بقدر الإخلاص يأتي النجاح

> «الأيام» محمد محفوظ القباطي / الراهدة - تعز

> أثناء مشاهدتي إحدى القنوات الفضائية وهي تبث الاستعدادات لعملية إطلاق المركبة الفضائية ديسكفري والعد التنازلي لها، وبعد أن تكللت بالنجاح ولاحظت مدى الغبطة والفخر التي انتابت أفراد الطاقم المشرف، تاهت بي أفكاري وأحلامي بعيداً جداً، وتمنيت ولو لوهلة أن نتذوق نحن العرب نفس طعم الفوز والزهو والخروج من قوقعة الجهل والتخلف العلمي والزيف الذي نحن فيه، وفجأة أفقت من أحلامي اللذيذة على صوت إطلاق نار كثيف، تبين لي فيما بعد أن هناك حفل زواج في الحي المجاور. زاد الموقف من إحباطي وأدركت لحظتها الفرق الشاسع جداً بين المشهدين، فبينما نتباهى وتغمرنا النشوة العارمة بإطلاق عيارات نارية عبثاً وبلا جدوى في الهواء تتسبب غالباً في مآسي بشرية، في المشهد الآخر لاحظت آخرين تغمرهم نفس النشوة وبتواضع شديد ليس لإطلاق نار ولا لنصر فني أو رياضي أو سياسي، كما نفعل نحن، وإنما لتحقيق إنجاز حقيقي يدخلهم التاريخ لأجله أوسع الأبواب، فسجدت لله قليلاً وقلت في نفسي مستغرباً: الناس هم الناس والعقل هو العقل والطبيعة هي الطبيعة، ومع ذلك فالفرق شاسع جداً، لكنهم أناسً مخلصون حكومة وشعباً في شتى نواحي حياتهم وأعمالهم وأفكارهم، لا يهتمون بسفاسف الأمور وخزعبلات الحياة الوهمية ومماحكاتها الكاذبة كما نفعل نحن العرب، فلا أننا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن، وتشبثنا بأعذار واهية تجنبنا خزي التخلف المخيف.. فيا حسرتاه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى