذا الوقت ولكننا مهتمون مثل الكثير من المراقبين بالتوقيع على الاتفاقية مع سلطة ميناء دبي ورغبتي القوية ان أرى عدن بكاملها تتطور إقتصادياً أعتقد ان هناك فوائد واعدة للبلاد هنا وأريد أن أقول صراحة اننا سنحاول المساعدة بقدر إمكاننا في هذا التطوير فتاريخ عدن كما تعلم مرتبط بتاريخنا وبعض من هذا التاريخ حساس ولكن كل ذلك وراءنا الآن وأعتقد علاقتنا الآن باليمن عصرية ولذلك أرى عدن منطقة نمو اقتصادي واعد وأعتقد أنه يجب بذل الكثير من العمل لإنجاح هذه الاتفاقية وهذا موضوع حاسم لمستقبل اليمن كبلد نام محدود الايرادات ويواجه الكثير من التحديات وإحدى الطرق التي ستجعل اليمن غنياً هي اجتذاب التجارة والاستثمار وميناء عدن سيلعب دوراً كبيراً في هذا .

متى سيتم افتتاح السفارة البريطانية الجديدة في صنعاء؟

- الجواب القصير في أسرع وقت ممكن.. لقد اتخذنا قراراً منذ سنتين أو ثلاث للانتقال من موقعنا الحالي وأملي ان نكون في سفارتنا الجديدة بنهاية العام القادم.

اشتكى العديد من الطلاب اليمنيين من عدم قدرتهم على الحصول على تأشيرات للدراسة في بريطانيا فهل هناك حل قريب لهذه المشكلة؟

- آمل ذلك وأنا على علم بمشكلة الطلاب مع التأشيرات والسبب في ذلك ان موقعنا الحالي كما أسلفت غير ملائم لمقابلة المتقدمين للتأشيرات وللأسف فإننا نعمل بسياسة تأشيرات محدودة للغاية وأعرف عدداً من الحالات التي تسبب ذلك في مصاعب لها وآسف لذلك كثيراً ولكن بمجرد ان نكون في مقرنا الجديد سيكون بمقدورنا مراجعة سياسة التأشيرات في حينه وتقديم خدمات أوسع للمتقدمين وهذه إحدى المشاكل الأولى على جدول أعمالي ولا يمر أسبوع بدون ان أفكر بالتأشيرات بشكل أو بآخر ونأمل ان نصل الى حلول.

بالنسبة للرئاسة البريطانية للاتحاد الأوروبي كيف ترى تأثيرها على العلاقات مع اليمن؟

- بريطانيا ترأس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من هذا العام ولدينا اهتمام مثل العديد من الدول الأوروبية بإنجاح العلاقات مع اليمن ولدينا حوار سياسي مع اليمن في لقاء في بروكسل في سبتمبر والذي سأحضره بنفسي وممثلون عن الرئاسة البريطانية في الاتحاد الأوروبي وهذا شيء أريد البناء عليه، وأعتقد ان هناك حاجة للدول الأوروبية للنظر إلى الطرق الممكنة لمساعدة اليمن وتحسين ظروف الشعب اليمني، وفي الاشهر القليلة القادمة سيكون الموضوع الاوروبي حاضراًَ في أذهاننا.

هل أنت متفائل بمستقبل عدن؟

- نعم أنا متفائل بعدن وأعتقد ان اتفاقية ميناء عدن ولأنها اتفاقية طويلة المدى تمثل فرصة لعدن لتتعافى كمركز اقتصادي للبلاد وسيتطلب ذلك الكثير من العمل وهناك ناس ملتزمون بأداء العمل فعدن يجب ان يكون لها دور أكبر وأساسي ليس فقط في اقتصاد اليمن ولكن لاقتصاد المنطقة لذلك فأنا متفائل وآمل ان أعود بعد خمس أو عشر سنوات لأرى طفرة اقتصادية في عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى