> من العيب والنفاق أن نقول قولاً ونفعل خلاف ما نقول، ومن الغرور أن نتباهى ونمدح أنفسنا ونفتخر بمجد كان خراباً، كان خيالاً، من أجل أن نخفي بعض سذاجتنا، ومن الغريب اننا نجد أنفسنا احياناً أمام رهبان وفطاحلة وأساتذة يمكنك أن تتخذهم قدوة لك في تعاملهم وفي مواقفهم وفي أسلوبهم في الحياة.. ولكن يا حسرتاه! إنك تجد ما يقولونه شيئاً وما يفعلونه شيئا آخر، فكيف لنا أن نستقيم وكيف لنا أن نتحد ونعيد مجد حضارة غابرة وحالنا غلى ما آل إليه اليوم من تشرذم وتقهقر وشتات.

إن الله سبحانه وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلونü كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} وهنا يصف أولئك الذين يقولون قولاً ويفعلون خلافه بأنه يعيش ممقوتاً مذموماً وفيه خصلة من نفاق.

وهنا نقول هناك من حباهم الله ووفقهم الى تقلد مناصب كبيرة، ولكن بفضل من؟ بكل تأكيد بفضل أولئك الرجال المغلوبين على أمرهم حينما منحوه ثقتهم ليمثلهم ويكون رمزاً لهم، ولكنه عندما تم له ما أراد بالحصول على منصبه نسي الشعارات والخطب والكلام المعسول .