راقية حميدان..صوت عال:هنا عدن

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
نجحت القانونية والمحامية البارعة والشخصية النسوية الرفيعة في اليمن والمنطقة العربية المحيطة، في الانطلاق بتوقيت مناسب مع المتغيرات والمواكبة وحجم التراكم المهني والفكري الذي توقف أمام المرأة العدنية راقية عبدالقادر حميدان، فتاة عدن المكافحة التي دخلت بوابة التحدي، ويومئذ أعلنت ومن فترة الشباب ومعها فصيل كبير من النساء في عدن، أن الخط الفاصل ما بين التوقف وعصر الحريم، وما بين فكر الحاضر وقبول معاناته، سيضع الجميع وجهاً لوجه أمام تضحيات لا بد منها، وكان ذلك، وكتبت لحظتها راقية وزميلاتها في عدن أنهن أمسكن بخيوط الأمن السائر وأن لا توقف، نجحت القانونية السيدة الفاضلة -حفظها الله- راقية حميدان في دخول قائمة ألف امرأة مرشحة لجائزة نوبل للسلام، تكريماً لها على دموعها وسهرها وجهادها وكفاح كل النساء في خدمة حقوق النساء والأطفال والقانون، وشيء آخر هو الجرأة والشجاعة، التي تختزنها هذه المرأة، وهي مصدر فخار لكل من عرفها ويعزها ويساندها اليوم بهذا التكريم الرفيع.

في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات، وصل إلى المكلا عبدالقادر حميدان، الخبير المالي في عدن وصاحب الأصل الحضرمي الدوعني، الذي عرف أصول الحساب وفن التجارة وتنظيم الإدارة، بحكم فطرة أبناء هذه المنطقة الحضرمية اليمنية، ونجحت مهاراته في أن يستعان به في تنظيم وإعادة ترتيب النظام المالي بمدينة المكلا، عاصمة الدولة القعيطية، ويشرع الرجل -رحمة الله- في صناعة نظام مكث طويلاً طويلاً، حيث أعقبه بعدئذ في مطلع الستينيات الأستاذ محمد همشري، الذي لازالت ذكرياته محفورة في ذاكرة حضرموت إلى يومنا هذا، ومن هذه الأسطر يتضح كيف سعى ذلك الأب حميدان ليخلق بيتاً من العلم، وقد أصبح هو علما من أعلام النظام المالي والإداري، جاءت الخلافة متساوية تماماً مع تاريخ ناصع وثري وحقيقي، مصدر الجذور ونابغة الفكر ذاته، ويوم خطت السيدة الفاضلة المرشحة وأحد وجوه اليمن الكبير، المناضلة على مر عقود من أجل سيادة القانون ورفع الظلم ووقف الانتهاك، ووقف الاتهام السياسي الباطل والإقصاء الاجتماعي للمرأة والرجل والطفل، لتنتزع الحقوق والاستحقاقات، حينما جاءت المرأة الدوعنية العدنية مرة أخرى إلى حضرموت في نهاية السبعينات والثمانينات، لتترافع في قضايا في قرى ومدن نائية، وتبرعاً أحياناً مع زملاء لها، منهم الشيخ طارق، المحامي القدير وسقاف الهادي وعلي زين، أوجدت هذه المحامية جواً كبيراً من التدريب المهني وكانت وحدها مدرسة قضائية وقانونية، وتدرب على يدها قضاة يشار إليهم في حضرموت بالبنان، ولم تتوقف لأنها امرأة خلقت للكفاح من أجل السلام وتطبيق هذا السلام بالقانون واحترام الإنسان.

امرأة ومحامية بحجم راقية حميدان، ولا ننتقص عصبة النساء العدنيات المناضلات في ستينيات القرن الماضي وما بعده وهن كثر، قد جاءت في قائمة ألف امراة حول العالم، على موعد تحتاجه هذه المنطقة الواسعة منذ عهود مضت، وبتراكم الفكر والثقافة والعلوم القانونية، وأولها وجود المرأة في هذه المنظومة.. راقية امرأة من عدن ودوعن وتعز وتهامة ويافع، وحدها صوت عال: هنا عدن.. مدينة السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى