الحزن يتحول الى نقمة على بوش في امريكا عدد ضحايا اعصار كاترينا قد يتخطى الـ 10 آلاف والخسائر 100 مليار دولار

> الولايات المتحدة «الأيام» وكالات:

>
مواطن أميركي يبكي على أطلال منزله بعد أن دمره الإعصار
مواطن أميركي يبكي على أطلال منزله بعد أن دمره الإعصار
تحولت كارثة اعصار كاترينا الى اكبر فشل في تاريخ الادارة الامريكية فبعد الاعلان عن ان ضحايا الاعصار قد يتخطون العشرة آلاف والخسائر 100 مليار دولار استمرت اعمال السلب والنهب والقتل والاغتصاب في مدينة نيو اورلينز بينما صب الناجون والصحف الامريكية جام غضبهم على الحكومة والرئيس بوش.

وتساءلت صحيفة "واشنطن بوست" "كيف يمكن للحكومة ان تكون بمثل هذا الاستعداد الضعيف في مواجهة ازمة بهذا الحجم الكبير". وقالت ان "الخبراء حذروا منذ فترة طويلة من التوبوغرافيا الفريدة لمدينة نيو اورلينز وضعف ابنيتها".

واضافت ان "الاستجابة الفاترة" للسلطات "اججت السخط والغضب لدى عشرات الآلاف من الاشخاص الذين كانوا ينتظرون مساعدة ومعظمهم من الفقراء والسود المسنين والمرضى".

واكدت صحيفة اخرى هي "يو اس اي تو داي" ان السود والفقراء كانوا اكثر المتضررين في الازمة التي ضربت جنوب الولايات المتحدة وخصوصا ولاية لويزيانا بعد مرور الاعصار الذي اوقع آلاف القتلى الاثنين.

وقالت "الناس الذين كانوا لا يريدون او لا يستطيعون مغادرة نيو اورلينز هم في اكثريتهم الساحقة من الفقراء والسود" وحملت السلطات مسؤولية ما وقع من فوضى واضطرابات "كان بالامكان تداركها".

اما صحيفة "وول ستريت جورنال" القريبة من الادارة الجمهورية فرأت ان السلطات مسؤولة بشكل ما عن الفوضى "فالاميركيون ينتظرون احيانا الكثير- كأن توفر لهم اسعارا مخفضة للبنزين- لكن من حقهم ان يحظوا بالامن وخصوصا في الازمات".

جثة طافية فوق الماء في نيواورلينز حيث مازالت آلاف الجثث تنتظر انتشالها
جثة طافية فوق الماء في نيواورلينز حيث مازالت آلاف الجثث تنتظر انتشالها
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" على صفحتها الاولى صورة امرأة تسقي كلبا فوق جسر بدت تحته جثة طافية فوق الماء. وعزت الصحيفة ما جرى من فوضى الى غياب الحرس الوطني وانشغال عناصره في الحرب في العراق. وقالت ان ثلث عناصر الحرس الوطني في لويزيانا يقاتلون حاليا في العراق ولم يكن بإمكانهم المساعدة. وقالت صحيفة "بيلوكسي صن هيرالد" في مقال افتتاحي ان امدادات الطوارئ "لا تصل ببساطة بالسرعة الكافية." وتساءلت "لماذا لم يرغم كل عضو قادر في القوات المسلحة في جنوب مسيسبي على الخدمة." من جهته قال عضو مجلس الشيوخ الاميركي ديفيد فيتر أمس الجمعة ان عدد ضحايا اعصار كاترينا قد يتجاوز العشرة آلاف قتيل في ولاية لويزيانا وحدها..وقال السناتور "اتوقع ان يكون العدد عشرة آلاف على الاقل". وبعد تكشف حجم الكارثة تواصل دول عدة ومنظمات دولية مثل الحلف الاطلسي والامم المتحدة عرض مساعداتها على الولايات المتحدة التي ضربها اعصار كاترينا في حين تعتزم وكالة الطاقة الدولية اللجوء الى احتياطها الاستراتيجي من البنزين لتزويدها به.

الا ان الامر كان لا يزال يوم امس عند مستوى المقترحات ذلك ان واشنطن لم تتقدم حتى الآن بأي طلب ملموس على الرغم من ان شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية كان اشار الى "ان اي عرض للمساعدة لن يرفض".

واعرب حلف شمال الاطلسي على لسان امينه العام ياب دو هوب شيفر عن "استعداده لاي نداء لمساعدة" الولايات المتحدة، لكنه لم يعط اي توضيح اضافي.

بدء الحرائق في نيواورلينز أمس
بدء الحرائق في نيواورلينز أمس
واكد الاتحاد الاوروبي مجددا رغبته في المساعدة حتى ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا ذهب الى حد الحديث عن فكرة تزويد الولايات المتحدة بالنفط. وقال "سنعطيهم كل ما يطلبونه، من احتياطات النفط (...) الى اي شيء آخر يحتاجون اليه".

لكن مساهمة الاتحاد الاوروبي ستتركز خصوصا على المساعدة الانسانية واللوجستية. الا ان وزير الخارجية البريطاني بدا في وقت سابق وكأنه يستبعد فكرة لجوء الاتحاد الاوروبي الى استخدام احتياطه النفطي الاستراتيجي.

وقال "لنكن صريحين، ليس هذا ما يدور في خلد الناس (لكن) الاكثر هو مساعدة انسانية ومساعدة لمواجهة الفيضانات"، مشيرا مع ذلك الى انه يعود "للحكومة الاميركية ان تطلب مساعدة الاتحاد الاوروبي".

واقترحت هولندا ارسال خبرائها في مجال السدود وقالت السويد انها على استعداد لارسال فرق طبية وتقديم دعم تقني في مجال الاتصالات اضافة الى معالجة المياه والمساكن المؤقتة، في حين عرضت فرنسا مخزوناتها الضخمة من المساعدات الانسانية المتوفرة في المارتينيك في الانتيل اضافة الى طائرات وبواخر، وقالت النمسا انها مستعدة لارسال فريق من الصليب الاحمر متخصص في تقديم المساعدة النفسية للضحايا.

رجل يحل ابنه يحاول الهروب به مع آلاف آخرين من نيواورلينز
رجل يحل ابنه يحاول الهروب به مع آلاف آخرين من نيواورلينز
اما بريطانيا الحليف الاول للولايات المتحدة في اوروبا، فقد اشار رئيس وزرائها توني بلير الى ان بلاده على استعداد "للمساعدة بكل الوسائل".

وفي آسيا، قررت تايوان منح مليوني دولار لمساعدة المنكوبين دون تحديد شكل المساعدة، وقدمت اليابان 500 الف دولار منها 300 الف في مجال معدات للمساعدة. حتى ان سريلانكا التي اجتاحتها امواج المد العاتية (تسونامي) في 26 ديسمبر الماضي واودت بحياة 31 الف شخص، قررت الاسهام بمبلغ 25 الف دولار لمساعدة الولايات المتحدة.

وعرضت استراليا ارسال فرق اغاثة وتقديم مساعدة مالية بقيمة 5،7 ملايين دولار اميركي. و ذكرت الوكالة الدولية للطاقة ان ازمة وقود في الولايات المتحدة بعد الاعصار كاترينا يمكن ان تنتشر بسرعة في جميع انحاء العالم بسبب العلاقات التجارية الوثيقة بين اوروبا واميركا.

وقال المدير التنفيذي للوكالة كلود مانديل لصحيفة "لا كروا" الفرنسية ان "السوق النفطية في الاوقات الطبيعية تشهد تدفقا عبر الاطلسي وعندما تحدث ازمة في الولايات المتحدة فإن الاسعار ترتفع في السوق الاميركية مما يزيد عدد ناقلات النفط المتوجهة الى الولايات المتحدة اكثر من اوروبا وهذا يفاقم النقص عندنا".

واضاف "لا شك في انه اذا حدثت ازمة وقود بعد الاعصار كاترينا فإنها ستنتشر في العالم بسرعة كبيرة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى