شعب حضرموت والمعادلة المقلوبة

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> لم أعد استوعب كيف يفكر لاعبو شعب حضرموت حينما نراهم يسقطون بكل سهولة، ويفرطون بأحلام وآمال الكرة الحضرمية في وضح النهار وبطريقة غريبة، ففي الوقت الذي حقق فريق شعب حضرموت الصعب، حينما انتزع فوزاً ثميناً من العنيد في ملعب الشهيد الكبسي بإب، نراه في المباراة التالية أمام هلال الحديدة، والتي جرت على ملعبه (بارادم بالمكلا) يقدم أداء باهتاً أدرك فيه التعادل بشق الأنفس، ليسقط صريعاً في مباراة العودة بهدفين للا شيء ولتضيع معه أحلام وآمال حضرموت في تحقيق لقب كأس الرئيس .. إذاً هي حالة غريبة تنتاب فريق الشعب الحضرمي، ففي الوقت الذي تتأكد فيه أن الشعب سيخسر تراه يحقق الفوز والعكس صحيح، غير أن الأغرب والحالة التي لم أجد لها تفسيراً منطقياً حتى اللحظة في الحالة الشعباوية هي في الدعم المقدم من قبل السلطة المحلية والتاجر بقشان بمبالغ وصلت إلى أربعة ملايين ريال عقب الفوز التاريخي الذي حققه نوارس حضرموت في موقعة شعب إب في دور الثمانية في هذه المسابقة، والتي هي بمثابة قوة دفع حقيقية لأي فريق يتحصل على ثلث هذا المبلغ، وقبل ذلك كان الدعم المعنوي الذي جاء من محافظ معروف بحبه للرياضة ولأبنائه الرياضيين، ومن رجل أعمال معروف كالتاجر بقشان ونجله رئيس نادي الشعب الحضرمي، غير أن حوافز المحافظ ورجل الأعمال تحولت، بل حولها لاعبو الشعب إلى نقمة، حينما لم يقدروا تلك الوقفة وذلك الدعم بخسارتهم غير المنطقية وخروجهم من مسابقة الكأس مطأطئي الرؤوس، وبالتالي فإنهم انما يقلبون المعادلة رأساً على عقب، وهذا من عجائب الكرة اليمنية.

إنني قد أكون قسوت على لاعبي شعب حضرموت، ولكن الواقع لا يقر بغير ذلك، لكون ما يحصل شيئاً لا يصدق إلا في حالة واحدة، والتي تصل نسبتها إلى 5% في أن تكون هذه الملايين مجرد فرقعة إعلامية، مع أن الشواهد تقول غير ذلك، وهي شهادة للتاريخ، لكون المحافظ عبدالقادر هلال معروفاً بدعمه وحبه لرياضة المحافظة، وشعب حضرموت بالذات هو أكبر المستفيدين من دعم المحافظ الذي لم يتخل يوماً عن تقديم كافة أشكال الدعم المعنوي والمادي لكل الفرق الرياضية، ولكل من يرفع من شأن المحافظة، فالأكيد أن لاعبي الشعب راحوا يحسبون كم سيتقاضون من هذه الملايين، والتي ربما وصلت الحسبة إلى حالة الانقسام والإختلاف، الذي بدا للعيان في مباراة الذهاب أمام هلال الحديدة.

إن بروز ظاهرة كهذه لا أعتقد أنها طبيعية بقدر ما هي حالة عارضة يجب دراستها وتفاديها في المرات القادمة من جهات الشأن الشعباوي، ولأجل ذلك فإنني أجد نفسي مضطراً لأن أقدم خالص الاعتذار نيابة عن كل الرياضيين كأقل ما يمكن تقديمه لرجل المحافظة الأول العميد عبدالقادر هلال، ولرجل الأعمال الشيخ عبدالله بقشان، على ما حصل ،والفهم الخاطئ الذي جاء من قبل لاعبي الشعب تجاه ما قدمتموه من دعم مادي ومعنوي.. ورمضان كريم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى