النوم في العسل

> «الأيام الرياضي» علي صالح أحمد:

> إن الانتصار الرائع والكبير الذي حققه فريق التلال الرياضي لكرة القدم بإحرازه بطولة الدوري العام لهذا الموسم جاء بعد صيام دام 14 عاماً من احتضان الذهب وثمرة جهود مشتركة تستحق منا كل الإشادة والتقدير وتقودنا أيضاً إلى فن التعامل مع هكذا إنجاز، بعيداً عن الانفعالات والمديح والإطراء الزائف و(الخاوي) من الموضوعية والمصلحة العامة، والتي عادة بنتائج عكسية تؤثر سلباً على العطاءات القادمة، كما حدث لمنتخب الناشئين (الأمل) قبل ثلاث سنوات، عندما زاد الطين بلة، بعد أن أسرف في المبالغة في التعبير، والبعض الآخر منهم ركب الموجة وتحالف مع (المطبلين).

كان ذلك عقب إحراز المنتخب حينها على فضية آسيا للناشئين، دون أن نتحسس من بين تلك (الفقاعات) أية كتابة متأنية تعالج وتقيم المنتخب بهدوء بعيداً عن المغالاة والشطط والقفز على الواقع رغم المحاولات الشحيحة والخجولة في إصلاح اعوجاج الكثير من الأمور وإبراز مراكز ضعف الفريق،إلا أنها تاهت بين تلك الأكوام القرطاسية، وذلك المداد المهدور ووجدت نفسها نشازاً يغرد خارج السرب وسط تلك الأفراح والليالي الملاح، فنادي التلال الرياضي اليوم ليس بحاجة إلى ذلك الطابور، الذي افتقد مصداقية الكلمة وإلى تلك الأبواق التي تسعى من وراء ذلك إلى ترويض المد التلالي، وإغراقه في بحر الخمول حتى يعانق التلاليون الكسل ويناموا طويلاً في العسل.

وإن النقد الهادف وقول الحق والحقيقة وإظهار مكان الضعف أو حالات القصور لم يعد خرقاً دستورياً، حتى يتم تجاهله وعدم مصالحته(بقصد أو بدون قصد)، من قبل البعض لأن الأبطال التلاليون بحاجة ماسة اليوم إلى المرآة الحقيقية التي تعكس الواقع الحقيقي، وإبراز كل الجوانب الإيجابية منها والسلبية التي رافقت المسيرة التلالية طوال الدوري العام، حتى يضعوا أنفسهم على طاولة التقييم والمراجعة والوقوف أمامها، سعياً وراء الحفاظ على مكانة الفريق وتوازنه وقوته لخوض الاستحقاقات القادمة والتي هي المحك الحقيقي، لأن الوصول إلى القمة ليس بالأمر الصعب ،والحفاظ عليها ليس صعبا على التلاليين متى ما أرادوا في ظل المثابرة والجدية واستمرارية العمل.. لا النوم في العسل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى