هل أصبحت شبوة منطقة حرة؟!

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
ليس غريباً ولا هو بالجديد، أن تقرأ خبراً يفيد عن عملية اغتيال حدثت لهذا الإنسان أو ذاك في هذه المنطقة من محافظة شبوة أو تلك، ولا هو بمستغرب أيضاً أن يحدثك الخبر أن عملية الاغتيال تلك قد حدثت على خلفية ثأر قديم أو جديد أو أنها حدثت لسبب تافه بين الطرفين، ولا يجب عليك -بالمطلق- أن تتساءل مجرد السؤال عن دور أجهزة الأمن في المحافظة؟ وأين كانت وقت حدوث الجريمة ؟ وماذا فعلت؟ ..لأن الجميع في تلك المحافظة سوف يسخرون من سؤالك هذا، ولن يعيروه اهتماماً يذكر بمن فيهم مسؤولو الأمن أنفسهم.

الغريب (المستجد) في الأمر، أن يصبح استقبال (القتلة) في مكاتب المحافظة وعلى أعلى المستويات شيئاً ممكناً!! وإن تساءلت عن الحكمة والعبرة والمعجزة في حدوث ذلك، يمكن أن يقال لك بأنه شيء يدخل ضمن ما يسمونه بمحاولات (تسوية الأمور)، أو نزع فتيل الاقتتال .. على الرغم من أن الفتيل قد اشتعل، وعلى الرغم من أن الدماء قد سالت على التراب، وعلى الرغم من أن الأنفس قد أزهقت بدم بارد ولا أبرد منه إلا مثل تلك الاجتماعات البائسة.

في مثل تلك الاجتماعات (الضعيفة المشبوهة) تدخل أرواح البشر المزهقة بغير وجه حق، في عمليات مساومة رخيصة، تتساوى فيها أنفس البشر بما نطلق عليه قبلياً في مثل هذه الحالات (التحكيم والعدول) ..!!

العدول أو (العدل) يتمثل في ما يمكن للمجرم أن يقدمه للضحية أو أهله، كاعتراف بالجرم أولاً، واستعداد للقبول بالحكم القبلي الصرف ثانياً، وهذا الحكم القبلي الصرف يمكن أن يكون أي شيء (إلا شرع الله) !! ومن هنا بحسب ظني واعتقادي، غضب الله على هؤلاء جميعاً وأدخلهم في شر أعمالهم التي لا ولن تنتهي، لأنهم بما يفعلون قد ارتضوا- بإرادتهم أو بغيرها وبعلمهم أو بغير علمهم - القبول بالحكم بغير ما أنزل الله في كتابه الحكيم، لأن الشرع وعلى حد علمي المتواضع به، لم يحدثنا لا عن (العدول) ولا عن ما نسميه أيضاً بـ (الحكم الصبر) أو (المحدش) ولم يحدثنا عن ضرورة ذبح الثيران وخلاف ذلك، وإنما كانت نصوصه واضحة وجلية كما هي الشمس واضحة وجلية في منتصف النهار .. فلماذا ندع ما شرع الله لنا ونذهب إلى ما هو نقيض له وبعيد عنه ؟

بالأمس القريب، ذهب عضو مجلس محلي في مديرية ميفعة، ضحية كمين نصب له، لأن المسكين - تغمده الله برحمته- كان قد رفض أن يسلم السيارة التي كانت بحوزته للقتلة، وبدلاً من اللجوء إلى القضاء الذي يعيش حالة غياب تام وربما إجازة مفتوحة، قرر هؤلاء استخدام سلطتهم المطلقة بغير رادع، وذلك لعلمهم التام أيضاً أن (العسكر) الذين يبعدون بضعة أمتار عن موقع الحادث، لن يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، نزيف الدم من جسد الضحية حتى الموت.

أما الذين قتلوا صاحبنا المسكين وبدم بارد وأعصاب يمكن أن تمثل مشاعر أي مخلوق آخر إلا البشر، فهم يعلمون أيضاً أن أعصابهم الباردة ستحملهم غداً إلى مكاتب السلطة الرسمية في المحافظة، ويعلمون أيضاً أن الحياء الذي لم يعد له وجود في مكاتب الدولة ولا حتى في وجوه أحد، سوف يشفع لهم احتساء الشاي على كراسي وطاولات من يقولون إنهم محافظون على محافظة شبوة !!

ترى إلى أي حد متدهور يمكن لأبناء هذه المحافظة أن ينزلقوا ؟ وإلى أي مستقبل أسود هم يسيرون بخطاهم وبملء إرادتهم إليه؟ وما هو الشعور الذي يمكن لمسؤول من أبناء شبوة أن يستشعره إزاء وضع مخز كهذا؟ وهو يعلم تماماً أن المحافظة قد أصبحت مسرحاً مفتوحاً ومنطقة حرة لكل الممنوعات التي يتم تهريبها إلى داخل البلاد ومختلف دول الخليج.

ترى هل أصبحت شبوة محطة (ترانزيت) لقاذورات المزاج؟ وهل أصبح ليل شبوة البهيم ظرفاً طبيعياً ملائماً لتجار الظلام؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى