قــهر الرجال

> «الأيام» ناصر عيدروس العنبري / عدن

> تعوذ رسولنا الكريم المصطفى نور الهدى وقال: «وأعوذ بك من قهر الرجال» فعندما يخسر الإنسان شيئا عزيزا عليه، كأن يفقد أولاده أو ماله أو أحد أحبابه أو أقربائه، كل ذلك قد يجعله يحزن أياما قلائل أو أسابيع أو شهورا، ولكن عندما يُقهرالرجال وتهان كرامتهم وتسلب حريتهم وتبدل الحقائق وتزداد في العظم الكسور، عندما يقف القلم في قفص الاتهام ويهدد القاضي الحروف، عندما يصبح مالك لخيرك وحقوقك بين اشداق الأفاعي، حينها تقهر الرجال وتبدأ أنامل الحسرة والألم العزف بأوتار الحزن والندم. فعندما تقهر أحدا سرعان ما تموت شرايين الحياة ويصبح صدر المقهور شبيه بالكير، حينها لابد لأي محكمة في العالم أن تضيف في أحكام الإعدام الموت بالقهر، وسيوفر هذا الحكم الكثير، فالرصاصة تقتل شخصا واحدا والمشنقة تقتل واحدا أيضاً، ولكن القهر يقتل شعوباً وجماعات وأفراداً. صحيح أن البعض لديه جهاز مناعة قوي ولا يموت بالقهر بسهولة، لذا فهو يتعذب أكثر لأنه يرى الناس تموت بالقهر كل يوم، حينها يتيقن أن قلمه الذي يحمله خاليا من الحبر مليئا بالدموع. قهر الرجال مصيبة بل أنها عار تقع على جبين كل من تسول له نفسه بالعبث بحقوق الغير. وما أحوجنا هذه الأيام أن نلم شمل الجميع ونلتفت لفتة جريئة لنرى ونعرف كل ما يدور من حولنا، وبدلاً من أن نقهر الرجال ونخسرها، علينا أن نكسب الرجال، لذا على كل من تتاح له الفرصة أن يكتب ويعرض معاناة الشعوب أن لا يضجر ويستمر ولا يتعب والصحفي الحر لا يضجر من مطلب فيه حق، فأقول: أيها الصحفي الحر لا تضجر من مطلب فآفة الحر أن يضجرا

أما ترى الحبل بطول المدى على صليب الصخر قد أثرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى