رمضان تونس:مائدة عامرة وصحوة عقائدية وأطفال يلهون بالمفرقعات

> تونس «الأيام» منير السويسي:

> يحظى شهر رمضان المعظم بمكانة خاصة لدى التونسيين إذ تستعد له مختلف الاسر الفقيرة والغنيّة على حد سواء قبل أيام من حلوله في أجواء احتفالية. وفي هذا الشّهر تتزين واجهات المنازل وتتلالا صوامع الجوامع في كل المدن بالمصابيح وتدب حركة غير معتادة في الشوارع كما تنشط المحلات التجارية والاسواق حتى ساعات متأخرة من الليل. وتستعيد العلاقات العائلية التونسية في رمضان الدفء الذي سرقته منها حياة المدن الصاخبة.ويقول التونسيون إن شهر رمضان هو شهر"اللمة" مع العائلة بدرجة أولى إذ يمثل فرصة نادرة للمّ شمل أفراد الاسرة حول مائدة واحدة بعد أن فرقها نمط الحياة العصرية طوال السنة. وتشهد تونس، وهي أكثر البلدان العربية انفتاحا على الغرب، في رمضان "صحوة عقائدية ملحوظة" وغير معتادة يترجمها الاقبال الواسع على المساجد خاصة من قبل الشباب لاداء صلاة التراويح. وجرت العادة على أن يفطر التونسيون على التمر واللبن ثم يؤدون صلاة المغرب ليعودوا بعد ذلك إلى مائدة الافطار التي تتميز بنكهة خاصة في رمضان الذي تعدّ فيه المرأة التونسية أطباقا من أشهى المأكولات. وتقول نعيمة الدلاجي (50 سنة) وهي ربة منزل من مدينة "سليمان" (30 كم جنوب العاصمة تونس) لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن نجم المائدة التونسية في رمضان هو طبق "البريك". و"البريك" فطائر رقيقة مثلّثة الشكل تحشى بالبيض أو لحم الدجاج أو التونة مع إضافة البصل والبقدونس المفروم والبطاطا وتقلى في الزيت. وبعد "البريك" يأتي دور "شربة الفريك" وهي حساء الشعير المطبوخ باللحم أو الدجاج أو السمك ثم تأتي الاطباق الرئيسية من الخضراوات واللحوم المختلفة والتي تطبخ عادة في تونس بزيت الزيتون. ومن الاطباق الاخرى الشعبية التي لا تغيب عن مائدة الافطار التونسية "الطاجين" وهو عبارة عن "كيك" مالح يصنع من الجبن الرومي مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات ونوع من اللحوم وتمزج كل هذه الانواع وتخبز في الفرن. أما "السلطة" على المائدة التونسية فلها أنواع كثيرة ويتم تقسيمها إلى سلطة مشويّة وسلطة نيئة. والسلطة المشوية هي القاسم المشترك في كل البيوت التونسية وتتكون من الفلفل والطماطم (البندورة) التي تفرم مع البصل والثوم والبهارات والنعناع الجاف وتزيّن بالبيض المسلوق. وعن وجبة السحور، تقول السيدة "نعيمة" إن أغلب العائلات التونسية تعد "المسفوف" وهو طبق يتكون من حبات الكسكسي الابيض المعدّ بالتمر والزبيب وحبات الرمان أو العنب مع إضافة الحليب أو زيت الزيتون. وتنتشر موائد إفطار صيام رمضان في تونس طوال أيام الشهر وبكافة المحافظات. وقال مسؤول بالاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي لـ د.ب.أ إن موائد الافطار لرمضان 2005 عددها 87 مائدة وسيؤمها نحو 10 آلاف منتفع طوال الشهر. وتشتمل موائد الافطار التضامنية على وجبات غذائية كاملة ويحصل روادها من محدودي الدخل على وجبة السحور أيضاً. ومن المظاهر المميزة لرمضان في تونس أيضا "بوطبيلة" أو المسحراتي الذي يجوب الحارات ليلا ضاربا الطبل ومناديا على النائمين "قوموا تسحروا.. قوموا تسحّروا". وفي نهاية رمضان تكافئ العائلات التونسية "بوطبيلة" بمنحه أموالا وهدايا مقابل الخدمات التي قدمها طيلة الشهر. وينتهز عدد من الشباب التونسي الراغب في الزواج شهر رمضان لخطبة زوجة المستقبل. ويقدم الخاطب في ليلة 27 "الموسم" أي الهدايا التي جرت العادة على تقديمها في مثل هذه المناسبات إلى الخطيبة. كما دأبت الاسر التونسية منذ القدم على ختان الاطفال في ليلة 27 من رمضان بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق" السلامية" للانشاد الديني التي تردد أناشيد على ضربات الدف تمجد الرسول الكريم والاولياء الصالحين أو بعضا من أشعار الصوفيين. أما الاطفال فإنهم يجدون في رمضان مناسبة للهو بألعاب "الفوشيك" وهي مفرقعات نارية تحدث دويا كبيرا لدرجة أصبحت معها الفوشيك من الظواهر السلبية للحياة في تونس خلال الشهر ويؤدي استعماله أحيانا إلى حوادث وفواجع علاوة على توتير أعصاب الناس. د.ب.أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى