الخوف!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
كنت أعتقد أن الخوف (بعد المولى عز وجل) لا يأتي إلا من السلطة أو الدولة ورجالها الأشداء فقط.. وكنت أقول إن الكتابة الجريئة لا تفزع سوى رجال الدولة الذين هم على رأس الهرم الوظيفي والهرم الكبير المتمثل في مقدرات الوطن الغالي، الذي تعرض لأشكال وألوان مختلفة ومتعددة من العبث.

لكن ظهر لي شكل جديد من الخوف.. ولن أكذب وأقول إنني لم أشعر به.. فعلاً شعرت بالخوف، ولم يكن للسلطة أو الدولة أي سبب في ذلك الشعور!! كما أنني في الجانب الآخر شعرت أن هناك آخرين أيضاً من خارج دائرة السلطة والحكومة يعتريهم الخوف من كتاباتنا، فيبحثون عن وسائل قديمة وطرق حديثة يرهبون بها أو يحاولون إرهاب من سبب لهم قلقا واضطراباً بكتاباته النارية!.. هم طبعاً في الظل، ولا يعرفهم الناس كما هم بطبيعتهم العدوانية والعدائية الخفية، ويجهدون أنفسهم لإخفاء قناع وحشيتهم وعربدتهم بمقدرات البشر وأرواحهم ومصائرهم!

لم يعد الخطر الذي تخلقه الكتابات الجريئة التي تسبب اهتزازاً وإرباكاً وكشفاً للمستور، محصوراً على السلطة والحكومة ورجالاتها الاشداء.. فهناك من يسعى لأن يصل إلى ما وصل إليه رجال الدولة، وخلال مسعاه ينكشف حاله بعثرة أو زلة، أو كبوة (وهو ليس حصاناً)، ولم يحسب لكل ذلك حسابه، فتكون السبب في كشف قناعه الذي يتستر به.

صادفت أشكالاً من الخوف والتخويف، فبعضهم يوحي لك بأنه صاحب القلب النظيف، لكن فجأة تجد أن قلبه ما هو إلا مخزن لحفظ التراكمات وأكوام و (أكواد) من الأحقاد والضغائن!! وبعضم يحبس نفسه ويتقوقع في إطار تجمعه أو كيانه الحزبي الضيق، فيظل مقيداً بأغلال قناعات أصحابه، وأركان حزبه وكيانه السياسي الضيق والمعقد!.. يحكم على الناس كما يريد له تجمعه أو حزبه.. أو كيانه! ونحن أدرى بهذه الأغلال والأصفاد التي كانت سبباً فيما يعانيه الناس، كما أننا جزء من المواطنين الذين ذاقوا ألواناً لا تحصى من التقييد والتعطيل والقهر، وكما يوحي إليه المثل الشعبي الشائع الذي مفاده: «ما باتقششوا إلا من حيث حَطبْنا».. و(القشاش) هو بقايا الحطب.. والمهم أننا من قلوب صافية ومخلصة وصبورة نقول رأينا، ليس للتشهير ولا للشماتة والاستهزاء لما وصل إليه البعض في هذه الأيام من إفلاس وركون وانفلات وتجفيف المنابع، بعد أن كانوا (ماسكين) برقاب عباد الله.. وخانقين الأنفاس، لأهداف ضالة والعياذ بالله!!.. وخوفنا الذي اعترفنا به.. مصدره أن نكون بعيدين عن الأمانة والصدق والإخلاص للهدف النبيل الذي نسعى إليه، في الوقت الذي نقولها صريحة.. إن كشف الحقائق لمن أراد ويريد الاستمرار في تضليل الناس بترهاته وأوهامه الفاسدة، لن يكون ببعيد عنا.. ولنا عودة إذا تطلب الأمر للموضوع مجدداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى