الصحة والواقع المؤلم

> «الأيام» احمد عبدالرحمن محمد - تعز

> الصحة علامة لعافية المجتمعات ونموها، وضمان لدوامها واستمرارها بل هي شارة الحضارة ذلك أن الإنسان هو المعمر للأرض، فإذا ما أصيب بالمرض توقف حراكه، وتقيد انتاجه، وفي بلادنا نرى الشعارات ترفع، وورش العمل الصحية تعقد من وقت لآخر، كما نسمع بإشادة الغير بتقدم الصحة في بلادنا، وإشادة المسؤولين في حكومتنا بأن الصحة تقدمت تقدماً مذهلاً في السنوات الأخيرة ولكن الواقع غير هذافعلى المستوى الحكومي نلاحظ أن المستشفيات اسم على غير مسمى نرى فيها مشاهد تجعل الحليم حيراناً بالرغم من الميزانية الكبرى التي تصرف لوزارة الصحة سنوياً وما نراه من مشاهد مسرحية متعددة يقوم بتمثيل الادوار فيها بعض الأطباء الذين لا يهمهم شفاء المريض بقدر اهتمامهم بنيل إجورهم وأصبح كلام سيد الأطباء ابن سينا محل الضحك والسخرية من أطبائنا اليوم وذلك في قوله: على الطبيب أن يسعى إلى شفاء مريضه أكثر من سعيه إلى نيل أجور، ولذلك نرى الواحد منهم يحدق ببصره إلى مرافق المريض ملتفتاً يمنه ويسرة رجاء أن يحصل على «بخشيش» حتى يقوم بتمريض «الزبون» وهكذا أصبحت الصحة عندنا تقوم على ما بداخل «الجيوب» ولكن المريض الذي يعاني من وطأة المرض، وسطوة الفقر وفراغ الجيب ويدخل في هذه المستشفيات ماذا ينتظر؟ الشيء الوحيد الذي توفره الحكومة هو سرير عفا عليه الزمن وغطى أجزاءه الصدأ وطبيب مستلم لايخلص للمريض إلا عندما يحرك الاخير كفه ليدخلها في جيبه الفارغ والا مر على المريض وفتش الاوراق الخاصة به وأمسك بالكانيولا برهة ليوهم المريض أنه مهتم به وأن لم يحصل الطبيب على شيء مر على المريض وكأنه من جنس الأصحاء المعافين وإذن فالمريض الفقير يظل يتقلب في مرضه ومعه مرافقه المسكين ينادي الممرضين لتمريض صاحبه ومادرى المسكين أن من بداخل المستشفى لايلتفتون للفقير إلا من رحم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى