نحتاج إلى هيكلة للعقول قبل هيكلة الفروع

> عبدالمحمود عمر بن علي جابر:

> هل يشترط لكل من يرغب في ترشيح نفسه لقيادة المؤتمر الشعبي بالمديرية أن يكون على دراية واسعة بفنون الكذب والخداع والمكر! حتى يتمكن من الفوز واكتساح الآخر؟

ربما لا يستسيغ أحد هذا الأمر لكنه للأسف حاصل وواقع ومن فئة صغيرة تظن أنها تمتلك فناً قوياً في اللعب بعواطف الناس.

لقد شعرت باستغراب واندهاش عظيمين عندما قادني سوء حظي لأن أكون أحد المرشحين لعضوية قيادة الفرع بمديرية القطن محافظة حضرموت، وقد هالني ما رأيت، فمنذ أن وطأت قدماي القاعة المخصصة لإجراء الانتخابات، وأنا لا أستطيع استيعاب الموقف، فالفوضى تعم القاعة، وكأنك تدخل سوقاً شعبية! وليت الأمر مقتصر على هذا، فأذناب هذه الفئة الصغيرة يأتون إليك يحاولون معرفة من سوف ترشّح؟ وهنا تبدأ عمليات عقد الصفقات القائم معظمها على الكذب والخداع، حيث يتعهدون بأنهم سوف يمنحونك أصواتهم ويشترطون عليك بالمقابل منحهم صوتك وصوت من تشرف عليهم. لكن شيئاً من هذا لا يحدث فأنت تنفذ الوعد الذي قطعته وهم لا ينفذون. وتحدث الخيانة، خيانة الضمير، وخيانة الكلمة، وخيانة العهد، هل يمكن لعاقل أن يتصور حدوث هذا بين النخبة المنتخبة؟

أي أخلاقيات هذه، وكيف يمكن أن نصبح قيادات تقود الناس وتؤثر فيها ونحن نتعامل مع بعضنا البعض بهذا الخسة والنذالة. وللأسف رب قائل يقول : هذه من قواعد اللعبة الديمقراطية، ولكن الديمقراطية سلوك متحضّر ينأى بنفسه بعيداً عن الكذب والخيانة. وأنا أتسائل هنا، كيف يمكن لهذه القيادة الجديدة أن تنهض بمسؤولياتها وتصحح الأوضاع وهي للأسف تفتقر لأبسط معاني الصدق والشفافية والإخلاص للوطن.

لكن هناك بصيصاً من نور يعطينا أملاً كبيراً، فالحمد لله بين هذه القيادة أستاذ فاضل عُرف بنظافته ودماثة أخلاقة وكان عضواً سابقاً للمجلس المحلي فعليه يقع حمل ثقيل في الوقوف ضد هؤلاء النفعيين وتحجيم دورهم ليبقى مؤتمرنا عظيماً وشامخاً يقود شعبنا إلى معالي المجد والتقدم والازدهار.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى