بداية هادئة لحملة انتخابات الرئاسة في مصر

> القاهرة «الأيام» رويترز :

>
رئيسة لجنة مراقبة مدنية مستقلة جديدة تدعى (شايفينكم)
رئيسة لجنة مراقبة مدنية مستقلة جديدة تدعى (شايفينكم)
بدأت أول حملة لانتخابات رئاسية يخوضها عدة مرشحين في مصر امس الاربعاء دون ضجيج أو علامات تذكر على ان السباق سيثير اهتمام ملايين المصريين بعد 50 عاما من وضعهم على هامش الحياة السياسية.

واكتفى الرئيس حسني مبارك (77 عاما) الذي يتولى السلطة منذ عام 1981 بنشر اعلان سياسي مدفوع الاجر في صحيفة رئيسية على مساحة صفحة كاملة مع صورة له وقائمة تحوي ستة موضوعات لحملته الانتخابية التي ستستمر ثلاثة اسابيع.

ومنافساه الرئيسيان في ساحة تضم عشرة مرشحين هما المحامي الشاب أيمن نور من حزب الغد ونعمان جمعة من حزب الوفد الذي كان يهيمن على الحياة السياسية قبل ان يطيح الجيش بالملكية في عام 1952 .

ولان القواعد تحظر مشاركة أي مرشح من جماعة الاخوان المسلمون وهي أكبر جماعة معارضة في مصر يقول محللون ان مبارك يتجه لتحقيق فوز في الانتخابات التي ستجري في السابع من سبتمبر ايلول القادم.

ولم تنجح منظمات المجتمع المدني والولايات المتحدة في اقناع السلطات بالسماح لمراقبين بمراقبة عملية التصويت لمنع أي نوع من الانتهاكات التي سادت الانتخابات السابقة.

ولكن يقول علماء اجتماع ان من أكبر العقبات التي تحول دون اجراء انتخابات ساخنة انتشار الشكوك على نطاق واسع في الممارسات السياسية التي ينظر اليها على انها مناطق خطرة بعد نصف قرن من الحكم الاستبدادي من جانب رجال من الجيش.

وقالت نادية جمال (18 عاما) وهي طالبة من بنها في دلتا النيل "لا أحد يعرف أي شيء عن الانتخابات ومعظم الناس ليس لديها أي رغبة في ان تقول نعم أو لا,بعض الناس يخشون التغيير ويعتقدون ان الشيطان الذي تعرفه أفضل."

وقال محمد محمود وهو محاسب عمره 25 عاما "في الحقيقة لا أعرف شيئا عن المرشحين الاخرين... تعودنا على مبارك وسأعطيه صوتي طبعا."

ويبدأ مبارك الذي يخوض الانتخابات بسجل من الادارة الحكيمة ووعود بالرخاء الاقتصادي والحرية السياسية حملته بكلمة يلقيها في حديقة الازهر مساء امس الاربعاء.

ويشمل برنامجه تعزيز الديمقراطية وتوفير وظائف للشباب وتحسين الخدمات العامة وزيادة الرواتب ومعاشات التقاعد والسلام والاستقرار ودور مصر القيادي في المنطقة.

ونشرت قناة دريم وهي قناة خاصة للتلفزيون الحكومي حصة فيها اعلانات ضخمة في الصحف للاعلان انها تمتلك حصريا حق اذاعة كلمة مبارك,ولعل بعض القراء العاديين فهموا خطأ انها رسائل مؤيدة لمبارك.

أيمن نور
أيمن نور
والاذاعة والتلفزيون الحكوميان هما المصدر الرئيسي للاخبار لعدد كبير من سكان مصر البالغ عددهم 70 مليون نسمة وقد تعهدا بالحياد في تغطية الحملة الانتخابية.

وتسمح القواعد بالتغطية العادية لانشطة مبارك بصفته رئيسا للدولة بالاضافة الى اخبار سياسية اخرى يجري تقويمها بعناية,لكن مسؤولا كبيرا قال "هو والوزراء لن يقوموا باعمال قد تعطي الانطباع بأنهم يقومون بحملة انتخابية."

وقالت لجنة مراقبة مدنية مستقلة جديدة تدعى (شايفينكم) في مؤتمر صحفي امس الاول الثلاثاء انها ستراقب وسائل الاعلام الحكومية بعناية لترى ان كانت ستقدم تغطية منحازة.

وعقد نور (41 عاما) الذي تجري محاكمته في اتهامات بالتزوير وجمعة (71 عاما) وهو اكاديمي سابق فقد حزبه ارضية في السنوات الاخيرة مؤتمرات صحفية امس الاربعاء لبدء الحملة لانتخابية.

وبعثت صحيفة الغد برسائل صباح امس الاربعاء الى الناخبين تقول "التغيير معركة جيل. التغيير هو أمل كل جيل. في السابع من سبتمبر أدلي بصوتك لايمن نور. أدلي بصوتك للغد."

وشكا نور بالفعل للجنة الانتخابات دون نتيجة بشأن الرموز التي خصصتها للمرشحين والطريقة التي رتبت بها الاسماء في ورقة الانتخاب.

ويأتي مبارك على رأس القائمة وخصص له رمز الهلال الذي له مدلول ايجابي لناخبين مسلمين في معظمهم. ويقول نور ان هذا الرمز كان ينبغي ان يكون رمزه.

وطوال الاعوام الخمسين الماضية كان البرلمان يختار الرؤساء ثم يصوت المصريون في استفتاء على مرشح واحد.

وتولى اثنان من الرؤساء السابقين الحكم حتى وفاتهم.

ونادرا ما يقبل المصريون باستثناء موظفي القطاع العام على صناديق الاقتراع في الاستفتاء على الرئيس.

واثار التغيير في نظام التصويت الذي تم اقراره في استفتاء مثير للجدل في مايو ايار الماضي مع نمو جماعات المعارضة المستعدة لتنظيم احتجاجات جدلا سياسيا.

ولكن باستثناء جماعة الاخوان المسلمون التي لها جذور عميقة في المجتمع المصري فان المعارضة لم تتمكن من اجتذاب حشود تزيد على اكثر من بضع مئات في المرة الواحدة.

وقال بيومي علي محمد وهو مواطن على المعاش (75 عاما) انه من المستحيل هزيمة مبارك باعتباره الاحدث في سلسلة حكام عسكريين يحكمون مصر.

وقال "مبارك يتول السلطة منذ 24 عاما ولا يمكن لاحد ان ينافسه...بالطبع سوف اصوت لمبارك."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى