المعلم..والسراب

> «الأيام» نجوى دائل العريقي/ تعز

> كنت مستغرقة في النوم وصحوت على رنين التلفون، فسمعت إحدى المدرسات تقول لي: مبروك، تم رفع الرواتب. فضحكت، فقالت: الخبر أكيد. قلت لها: يا مسكينة الراتب هذا الذي ارتفع لن يكون له قيمة بعد جرعة اليوم التي نزلت، ثم عدت لأنام ورن التلفون مرة أخرى، فقالت: لقد كتبت الأشياء التي سوف أشتريها بعد زيادة الراتب وعملت ميزانية خاصة وسوف أعمل لي دفترا للتوفير، فقلت لها: يا مسكينة لا تحلمي كثيراً وادعي الله أن يبارك لك براتبك حتى يكفيك، فقالت: أنت تمزحين. ثم أقفلت السماعة وما زلت أسمع رنات ضحكتها حتى غرقت في النوم من جديد. وفي الصباح الباكر رن التلفون وأنا ما زلت مستلقية على فراشي، فسمعت صوتاً ليس غريباً علي، ولكنه مليء بالحزن الشديد فسألت من معي؟! فإذا هي صديقتي التي كانت تضحك بالأمس أصبحت تبكي، فقلت لها، ماذا حدث؟!

قالت: الدبة (أسطوانة) الغاز صارت بخمسمائة ريال، والمواد الغذائية ارتفعت، فقلت في نفسي: إذا عرف السبب بطل العجب.

مسكين أنت أيها المدرس، فكلما ظننت أن الظروف ستكون أفضل يحدث العكس، حتى الحلم تحول إلى كابوس، فالمعلم تدنت مكانته، فبعد أن كان يتصدر المجالس والندوات أصبحنا نجده على الرصيف يبحث عن مصدر رزق إضافي له ولأسرته، على أمل أن يسد حاجته!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى