«الحرب على الارهاب» بعد مرور أربع سنوات بين النجاح والفشل

> واشنطن «الأيام» كريسيانا أورليش:

>
قوات الأمن السعودية يقومون بتفتيش الفيلا التي كان يتمترس فيها مقاتلو القاعدة في الدمام
قوات الأمن السعودية يقومون بتفتيش الفيلا التي كان يتمترس فيها مقاتلو القاعدة في الدمام
أدى الموقف المتراخي والمتأخر للحكومة الامريكية في مواجهة كارثة الاعصار إلى ضياع سمعة الرئيس بوش كرجل إدارة الازمات في العالم وعادت إلى الاذهان تصريحات بوش النارية قبل أربع سنوات أمام حطام برج التجارة العالمي في حضور رجال الانقاذ عندما أطلق الحرب على "الارهاب" بقوله "هؤلاء الذين دمروا هذا المبنى سيرون ما سنفعله قريبا" وكان ذلك إيذانا بسقوط نظام طالبان في أفغانستان.

اليوم وبعد مرور أربع سنوات على إعلان أمريكا الحرب على "الارهاب" تتراوح التقديرات بين الفشل والنجاح فالواقع يقول أن أمريكا لم تشهد بالفعل أي هجمات منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 ولكن إحصائيات وزارة الخارجية الامريكية نفسها تشير إلى ارتفاع أعداد العمليات "الارهابية" في أنحاء العالم العام الماضي إلى 651 هجوما أي ثلاثة أضعاف الهجمات بالمقارنة بعام 2003. وفي الوقت الذي يتخذ فيه الرئيس بوش من العراق جبهة رئيسية لمحاربة "الارهاب" يرى منتقديه أن الاحوال الفوضوية هناك أفرزت جيلا جديدا من "المنظمات الارهابية" بدلا من القضاء عليها كما أراد بوش. ويحذر المرشح الديمقراطي السابق لانتخابات الرئاسة جاري هارت في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" من تراجع الشعور بالامان داخل أمريكا وضعف موقفها في الداخل والخارج بخروجها عن المسار الصحيح.

ولم يسلم بوش من انتقادات ريشارد كلارك أحد مساعديه لمكافحة الارهاب والذي وصف الاصرار على الحرب في العراق بأنه جاء على حساب مكافحة بعض المجموعات الارهابية المعروفة مشيرا إلى خطورة الموقف اليوم.

وحاولت الحكومة الامريكية مرارا التنصل من مصطلح الحرب العالمية ضد الارهاب واتخاذ بدائل لفظية على لسان وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس ومن أمثلة هذه المصطلحات الجديدة "مكافحة التطرف العالمي".

غير أن الارهاب أصبح الان جزءا من البنية الاساسية في العلاقات الدولية على حد قول ريشارد هاس رئيس المؤسسة الثقافية ولن يجدي تغيير استخدام المصطلحات طالما الرئيس بوش مصر على جمله الثابتة "سنظل في العراق وسنحارب وسننتصر في حربنا ضد الارهاب".

وفي تقرير للبيت الابيض حول الحرب ضد الارهاب ورد أن أمريكا تعتمد على استرتيجية واضحة لتحقيق النصر ضد الارهاب وهي تستند إلى أربع أركان أساسية: مكافحة العدو في خارج أمريكا وعزل الدول الداعمة للارهاب ومراقبة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ونشر الديمقراطية. وحاولت الحكومة الامريكية في الوقت نفسه استغلال الانتخابات العراقية ونجاح الثورة البرتقالية في أوكرانيا وثورة الورود في جورجيا والارز في لبنان والسوسن في كيرجستان كدليل على نجاح مساعيها في نشر الديمقراطية.

وتوالي الحكومة الامريكية نشر براهين نجاح حربها بتخليص نحو 50 مليون نسمة في العراق وأفغانستان من أنظمة حكم طاغية عبر أسرع الحروب الخاطفة والقضاء على ثلاثة أرباع قيادات تنظيم القاعدة سواء بقتلهم أو اعتقالهم وتجميد نحو 140 مليون دولار في حسابات شبكات إرهابية وتحول العديد من الدول المتجاهلة في السابق للارهاب إلى دول داعمة لامريكا في حربها الان ضد الارهاب وهي باكستان والسعودية واليمن وأندونسيا والفلبين. د.ب.ا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى