أحلامنا الكبيرة ذهبت!

> «الأيام» سحر سليمان عبادي /عدن

> كان الباب مفتوحاً فدخلت. خلت في نفسي أنه لا أحد في المنزل، دخلت بهدوء. وجدتها تجلس في تلك الزاوية الزرقاء كالمعتاد قرب النافذة الذي تنتظر هبوب الرياح منها لتحمل لها أخبار ولدها الوحيد الذي رحل عنها، فتقدمت نحوها، دخلت عليها كما تعودت أن أقول لها وأسألها: لا أخبار.. ردت بصوت يملؤه الحزن.. لا أخبار..!! فدهشت من ذلك الولد الذي أصبح كل همه هو الحياة ولا يعلم ما الذي يحصل لأمرأة عجوز مثلها تبكي وتنتظر حتى ردا لسؤالها الذي كادت أن تفقد صوابها من قلقها وحيرتها عليه.. فقلت لها: ما الذي غير إبنك الوحيد هكذا وحوله عنك.. قالت الأحلام.. قلت: ماذا؟ وكيف.. قالت: عندما كنت فتاة شابة كنت أحلم بإن أكون أقوى امراة في الدنيا فقد كانت في زماننا القوة هي كل شيء وأهم شيء وإذا كنت قوية تكون قد ملكت الدنيا بيدك ولن تخافي حتى أن تكوني وحيدة. قلت وماذا حصل؟.. قالت: بعد تلك الأحلام طغت الحروب علينا فلم تتركنا بسلام ولم تترك لنا الوقت لكي نفكر كيف نكون أقوياء، أهم شيء كان هو كيف نقاتل.. ندافع..ننتصر.. دون خسائر وهكذا مرت السنوات ولم تنته الحروب.. تزوجت وأصبح عندي ولد توفي والده قبل أن يراه.. بقيت طوال حياتي أزرع القوة والكرامة.. والكبرياء في قلبه، ولكن الزمن قد تغير فلم يغير ذلك شيئا عندما كبر قرر أن يهاجر أن يتركنا أن يغادرنا أن يغادر الحرب لأنه لا يستطيع المقاومة أراد أن يبني لنفسه حياة أفضل وأصبحت أنا امرأة عجوزا لا حول لي ولا قوة كل ما أعرفه عنه أنه تزوج ابنة مدير العمل لكي يتمكن من تحقيق أحلامه الذي لم تعد أحلام هذا الزمن مثل أحلامنا الكبيرة وأصبح حلمه هو المال ثم المال ثم المال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى