قل نار جهنم أشد حراً

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي / المعلا - عدن

> نعم إنها الحقيقة التي نغفل عنها ونحن نعاني في هذه الأيام اشتداداً في الحرِّ، بلغ مبلغه المقدَّر من الله {ذلك تقدير العزيز العليم} (يس /38).

إننا وفي ظلِّ هذا الحر الذي نكابده ونعاني حراراته، تـَنـْتـَابـُنا أوقاتٌ نلطـّف فيها الجو بوسائل متعددة ونستظلُّ بما تيسر ونـُذهب العرق عن أجسادنا بما نقدر عليه، ومنا من يسافر إلى مناطق باردة هروباً من مشقة هذا الحال إلى الراحة وهدوء البال، ولكن أين نحن من يوم لا كسائر الأيام وجو لا كسائر الأجواء؟ يوم تتغير فيه معالم هذا العالم، وتشيب له مفارق الولدان ويجمع فيه القمران وينكر الإنسان فيه الإنسان، ويأتي ذلك اليوم حافياً عارياً ويشتد الحر على الناس ويغرقون في العرق على تفاوت أعمالهم، على أرض ممدودة ليس فيها جبل ولا معلم، فلا ثـمّ إلا ظل الله الذي يفوز به الأتقياء المخلصون من عباده.

وأشدُّ من هذا كله نارٌ تلظى، نزاعة للشوى، لا تبقي ولا تذر، لها ظل ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب، وأهلها في سموم وحميم، وظل من يحموم، وحان وقت بكائهم وقد كانوا قبل يضحكون ويلهون ويتمتعون ويغنون وهم عن الآخرة غافلون. فهذا الحر الذي لا يساوي شيئاً أمام حر جهنم ونارها، والموفق من جعل أحوال الدنيا وما يجري فيها من غم وهم ونكد وضيق عيش وفساد جو، سلواناً يصبـّر نفسه، فيصبر على ما فيها من المشقة والشدة خوفاً مما هو أشد وأشق وطمعاً فيما هو ألذ وأطيب، فيعش وهو يردد اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة و{قل نار جهنم أشد حراً لو كانو يفقهون}، متذكراً أن الدنيا قنطرة سفر ودار ممر، بذرها الأعمال، وحصادها يوم القيامة الحسنات والسيئات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى