قصة قصيرة بعنوان (صرخة)

> «الأيام» علي عبدالقادر علي /قرية عمران - عدن

> في ليلة مظلمة تعتبر من أسوأ الليالي كنت نائماً أمام منزلي متنعما بهدوء البحر المنعش، في تلك الليلة كان الجو يعمه الهدوء، الكبار والصغار نائمون لا أسمع سوى صوت أمواج البحر. فجأة شعرت بخطوات متجهة نحوي، الصوت يقترب أكثر فأكثر وعندما فتحت عيني إذ بامرأة تمر من أمامي ومعها ولدها الصغير سألتها:

ما بالك يا امرأة؟ إلى أين متجهة في هذا الوقت المتأخر من الليل؟

أجابتني : لا ..لا شيء.. فقط لدي قليل من القمامة، أتيت لأرمي بها في البحر.

سألتها: هل تريدين أن أساعدك في شيء؟

أجابتني : لا .. شكراً لك.. معي ولدي الصغير. انصرفت من أمامي واتجهت إلى البحر لرمي القمامة وعدت أنا إلى فراشي واسترخيت على ظهري أنظر إلى السماء أطالع النحوم لبضع ثوان، فجأة .. إذا بصوت يأتي من الجهة التي اتجهت إليها المرأة، فأسرعت إلى ذلك المكان فقلت في نفسي إنه صوت تلك المرأة وهي تصرخ وتقول : انقذوا ولدي .. النجدة .. ولدي يغرق، فما لبثت أن رأيت الولد يتلطم وسط الأمواج، فأخذت قارب أخي الذي كان موجوداً هناك وانتشلته من بين الأمواج وحملته مسرعاً إلى أقرب مستوصف فأخذه الأطباء وأدخلوه غرفة الإنعاش.

فجأة .. إذا بالطبيب يفاجئنا بالخبر الحزين : البقاء لله، صرخت الأم المسكينة بأعلى صوتها وأغمي عليها. أما أنا فقد بكيت على ذلك الولد المسكين بكاء شديداً، لكني تذكرت قوله سبحانه وتعالى :{كل نفس ذائقة الموت}.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى