> قتل 143 شخصا على الاقل في تحطم طائرة من طراز بوينغ 737-200 تابعة لشركة ماندالا الاندونيسية الخاصة بعيد اقلاعها امس الاثنين في منطقة مكتظة بالسكان في مدينة ميدان شمال جزيرة سومطرة (غرب اندونيسيا).

وكان على متن الطائرة المتوجهة الى جاكرتا 117 شخصا عندما اصطدمت بالارض على اطراف مطار بولونيا في مدينة ميدان.

وقال رودولف بيرديدي حاكم ولاية شمال سومطرة في بيان وزع على الصحافيين ان "عدد القتلى يصل الى 143 شخصا بينهم 104 من الركاب وافراد الطاقم" واشار الى ان 13 راكبا نجوا من حادث التحطم ويلقون العلاج حاليا في المستشفى.

وقتل 39 شخصا على الارض حيث تسببت الطائرة في تدمير عشرات المنازل والسيارات.

وتناثرت في المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة العربات والدراجات الهوائية المحطمة وانقاض البيوت المدمرة فيما قام افراد الجيش والشرطة بنقل الجثث المتفحمة والمشوهة من مكان الحادث.

وصرح الراكب روهادي سيتيبو لتلفزيون مترو من المستشفى الذي نقل اليه انه وخمسة ركاب اخرين كانوا يجلسون في الجزء الخلفي من الطائرة في الصف العشرين نجوا من الحادث.


وقال "سمعنا صوت انفجار في المقدمة واندلعت النيران ثم سقطت الطائرة".

واضاف انه قفز من الطائرة بعد تحطمها وفر هاربا قبل ان تندلع اربعة انفجارات خلفه.

وقال ناج آخر يدعى فردي اسماعيل من على سريره في المستشفى ان الطائرة واجهت صعوبات ما ان غادرت المدرج.

وقال اسماعيل "بعد الاقلاع، اصبح صوت احد المحركات قوي جدا وبدات الطائرة تهتز بقوة قبل ان تسقط".

وقال رئيس الجهاز الوطني الاندونيسي المسؤول عن سلامة الطيران سيتيو راهاري في حديث لصحيفة "كومباس" انه تم العثور على احد الصندوقين الاسودين واشار الى ان سبعة محققين موجودون في مكان الحادث للتحقيق في ظروف الحادث واسبابه.

وذكرت شركة ماندالا التي يمتلك الجيش الاندونيسي جزءا منها، انه من المبكر معرفة سبب التحطم مؤكدة ان الطائرة التي دخلت الخدمة قبل 24 عاما خضعت لفحوص سلامة مكثفة في حزيران/يونيو الماضي.

الا ان مسؤولا في منظمة غير حكومية قال لوكالة فرانس برس مفضلا عدم الكشف عن هويته ان اعضاء منظمته تلقوا توجيهات بعدم استخدام ماندالا "بسبب سمعتها السيئة" وخاصة في ما يتعلق باعمال الصيانة.

وقال وزير النقل هاتا رادجاسا لوكالة انتارا "هذه بالتاكيد ماساة كبيرة".

وعقب الحادث، انقطعت خطوط الهاتف في المطار والمناطق المحيطة به في مدينة ميدان التي تعتبر عاصمة مقاطعة شمال سومطرة ويسكنها مليونا نسمة.

وكانت شركة ماندالا تأسست عام 1969 وهي واحدة من شركات الطيران التي تنظم رحلات منخفضة التكاليف الى كافة انحاء الارخبيل الاندونيسي المترامي الاطراف,ويملك تسعون بالمئة منها صندوق اسسه احتياطي الجيش الاستراتيجي في اندونيسيا.

ويعد حادث الطائرة يوم امس من اسوأ كوارث الطيران التي تشهدها اندونيسيا في السنوات الاخيرة علما ان حوادث الطيران ليست نادرة في هذا البلد الذي يضم ستة الاف جزيرة مأهولة تمتد على طول خمسة الاف كلم تقريبا.

وكانت طائرة من طراز ام دي-82 التابعة لخطوط "ليون" تحطمت في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي في مدينة جاوا بجزيرة سولو مما ادى الى مقتل 26 شخصا وجرح اكثر من 100 اخرين.

ومطار ميدان القريب من وسط المدينة، من اكثر مطارات اندونيسيا حركة واصبح مركزا لجهود اعادة الاعمار في مقاطعة اتشيه المجاورة بعد ان ضربها التسونامي في 26 كانون الاول/ديسمبر الماضي.