اللُطش واللِِبع واللُشه!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
من جالس القوم اربعين يوماً صار منهم كما يقول المثل، أو إذا مش منهم صار مثلهم، لأن ابن آدم اسود رأس كما يقول مثل آخر، والسواد حسب ظني المتواضع لا يرجع الى لون الشعر وإلا فإن العمر عندما يتقدم يرجع لون الشعر أبيض أو أبيض وأسود يعني خلطة زي السكر مع الشاي.. وكمان ياسهلاه فما أكثر الصبغات في هذا الزمان وما أسهل استخدامها، يعني باختصار واستخصار شديد اصبح الكذب والدجل والتحايل مش بس لغة العصر وسمة بارزة من سماته بل وأكاد أقول إنها ثقافة هذا العصر الرديء، وعلامة من علامات رموزه أهل الحل والعقد والفك والربط والزبط واللكد الذين يفترض فيهم أن يكونوا قدوة لنا - او كدوة كما يلفظها واحد صاحبنا اسمه عبدالله عيد - والحق أن هولاء الكدوة من أهل الحل والعقد نجحوا بجدارة أن يجعلوا مجتمعنا - جزء كبير من مجتمعنا حتى نكون منصفين - يتطبعون بطباعهم الحالية كما العسل .. تدوّر فين راحوا الناس الطيبين من هذا المجتمع ما تلاقيش.. طيب معقول تكون الناس كلها أتغيرت بهذا الشكل الفاحش؟ ماعاد فيش سمبل واحد وإلا اثنين وإلا مئة من زمن الأصالة والصدق.. الأخ عبدالله عيد يقول لي مافيش ولا تتعبش نفسك على الفاضي .. بس انا برضه عندي أمل وأمل كبير إنه الدنيا برضه لا تزال بخير وأن الزبد يذهب جفاء، ويمكث في الارض ما ينفع الناس برغم انه عبدالله عيد يقول لي إنه من شابه أولي الأمر ما ظلم، وأولو الأمر هؤلاء علاوة على كونهم كذابين وهذه أبسط خصالهم إلا أنهم كمان لصوص ولشوش ولبوع وكبوع وحجنجلي يابو عبده خرمبطيين إلى اقصى درجة .. ولشوش لكي أوضح لجنابكم قرائي الأعزاء هي في المعنى حرامية من الذين لا يتورعون عن سرقة أي شيء حتى مال النبي [، ومفردها لُشة بضم اللام وتشديد الشين، اما اللبوع فهي جمع لبع بكسر اللام وتسكين الباء، واللبع كائن لا يتورع حتى عن سرقة الفلوس من يد الشحات وهو غافل والطراحة اذا اتدفأ بها وهو نائم.

واللي ما يتعلم يجلس يتبلم، فباقي معانا اللطش وهو ذلك المخلوق اللي يبيع ويشتري فيك وانته واقف، يعني مثلا حكى لي عبدالله عيد انه كان يمشي مع واحد لطش من أصحابه وعندما مرا ببيت معين استأذن اللطش من عبدالله لدقيقة لكي يؤدي أمانة عنده لصاحب البيت، وقال لعبدالله أن يقف مكانه ولا يتحرك لما يرجع، وقد كان.. بعدما دخل اللطش البيت بقليل لاحظ عبدالله من الطاقة التي فتحت انهما يتكلمان ويشير إليه اللطش بيده والله يعلم ايش يقول للرجال صاحب البيت، ثم إذا بصاحب البيت يحيي المستر عبدالله بحرارة زايدة على المعلوم، فرد عبدالله التحية بأحسن منها.. وبعد قليل خرج اللطش متهلل الأسارير والبهجة تملأ نخاشيشه وقال لعبدالله: خلاص أدينا الأمانة لأصحابها، شوف اوبه يا عبدالله يا أخي مافيش إثم أكبر من انه الواحد يأكل الأمانة حق الناس، والحمد لله اللي وفقنا على فعل الخير. طيب يا زبلوط واحد ويا بلعوط اثنين ويا ملعوط ثلاثة هكذا هي المسألة إذن.. بعد شهور طويلة ذلحين قريب قابلت الأخ عبدالله عيد وإذا به يتشعبط بي تشعباطة متينة وهو يصيح بأن له مدة يدور عليا وما لاقاناش منشان نعم أيش يحكي لي بقية- أو حقيقة - القصة اللي حصلت هذيك اليوم.. قول يا أبو الرجال، اللطش لما دخل عند الرجال وأنا - يعني هو - كنت واقف برع وكانوا يتكلموا وبعدين يؤشروا بيداتهم إلى سناي ويحييني صاحب البيت بتحية حارة رديتها بأحسن منها زيما قلت لك.. تدري على ايش كانوا يتكلموا؟ اللطش (.....) كان يقول للرجال صاحب البيت اننا المدير العام وصاحب شركة «يمنكوسا» وإنه قد اقنعنا بتوظيف ابنه في وظيفة كويسة بالشركة بمشاهرة قدرها المبدئي ثلاثين ألف.. بس قال له انه يعني عشان يتمم الموضوع لازم يسلم لي رشوة بخمسين ألف.. وقد قبض اللطش من الرجال في نفس اللحظة والساعة الخمسين ألف وأنا جالس مجهص بسنوني أرد السلام بيدي بهبالة عظيمة ما بعدها هبالة مش داري انه اللطش يبتاع ويشتري بي في بيت الرجال!

مقلب مش بطال هه؟ المهم بعدين سألت عبدالله عيد على مشاريعه المستقبلية.. فقال: اسكت ساكت عملت بحث اكاديمي على عدد الحاصلين على شهادات علمية صحيحة في بلادنا فلم أجد منها غير ثلاثين في المئة صحيحة والباقي مزورة فقلت احسن لي أدخل مع القوم فأسست مع اللطش وكالة لمنح الشهادات العليا للراغبين وكل شيء بسعره.. تشتي لك شهادة تصلح بها وضعك؟ صحيح نحنا عندنا التسعيرة ثابتة.. لكن بالنسبة لك با أراعيك، سألته لكن كيف حصلت شهادة دكتوراه وأصبحت بروفيسور وانت ماعندكش مؤهلات علمية بالمرة .. قال: لا.. لا تستهونبيش انا مش سهل.. وبعدين أيش اصله هذي المؤهلات؟ المهم انك تكون قليل أصلع ومعك جسم سمين، وأنا والحمد لله امتلك الاثنين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى