> تحطمت طائرة قبرصية امس الاحد وقتل جميع من كانوا على متنها والبالغ عددهم 121 شخصا بعد أن أبلغ قائد الطائرة مهندسي المراقبة الجوية أن الطائرة تعاني من مشاكل فنية قبل لحظات من الموعد المقرر لهبوطها في أثينا.

وتحطمت الطائرة التابعة لشركة هليوس القبرصية في منطقة جبلية شمال العاصمة اليونانية في طريقها من مدينة لارنكا في قبرص إلى أثينا وذلك بعد دقائق من إبلاغ قائد الطائرة مهندسي المراقبة الجوية بأن الطائرة تعاني من مشاكل في نظام تكييف الهواء.

وفقدت طائرة بوينج 737 التي كانت تقل على متنها 115 راكبا وستة من أفراد الطاقم الاتصال ببرج المراقبة الجوية وتحطمت بعد دقائق من انقطاع الاتصال.

وقالت فرق الانقاذ في مكان الحادث للتليفزيون الحكومي إنه لا توجد علامات على وجود أحياء,ووصف المسئولون الحادث بأنه الاسوأ من نوعه في تاريخ اليونان.

ولم يتضح سبب الحادث لكن المسئولين يشكون في أنه يرجع إلى مشكلة فنية ربما بسبب انخفاض الضغط الجوي وأنه ليس عملا "إرهابيا".

وقال ماريوس كورويان المتحدث باسم الرئيس تاسوس بابادوبولوس "المؤشرات الاولية في قبرص واليونان توضح أن الحادث ليس عملا (إرهابيا)".

وأفاد مسئولو مطار لارنكا في بيان بثه التلفزيون القبرصي أن طيار الطائرة المنكوبة يعتقد أنه فقد وعيه بسبب انخفاض الضغط الجوي في قمرة القيادة,كما أكدت وزارة الدفاع اليونانية بيان مطار لارنكا قائلة إن الطائرة المنكوبة كانت تعاني من مشكلات بسبب انخفاض الضغط الجوي في قمرة القيادة. ورغم ذلك قال مسئولون إنه لا توجد علامات على عمل غير قانوني وإن التحقيقات لا تزال تجري.

وذكر تليفزيون (إن.إي.تي) اليوناني أنه تم العثور على الصندوق الاسود الذي يحتوي على بيانات الطائرة والتسجيلات الصوتية.

ونقل التليفزيون اليوناني عن وزير المواصلات القبرصي هاريس تراسو قوله إن الطائرة عانت من قبل من مشكلات تتعلق بضغط الهواء الجوي.

وقالت متحدثة باسم شركة هليوس في لارنكا "ليست لدينا معلومات عن أي مشاكل في أنظمة تكييف الهواء. وجرت الصيانة لهذه الطائرة كالمعتاد كما أنها غادرت قبرص دون أي مشكلات".

وكانت السلطات أرسلت مقاتلتين من طراز إف-16 لتعقب الطائرة بعد انقطاع الاتصال بينها وبين برج المراقبة في مطار أثينا الدولي بمجرد دخولها مجال اليونان الجوي.

وقالت وزارة الدفاع اليونانية إن قائد إحدى المقاتلتين إف-16 قال إنه لم يتمكن من رؤية قائد الطائرة القبرصية قبل وقوع الحادث بينما رأى الطيار المساعد في حالة إعياء على مقعده.

وذكر التليفزيون اليوناني أن أحد الركاب قال في رسالة نصية قصيرة على الهاتف المحمول أرسلها لقريبه إن "الطيار ازرق وجهه".وأضاف "الوداع... إننا نتجمد".

وأفادت تقارير أنه لم يتبق من الطائرة سوى ذيلها وأجزاء من ملابس وأمتعة وأشلاء بشرية مبعثرة حول حطام الطائرة.

وعرض التليفزيون صورا لطائرات عسكرية وهي تسقط المياه على مكان الحادث الذي خيمت عليه سحابة سوداء من الدخان بسبب الحريق الذي اندلع من تحطم الطائرة.

وقال شاهد عيان "رأيت الطائرة تسير في اتجاهي,وعلمت أن شيئا خطئا لابد قد حدث لانه كانت هناك مقاتلتان على جانبي الطائرة".

وأقلعت رحلة الطائرة رقم 522 التابعة لشركة هليوس القبرصية الخاصة من لارناكا في تمام الساعة التاسعة صباحا (06:00 بتوقيت جرينيتش) وقالت تقارير إن 67 راكبا بينهم ثمانية أطفال كانوا متوجهين إلى أثينا بينما كان من المقرر أن يواصل 48 آخرين رحلتهم إلى العاصمة التشيكية براغ.

وقطع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامانليس عطلته التي كان يقضيها على جزيرة تينوس وعاد إلى أثينا.

كما توجه الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس إلى لارنكا حيث بدأ أقارب وأصدقاء الضحايا يتجمعون خارج مكاتب شركة هليوس.

وقال بابادوبولوس "أعبر عن عميق حزني وأسفي على الخسائر في أرواح مواطنينا وأعبر نيابة عن الحكومة عن عميق تعاطفي مع ذويهم. وسنقف إلى جوارهم ونقدم لهم العون".

يذكر أن شركة هليوس للخطوط الجوية عانت من عدد من المشاكل الخاصة بطائراتها منذ إنشائها في عام 1999.

وشهدت الفترة الاخيرة نقل ثلاثة ركاب إلى المستشفى بعد أن انخفض الضغط الجوي في قمرة قيادة الطائرة التي كانوا على متنها وأجبرت الطائرة على الهبوط الاضطراري في لارنكا.