الشيعة مستعدون "للشهادة" في طريقهم الى كربلاء ردا على تهديدات الزرقاوي

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

> وسط اجراءات امنية مشددة توجه الاف من الزوار الشيعة امس السبت سيرا الى كربلاء، جنوب بغداد، لزيارة ضريح الامام الحسين بمناسبة مولد الامام المهدي، اخر ائمة الشيعة الاثني عشر مع "استعداد للشهادة.

وياتي ذلك بعد ايام من اعلان زعيم القاعدة في العراق الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي "الحرب الشاملة" على الشيعة.

وقال قاسم زغير (56 عاما) من سكان مدينة الصدر الشيعة شرق بغداد والذي يعمل كهربائيا "التهديدات التي اعلنها الزرقاوي لاتعني لنا شيئا ونحن قاصدون الحسين الذي لا تعز عليه ارواحنا".

واضاف وهو في طريقه مشيا الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) "اذا قدر لنا ان نصل الى هناك فسوف نصل، واذا حدث اي اعتداء فهذا ما نرنو اليه وهو الشهادة".

ويحتفل الشيعة غداً الاثنين بمولد الامام المهدي، وهو الثاني عشر من ائمة الشيعة الذي يعتقد انه سوف يظهر ليحكمهم قبل نهاية الزمن.

والاربعاء الماضي، اعلن ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مسؤوليته عن العديد من التفجيرات التي شهدها العراق في هذا اليوم الدامي داعيا الى "حرب شاملة ضد الشيعة الروافض" انتقاما من الحكومة التي اطلقت حملة عسكرية على المتمردين السنة في تلعفر شمال العراق.

وتابع زغير ان "ذهابنا الى الزيارة في مثل هذه الظروف هو رد على تهديدات الزرقاوي، ونقول له مهما تفعل لن نتوقف عن اداء طقوسنا".

واضاف "كان الوضع في وقت صدام سيئا وخطيرا للغاية فقد القي القبض علي مرتين في هذا العهد والقي بي في السجن، وحتى في هذا الزمان لن يمنعنا شيء من الذهاب" الى كربلاء، موضحا ان المشي يستغرق ثلاثة ايام.

وانتشر مئات من مغاوير الداخلية وقوات حفظ النظام مع عناصر من جيش المهدي على طول الطريق التي تربط بغداد بكربلاء لحماية من يسيرون من اي اعتداءات محتملة.

وتفرض الحكومة اجراءات امنية مشددة اضافية لمناسبة الاحتفالات الدينية، وخصوصا بعد هجمات الاربعاء الدموية التي راح ضحيتها اكثر من 200 شخص اغلبهم من العمال والتي اعلن الزرقاوي مسؤوليته عنها.

وقال حسين نذير (22 عاما) وهو يرتدي كفنا ابيض دليلا على استعداده للموت وهو يسير مع عشرة من رفاقه "لا نشعر بالخوف ولا يهمنا زرقاوي او اتباع زرقاوي."

واضاف متحدثا عن حادث التدافع على جسر الائمة والذي ذهب ضحيته اكثر من 1000 شخص "كنت على الجسر يوم واقعة جسر الائمة ونجاني الله ولم امت".

وتابع "قررنا ان نرتدي اكفاننا لنكون جاهزين للموت ونشعر بالفرح في استقباله".

واكد "اعتبر ذهابي تحديا لهذا الصعلوك الزرقاوي ولنره ما اذا كان يستطيع ان يقتل كل هذا العدد من محبي اهل البيت".

وقال ايضا "من يحاولون قتلنا هم انفسهم ازلام صدام تحت لواء الزرقاوي، لكن الفرق انهم كانوا يقتلون في الخفاء في وقت صدام والان يقتلون علنا".

وقال باسم فعل (28 عاما ) من عناصر "جيش المهدي" مرتديا الملابس السوداء وحاملا بندقية كلاشنيكوف "انطلقنا منذ البارحة وقمنا بتهيئة الطريق بالتعاون مع قوات حفظ النظام ورصدنا خلوها من العبوات الناسفة".

واستقل عناصر ميليشا "جيش المهدي" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر عشرات من السيارات بعضها يحمل صورا لرجل الدين الشاب، وقاموا بدوريات على الطريق السريعة بينما انتشر عناصر الشرطة على الطريق وتولى بعضهم توزيع مياه الشرب على الزوار الذين يسيرون تحت شمس حارقة.

من جانبها جهزت وزارة الري اكثر من خمسين خزانا للمياه الصالحة للشرب على امتداد الطريق.

واضاف باسم ان "ما يفعله الشيعة اليوم هو رد فعل على مجزرة الكاظمية، انهم يقولون كلما قتلتم منا ازددنا حماسا"، وتابع "لم يبق صبر لدى الشيعي على تحمل مثل هذه الهجمات المتكررة وفي الوقت نفسه لا نعرف من نتهم او من نعادي؟".

وقال محذرا من اتهام السنة "اذا اتهمنا السنة بالوقوف او بالمساندة فهذا يعني حربا اهلية طائفية لا تنتهي في 15 سنة".

ودعا خطباء المساجد الشيعة والسنة على السواء في صلاة الجمعة امس الى الهدوء والوحدة الوطنية لمواجهة العنف، محذرين من حرب مذهبية قد تعصف بالبلاد ومحملين القوات المتعددة الجنسية المسؤولية.

وكانت هيئة علماء المسلمين، احدى اكبر المرجعيات السنية في العراق، دعت من جانبها الزرقاوي الى التراجع عن تهديداته للشيعة لانها "تسيء لصورة الجهاد" و"تدفع الى اراقة مزيد من دماء الابرياء".

واكدت في بيان ان "مثل هذا الاعلان الخطير يحقق للمحتل اخطر امانيه في تمزيق البلاد واشعال الفتنة بين العباد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى