تكلم أيها القلم

> «الأيام» ماهر عثمان الشعبي/ جامعة صنعاء

> جلست على شاطئ الأحزان ولساني يلهج بالتسبيح للرحمن، انظر ودمعي تسابقه دقات قلبي ونظراتي تتابع خيوط الشمس الذهبية وهي تجر أذيالها إلى خلف الستار في الأفق البعيد، إلى حيث يحملنا جناح الشوق والحنين إلى ماض كان فأصبح الآن في دروب الذكريات.

تذكرت لحظات عمري التي عشتها، لحظات ضعفي وقوتي وسكوني، اشتقت إلى أيام مضت عشتها في صنعاء وإلى أجمل أيام سكنتها في مرحلة الانطلاق والحرية، عندها استوقفني شريط الذكريات عند أحداث كثيرة شعرت برغبة عارمة في استرجاعها، بل وتمنيت عودتها من جديد ولكن هيهات! فهذه أقدارنا، وإذا بي أنفض الغبار من على جسدي وأمسكت قلمي بين أناملي دون أي سابقة إنذار وأردت الكتابة، فإذا به يقف عاجزاًَ عن التعبير عما يجول في خلجات نفسي، فقد تزاحمت الأفكار وتدافعت العبارات وتسارعت دقات قلبي، وفجأة سقط القلم من يدي.. أعدته إلى موضعه ثانية وإذا به أخرس لا ينطق..

لماذا لا تتكلم أيها القلم، لماذا لا تتحرك من مكانك وتعبر عما يدور في داخلي؟ فإذا الجواب يأتيني بصوت شاحب حزين متهالك وكأنه قد يئس من الحياة وقال: أيها الشاب الهمام ماذا تريدني أن أكتب وما عساني أن أقول، إن الدنيا بكل ما فيها تصلح أن تكون مأساة تروي عن الحروب والخراب والدمار، عن الجوع الزاحف، البطالة المنتشرة، الفقر المدقع، الفساد المستشري في العظام أو عمن خرجوا في مسيرات الجوع، عن أولائك الشباب الذين يتسكعون على الأرصفة والذين لم يجدوا فرص العمل التي بذلوا كل ما بوسعهم من أجل الحصول عليها، عن حرية الرأي والتعبير، وعن وطن كل من فيه يئن ويلفظ أنفاسه الأخيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى