شكوى الشعب

> عبود الشعبي:

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
هاهنا الثروة فقر زاهر وكذا الفقر هنا زاه وزاهر عبدالله البردوني...ليست هذه وزارة! لاندري إن كان يراد لنا أن نثأر لسوء حالنا.. كلما مر الزمان قلنا ستنجلي عنا هموم أثخنت في جراحاتنا، لكن الحكومة «الرشيدة» توصد الباب وتغلق النوافذ، ثم تقول للشعب «لا مرحبا بكم» بينما تومئ للفساد «هيت لك»!!

لا نريد من السلطة أن تعظنا بقبول «الغصص» أو سمها إن شئت الجرع، لأن من بعدها سيطل الفتح كما تزعم، فلقد سئمنا الخطابة ولا نكاد نسيغها بعد الآن، ونثق أن نصيحة «البنك الدولي» الذي يرقب وضعنا عن كثب هو أحرى أن يصدق.. و«نعمّا يعظكم به».

لذا من يدحرج الكرة الآن في مستطيل الحكومة إلى مربع الأمان؟ هل تقدر الحكمة يمانية أن تنطق، حتى يدعنا «الفساد» الذي يتربص بنا الدوائر، لنطعم من جوع ونأمن من خوف. إنه إن يكن بلغ العجز بالسلطة إلى درجة أبعد مما يخاله إنسان فترضخ للفساد وتهاون وتداري، فتلك مصيبة عظيمة!! لاسيما أن شعوراً بالاستئساد تجاه المواطن إن هو رفع راية للتظاهر، أو حتى أنّ من ألم السياسات المرة، بينما تدفن رأسها كالنعامة أمام «نخيط» الذين يعيثون في الأرض «الفساد»، أي عجلة تنمية هذه «تدوس» على الرقاب؟!

ماذا فعلت «الأبنية» المركوزة والأركان العالية لمؤسسات تشاد بين الفينة والأخرى، بينما يعجز أبناء الفقراء أن يدخلوا من تلك «البوابات»، لأن «حاجب» الحكومة وشرطي «الرسوم» يقفان بالمرصاد لمن يعتقد أن هذا «البناء» منحة «الثورة» وثمرة «التوحيد». إن أبناء البسطاء من الناس يردون على أعقابهم بلا تطبيب أو تعليم ولا يؤبه لهم في أروقة الدوائر الرسمية إذا جاءوا ليبحثوا عن «استمارة» من شبكة الضمان الاجتماعي أو أقل وظيفة لو بمقدار «حق العشاء».. ما لم يعرف هؤلاء المحرومون إلى «الوساطة» سبيلاً، لأن الدولة تسمح لموظيفها الكبار الذين «شبعوا» من «حقنا» المغصوب أن يأخذوا حق «ابن هادي»، أسوة بالمواطن الذي يبحث عن «حق العشاء».

أما هذه الأعذار التي تنمقها العبارات الأدبية للسان الحكومة، فلن تسمن من جوع ولو صيغت بلغة راقية، ولطالما تفيأ ظلالها «الفساد» وأوى الى ركنها الشديد. وكأنما يراد لهذا المواطن البائس أن يطبّع حياته مع هذا الغول الموحش، الذي يخمش بقوة في جبين الوطن.

إن اقتصادنا مريض والطبيب عاجز، والماهر الذي يصنع الحياة مايزال غائباً، وحسبنا قول البحتري:

إذا ما الجرح رُمّ على فساد

تبين فيه إهمال الطبيب
وأما شكوى الشعب الذي تُنهب خيراته بشهادة العالم، فإنه لن يمل من المطالبة بحقوقه، ولن تخيفه عصا الحكومة مادامت هي مشغولة بشكاوى كبار الموظفين الذين يتظلمون إلى وزاراتهم، بسبب حرمانهم من الترقيات الجديدة وبدل السفر!!

يا شرفاء الوطن أنقذوا أهاليكم في ربوع اليمن من هذا الأخطبوط الفظيع، الذي قصم ظهورهم، فلولا حب الوطن في قلوبهم لتركوا الدار، هرباً من حكومة البوار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى