> استقبلت مدينة زنجبار أبناءها الحسانيين بالورود والأهازيج والطبول، على إثر عودتهم إلى مكانهم الطبيعي في الأولى، حيث سهرت هذه المدينة الهادئة حتى بزوغ الفجر، لتعلن للملأ عودة فارس أبين الأصيل إلى مصاف الكبار، وأن نادي حسان كبير بأبنائه الأفذاذ والأوفياء، كبير بإنجازاته، وبقيادته التي لم يهدأ لها بال حتى حقق الأبطال المطلوب منهم، حيث نالوا المراد بعد مشوار صعب وطويل حفل بالعراقيل والمخاطر، ولم يترجل الفارس أو يتراجع، بل صمد ونافس على الصعود من جديد إلى دوري الأضواء.

ولكن هل نكتفي بهذا الانجاز ونعاود ما كان يحصل ويتكرر سنوياً من استعداد هزيل للدوري القادم، وغير مؤهل لخوض غمار المنافسات الساخنة، فالمطلوب الآن قبل كل شيء إيجاد جهاز فني مقتدر ذو كفاءة عالية في مجال تدريب اللعبة، قادر على توصيل خبراته إلى اللاعبين بكل سهولة ويسر وعلى أسس علمية بحتة، تمكنه من معالجة الخلل الموجود في أي مركز، وهذا سيساعد الفريق العائد على تنفيذ خطط اللعب في المباريات، كما يجب أن تكون علاقة إدارة النادي بلاعبيها علاقة وطيدة ومتينة أساسها الثقة والاحترام المتبادل، حتى لا تتكرر المأساة من جديد، كما يجب على الإدارة قبل كل شيء حل مشاكل اللاعبين قبل الاستعداد للدوري العام، لأن الأخطاء التي ارتكبت في الماضي أدت إلى تخبط الفريق وهو على عتبات الدوري، فدفع ثمنها البيت الحساني.. ومن على هذا المنبر الرياضي أدعو قيادة نادي حسان إلى مواصلة مشوارها الطيب بوتيرة عالية، وتدعيم صفوف الفريق بأكبر قدر ممكن من المواهب التي تعلمت أبجديات الكرة في المدرسة الحسانية الراقية، وعليها أخذ الحيطة والحذر من الوقوع في فخ المغالاة بالانتصارات التي تحققت، والتي يجب أن تكون دافعاً للمضي قدماً إلى الأمام وليس العكس، لأنه من المفروض أن نتعلم من دروس الماضي، ونضع هذا الانجاز نصب أعيننا كبادرة خير يأتي بعده إن شاء الله الحصاد بالمنافسة الصحيحة على بطولة الدوري القادم، لا المنافسة على البقاء في دوري الأضواء فحسب،كما يجب أن تبقى ثقة الجمعية العمومية بقيادة النادي مستمرة كي تتحقق الانجازات الواحد تلو الآخر.

وقد كان الصعود إلى الأولى مرة ثانية خير دليل على أن الغد سيكون أفضل ولصالح الكرة الحسانية، خاصة في ظل رئاسة الشيخ طارق بن ناصر الفضلي ونائبه زيد سيف علوي، القادران على مواصلة هذا التحدي، وهذا الانجاز خطوة ليعيد التاريخ نفسه ويستعيد حسان مكانته المرموقة.