انها العقليات..يا سيدي

> «الأيام» صالح علي بامقيشم / نصاب - شبوة

> في مقالة بالصفحة الأخيرة من «الأيام» العدد (4522) 2 يوليو 2005م يقارن الاستاذ لطفي شطارة رئيس المنظمة اليمنية لحقوق الانسان ومراسل «القبس» الكويتية بلندن، تأثير الإعلام البريطاني على مجريات الحياة السياسية وخاصة فيما يتعلق بأمن المملكة المتحدة وتأثير الإعلام اليمني.. في بريطانيا الصحافة (سلطة رابعة) يهتز لتغطياتها (ادواننج ستريت) مقر الحكومة وتصم صفارات الانذار أسماع القائمين على ردهات اسكتلنديارد .. ومقارنة الاداء الاعلامي بين ام الديمقراطيات في العالم وبين تجربة اليمن البدائية (نكتة) سنتندر بها طويلاً اذا كانت «الصن» أو الشمس قد فضحت اجهزة الأمن هناك فقد سبقتها BBC وهي مؤسسة اعلامية حكومية فلا جديد في الامر ولم ينقذ بلير عشية الانتخابات سوى الورقة الرابحة، وزير الخزانة، عنوان النجاح الاقتصادي فاكتسح العمال أصوات الشعب في اليوم التالي.

أما صحافتنا ما عدا «الأيام» فأغلبها يمضغ اخباراً تقليدية مملة وعقلية المجتمع بما فيها النخب السياسية محنطة وبدائية لا يفرق المسؤول بين نقده كمسؤول أو كربّ اسرة ويخلط بين العام والخاص، ويظن ان هناك مؤامرة للتشهير به.

أما بقية الامور التي ذكرها الاستاذ فلم يتعد الحقيقة فيها (البطالة، تدني الخدمات الصحية، المستقبل المجهول) ..

ولكن.. ماذا ننتظر من دولة تمارس التخلف كايديولوجية رسمية وتفرغ مؤسسات المجتمع المدني والقوانين والانظمة من مضمونها وتسير أعمالها بالعرف القبلي بدلاً عن الاساليب الحديثة في الادارة؟

وماذا ننتظر من مجتمع تسري في أوصاله وخلاياه أمية ثقافية مخيفة، مجتمع لا ينعم بالأمن، ولا بالتعليم المثالي الحقيقي المؤثر على السلوك اليومي لأفراده، ولا بخدمات صحية بالمسمى الانساني!!

يا أستاذ لطفي، لقد صدقت في كل كلمة ذكرتها ولكن في الأخير لا مجال للمقارنة بين العلم والحضارة والتكنولوجيا والحريات غير المحدودة وبين التخلف والفساد واللهاث خلف المصالح الشخصية مع إبقاء المفاهيم الدينية كشعارات فقط نستخدمها لتبرير الفشل والعناد ورفض الآخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى