مدينة الموت

> «الأيام» منى حميد الشامي /كلية التربية- عدن

> في شوارعها أمشي، وبين ظلالها أبقى وحيدة.. تهب الرياح المشبعة بهموم الآخرين لتلطمني.. يـُنكـّس رأسي وتسقط دمعتي عندما ينسدل جفني.. روعة المكان الذي أجلس فيه لا تـُنسيني حزني.. وقطرات المطر الباردة مكانها في جسدي كالجمر يحرقني.. وعند حلول المساء ونزول ظلامه الذي يكسو ذلك المكان وانتشار الهدوء المخيم على كل مكان.. اتلفت حولي فأجدني في مكان ليس له زمان.. وزماني ينتحر قبل فوات الأوان .. أين أنا من هذا المكان الذي اقبع فيه.. تنمو شجيرات .. هناك بعض حمامات.. ولكن يوجد إلى قربها جماجم وعظمات .. طلقات .. صرخات .. أنين وصرخة صريع.

إنني في مكان للموت هو بلد .. أين أنا؟؟ أين أنا؟؟ انفجار ونحيب امرأة وبكاء طفلات. أخاف .. أقف فجعة .. ترتجف أطرافي .. تتناثر دمعاتي أصرخ وأصرخ وأصرخ وتتالى صرخاتي أين أنـا.. أين أنـا؟.. أين أنـا؟لا مجيب .. ولا أحد يسمع صرخاتي.. أبكي ويتعالى صوت بكائي فيرد على بكائي صوت امرأة تموت، ويتعالى بجوارها أنين طفل.. إنه قادم من بعيد وكأنه من مطلع الشمس يناديني.. يخيفني حدة الصوت وحشرجة الكلمات بين الشفاه الميتة .. إنه وقت احتضار.. أنصت جيداً وأتتبعه ثم أناديه. أين أنا فيرد عليّ الطفل الوجيع بصوت قد أهلكه البكاء والأنين إنك في مدينتنا .. مدينة الموت، يختنق الصوت الصغير المجروح ويموت وأبقى في سكون أعاود ذكرياتي .. من أتى بي إلى هنا..ومن الذي يقتل أهلي وأين هي مدينة الموت؟ لا تعجبي (إنه صوت بداخلي يحاكيني) فأنت في وطنك وبين أهلك ومن يقتل أهلك هم أهلك .. أهي أحزية؟! لا إنها الحقيقة إنك في وطنك العربي الذي صار يمثل مدينة المووووت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى