> لقد كان حدثاً رائعاً وعظيماً ذلك الإنجاز الرياضي الكبير الذي حققه فتية من شباب محافظة شبوة من الصقور الحمر المنتسبين لنادي التضامن الشبواني، الذين استطاعوا بعزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة أن يكونوا نجوماً تتلألأ في سماء الرياضة اليمنية وفرساناً صالوا وجالوا في مختلف الملاعب اليمنية، وقدموا عروضاً كروية رائعة نالت الإعجاب من الجماهير الرياضية والمتابعين الرياضيين، حتى تمكنوا من تصدر مجموعتهم الثانية من دوري أندية الدرجة الثانية بكل ثقة واقتدار، وبالتالي استطاعوا أن يكونوا أول الصاعدين إلى دوري الأضواء لأندية الدرجة الأولى، وبذلك يكونوا الفريق الأول الذي يمثل شبوة للمرة الأولى في دوري الأضواء.

ولا شك أن هذا الإنجاز الرياضي الرائع قد غمر قلوب جميع أبناء محافظة شبوة بالفرح والابتهاج باعتبار أنه تحقق في ظل كومة من السلبيات التي تعيشها محافظتهم المنسية والمهملة، فقد تعاقب على المسؤولية فيها عدد من المسؤولين الذين لم يتحقق على أيديهم شيئ يذكر من الإنجازات باستثناء المكاسب الشخصية التي يحققها كل منهم لنفسه في نهاية المطاف، بينما تظل هذه المحافظة تعاني من انعدام البنية التحتية للخدمات الأساسية وتتفشى فيها الكثير من الأمراض والأوبئة، إضافة إلى استمرار ظاهرة الثأر التي تهدد السلم الاجتماعي فيها والمواقف السلبية التي عرف بها الكثير من المسؤولين ممن ينتسبون إلى المحافظة، ولم يحركوا ساكناً تجاه قضاياها الملحة، لذلك نقول أن ما حققه الصقور الحمر(تضامن شبوة) في ظل هذه السلبيات، قد جعل أبناء المحافظة جميعاً يفخرون بهذا الإنجاز الرياضي الغالي، ويضعونه في المكان اللائق الذي يستحقه، كما جعلهم يعتزون بقدرات هؤلاء الفتية من الشباب الشبواني الطامح، الذين نحتوا في الصخر، وخاضوا غمار دوري الدرجة الثانية بكل عزيمة وإصرار، حتى انتزعوا بطاقة التأهل الأولى لدوري الدرجة الأولى ليتشرفوا بتمثيل هذه المحافظة في دوري الأضواء القادم، وقد أثبتوا بذلك أنهم أبطال من الدرجة الأولى، على الرغم من كل الظروف الصعبة التي أحاطت بهذا الإنجاز الرياضي، والتي جعلت كل متابع رياضي يقدر حجم ما أنجزوه وما تحقق على أيديهم بقيادة الشخصية الرياضية المتميزة مهدي باطويل رئيس نادي التضامن الشبواني، بالإضافة إلى بصمات النجاح الواضحة للمدرب الوطني القدير عادل المنصوب وغيرهم من القيادات الرياضية المخلصة بالمحافظة.

وفي الأخير يبقى المطلوب من الجماهير الرياضية الشبوانية وكل أبناء المحافظة أن يقفوا صفاً واحداً خلف أبنائهم وإخوانهم من الصقور الحمر وأن يقدموا لهم الدعم المادي والمعنوي، حتى يحققوا للمحافظة المزيد من الانتصارات والانجازات الرياضية التي يفرح بها الجميع.