في المنتدى الثقافي بجامعة عدن..حلقة نقاش حول النشاطات اللا صفية وصناعة الموهوبين التأكيد على أهمية الشراكة بين المؤسسات التعليمية و منظمات المجتمع المدني

> «الأيام» متابعات:

> نظمت نيابة شؤون الطلاب بجامعة عدن بالتنسيق مع المنتدى الثقافي يوم الاربعاء 26 اكتوبر الجاري حلقة نقاش بعنوان «النشاطات اللاصفية وصناعة الموهوبين» شارك فيها الاخوة د. ناصر علي ناصر، نائب رئيس جامعة عدن لشئون الطلاب والعميد عبدالله قيران، مدير أمن محافظة عدن ود. عبدالله النهاري، مدير عام مكتب التربية بعدن، وعبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة عدن، ود. محمد العبادي، مدير عام الانشطة بجامعة عدن وعبدالرحمن عبدالخالق، رئيس فرع اتحاد الادباء والكتاب عدن، وعدد من قيادات وكوادر مؤسسات التعليم العام والهيئات الابداعية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة عدن، وقد ناقشت الحلقة موضوع النشاطات اللاصفية بوصفها مكوناً اساسيا من مكونات التعليم العام والجامعي الذي يهدف الى صياغة الطالب وتكوينه تكويناً سليماً في عقله وبدنه. وتطرق النقاش الى اهمية الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بذلك.. «الأيام» كانت حاضرة النقاش وخرجت بالحصيلة التالية:

د. حسين باسلامة: علينا أن نفكر في نظام الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الثقافية في المجتمع

أول المتحدثين في الحلقة كان أ.د. حسين باسلامة، رئيس المنتدى الثقافي بالجامعة وقد استهل حديثه بالترحيب بالحاضرين ثم اشار الى الدافع الذي جعل المنتدى يفكر في الدعوة لهذه الحلقة. وقال: «ان الشعور الذي تولد لدينا بأن هناك قصوراً يرافق النشاط اللا صفي في مؤسسات التعليم العام والجامعي هو الذي دفعنا الى الدعوة لهذه الحلقة، وذلك للحوار في كيفية تفعيل هذا النشاط بمختلف جوانبة ومركباته الاساسية». مشيراً الى ان الطالب ليس مسؤولاً عن تلقي الدرس فقط، بل انه في المقابل مسوول ومطالب بأن ينشط ويشارك في مختلف الفعاليات التي تنظمها المؤسسات التعليمية والجمعيات والاتحادات الابداعية.

وأوضح رئيس المنتدى الثقافي بأن الهم الثقافي يشكل محوراً من محاور النشاط الجامعي لذا لا بد من لفت الانتباه اليه وإعطائه الرعاية الكاملة، مشدداً على اهمية التفكير في ايجاد نظام للشراكة بين الجامعة والمؤسسات الثقافية في المجتمع، باعتبار أن العمل المشترك بين هذه الهيئات يمكن له ان يساعد على وضع حد لجوانب القصور التي ترافق النشاط اللا صفي ويعمل على تفعيله والارتقاء به بما يخدم اهداف الجامعة والمؤسسات التعليمية والثقافية في المجتمع.

د. ناصر علي ناصر: النشاطات اللا صفية مكون اساسي من مكونات العمل التعليمي في جامعة عدن

بعد ذلك تحدث د. ناصر علي ناصر، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب حيث قال: «لقد سعدت بعنوان هذه الحلقة الذي يدل على ان الانشطة اللا صفية هي نشاط نوعي القصد منه صياغة وتشكيل شخصية الطالب، وهي مكون اساسي من مكونات التعليم الاكاديمي في الجامعة، ومع هذا فإننا مازلنا نعاني قصوراً فيما يتعلق باستيعاب هذا لموضوع». واوضح د.ناصر أن الطالب الجامعي الذي يحصل على معارف ومعلومات في قاعة الدرس مطالب بأن يكون له نشاط تنويري وتثقيفي على كافة الصعد الثقافية والادبية والفنية والرياضية. وقال: ليس غريباً ان المبدعين يتكونون ويشكلون ويصاغون تحت خيمة الجامعة. مؤكداً ان تفعيل النشاط اللا صفي يرتبط ايما ارتباط بالبنى الهيكلية التنظيمية لهذه الانشطة وكذلك بتوافر البنى التحتية لها. وقال: لدينا في جامعة عدن ادارة عامة للانشطة ومدراء للانشطة في الكليات ولكننا نعاني من بعض القصور في مستلزمات البنى التحتية الذي تعود أسبابه الى جوانب مادية بحتة وليس الى عدم الاهتمام. واشار نائب رئيس الجامعة الى ان الانشطة اللاصفية لها علاقة بالتنمية السياسية او بالثقافةالسياسية للطالب، حيث انها تنمي مواهبه وتفتح ذهنه على ما يدور في عالم اليوم. عالم القرن الحادي والعشرين وما يجري فيه من تحولات وتطورات سياسية وفكرية مختلفة. وقال: لسنا ضد النشاط السياسي.. لسنا ضد التثقيف السياسي والتنوير السياسي- ولكننا ضد التحزب والحزبية التي تقولب الطالب وتجعله محدود الافق، وعلينا ان نفرق بين العمل السياسي والعمل الحزبي في الجامعة.. وشدد د. ناصر على اهمية دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في صياغة شخصية الطالب وتعزيز انتمائه وترسيخ ثقافته وهويته الوطنية، وأكد على اهمية تضافر جهود هذه المؤسسات وخلق نوع من الشراكة بينها وصياغة برامج مشتركة لعملها، خاصة وان موضوع الهوية والثقافة والانتماء هو موضوع الساعة وهو الركيزة الاخيرة والمتراس الأخير لهذه الأمة. متمنياً أن تضع هذه الحلقة اللبنات الاولى لتأسيس شراكة حقيقية بين هذه المؤسسات تساعدها على تنظيم الابداع وتمكين المبدعين من القيام بأعمالهم في رحاب اوسع وامكانيات أكبر. وحيا نائب رئيس الجامعة جهود المنتدى الثقافي بجامعة عدن الذي يمثل نافذة وهمزة وصل قوية بين الجامعة والمجتمع الذي تعمل فيه.

د. عبدالله النهاري: البنى التحتية حجر عثرة يواجهها النشاط اللا صفي في الجامعة

د. عبدالله النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن كان من بين المتحدثين حيث أكد على أن النشاط اللا صفي يمثل مكانة كبيرة ومساحة واسعة في قوانين التعليم واللوائح التنفيذية إلا أن الجانب التنفيذي والجانب الدافعي والعملي والامكانيات تقف حجر عثرة في طريق ذلك النشاط.. مشيراً إلى أن الجامعة والمدرسة هي مراكز اشعاع علمي وثقافي تؤدي وظيفة ثقافية كبيرة قد لا تؤديها مؤسسات اخرى، بالاضافة الى الوظيفة الوطنية ومبدأ الانتماء للوطن وتكوين المواطن الصالح واعداده رياضياً وثقافياً...إلخ، التي تقوم بها هذه المؤسسات التعليمية.. واوضح مدير التربية والتعليم أن المبدعين يتخرجون من احضان المدارس والجامعات التي ينبغي عليها ان تهتم بالتعليم النوعي الذي يصل في بعض الجامعات المتقدمة الى حوالي 150 نوعاً او تخصصاً منه .. مشدداً على ضرورة الاهتمام بالمواهب واكتشافها منذ السنوات المبكرة لدخولها الى هذه المؤسسات.. وقال: علينا أن نلتفت الى الطلاب الموهوبين في التعليم العام الذين يمكن لهم ان يعملوا اعمالاً كبيرة من ادوات البيئة التي قد لا نهتم بها. واعطى د. النهاري عدداًَ من الامثلة في هذا الجانب ابتداءً من صناعة الغسالات وانتهاء بصناعة الاجراس المنزلية التي يصنعها الطلاب من ادوات بيئية بسيطة.

عبدالله باكدادة: اذا ظل المبدع بعيداًَ عن الناس فلا نستطيع ان نحقق الشراكة التي نتحدث عنها

الكلمة بعد ذلك آلت للاستاذ عبدالله باكدادة، مدير عام مكتب الثقافة والسياحة بمحافظة عدن الذي ركز في حديثه على مسألة الشراكة بين مؤسسات التعليم العام والجامعي من جهة ومؤسسات المجتمع الثقافية والمدنية من جهة أخرى.. وقال في هذا الصدد ان الكل يمتلك ادواته ويفتقد الى ادوات كثيرة، ولو ان هذه الأوجه المشاركة في الحلقة التقت بالفعل مضافاً إليها وجوه اخرى لاستطعنا ان نتجاوز الكثير من شماعات الامكانيات المحدودة او عدم القدرة على اتاحة المناشط والفعاليات او تأسيس واقع ثقافي نتوق اليه. موضحاً بان الجامعة هي الجهة المؤهلة لاستيعاب هذه القدرات وتفعيل النشاط من خلال لقاءات من هذا النوع تتيح فرصة للحوار والتفكير في كيفية تفعيل الاداء.

وشدد الاستاذ باكدادة على ان الشراكة يمكن لها ان تساعد المثقفين او الموهوبين على تسجيل حضورهم على مستوى المدارس والكليات.. مؤكداً بان الشراكة التي نتحدث عنها لن تتحقق اذا ظل المبدع بعيداً عن الناس وحضور المبدع في النشاط اللا صفي في الكلية او المدرسة هو حضور مهم للغاية .

د. محمد العبادي: الدعم المادي والتشجيع المعنوي وسيلة مناسبة لتطوير اداء المبدعين

اما د. محمد العبادي مدير عام الانشطة في جامعة عدن فقد تحدث عن الاساليب التي تتبعها جامعة عدن في اكتشاف الموهوبين وكذلك عن طرق تشجيعهم واشار في هذا الصدد الى ان الجامعة تكتشف الموهوبين بأساليب شتى منها استمارة المواهب الطلابية التي توزع على الطلاب الجدد الملتحقين بالجامعة وكذلك حفلات الاستقبال والتوديع التي تقام في الجامعة كل عام والجمعيات العلمية والروابط الادبية والفنية والمسابقات الثقافية وورش الابداع في مجال الشعر والقصة والمقال وغيرها، بالاضافة الى بعض الاقسام التي تسهم في ايجاد آليات تسهم في اكتشاف الموهوبين كقسمي اللغة العربية والتربية البدنية وكذلك اسلوب ساعات النشاط الاسبوعي في الكليات وتشكيل الفرق الموسيقية حيث توجد للجامعة فرقة مركزية وأخرى على مستوى الكليات كما هو الحال في كليات التربية والهندسة والزراعة، وكذلك تنظيم البطولات والمسابقات الرياضية سواء في الالعاب الفردية مثل العاب القوى وتنس الطاولة او الشطرنج او في الالعاب الجماعية مثل كرة القدم والسلة والطائرة او في الالعاب القتالية او السياحية. واوضح الدكتور العبادي ان الجامعة تستقبل طلاب وطالبات قد يأتون احياناً من اندية رياضية وهم محترفون في فرق وطنية وآخرون يتم اكتشافهم من خلال تلك الوسائل والاساليب مشيراً الى ان الجامعة اتبعت في الماضي اساليب وطرق مختلفة لتشجيع المبدعين منها: الدعم المادي والتشجيع المعنوي وكذلك اتاحة الفرص لهولاء المبدعين في المشاركة في المنافسات الداخلية والخارجية واعطاء خمس درجات في مادة واحدة للمشاركة في الانشطة والمنافسات، واختتم د. العبادي حديثه بالتأكيد على ضرورة الاهتمام بالابداع والمبدعين في اطار الجامعة وخارجها والبحث عن اساليب جديدة لدعمهم وتشجيعهم حتى يتمكنوا من صقل مواهبهم.

عبدالرحمن عبدالخالق: يكفي الجامعة شرفاً ان تكون كوكبة من خريجيها هم من كبار الادباء في اليمن

الاستاذ عبدالرحمن عبدالخالق رئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين عدن، تحدث عن العلاقة بين الاتحاد وكل من جامعة عدن وبعض المؤسسات والهيئات الابداعية والتعليمية في المحافظة، مشيراً الى ان علاقة الاتحاد بالجامعة هي علاقة جيدة ومتميزة.. وقال يكفي الجامعة شرفاً ان هناك كوكبة من ادباء اليمن وكتابها الكبار هم من خريجي هذه الجامعة العريقة.. منوهاً الى بعض الفعاليات التي اقامها الاتحاد بالتنسيق مع الجامعة وخاصة تلك المتعلقة بمهرجان عدن الثقافي مؤكداً ان الاتحاد يتطلع الى تطوير هذه العلاقة وجعلها نموذجاً في العلاقات بين الجامعة ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني.

عبدالله قيران: نرحب بكل من لديه مبادرة تساعدنا على الارتقاء بعملنا ودورنا في المجتمع

مسك ختام المتحدثين كان الأخ عبدالله قيران، مدير امن محافظة عدن الذي استهل حديثه بالشكر لجامعة عدن على تنظيمها لهذه الحلقة النقاشية الهامة التي تأتي مع خواتم رمضان المبارك لتتيح فرصة للمشاركين فيها للحوار حول موضوع النشاط اللا صفي في الجامعة والتعليم العام وكذلك للحوار حول النشاط الثقافي والابداعي في المجتمع.. وقال إن الوعي الثقافي لا يقتصر على فرد دون آخر، بل ان الجميع معنيون بذلك، فنحن عندما نرفع من المستوى الثقافي لرجال الامن والشرطة بمختلف تخصصاتهم انما نسهم في إعادة صياغة ثقافة الشرطة ورجال الامن بما يتواكب وروح العصر والمرحلة التي يعيشها المجتمع .. وهذه مهمة نبيلة اعتقد أن الجميع متفق حولها.

مشيراً الى الجهود التي تبذلها الاجهزة الامنية في سبيل تأمين الامن والطمأنينة والاستقرار لأفراد المجتمع. ورحب مدير امن عدن بكل من لديه مبادرة تساعد على الارتقاء بعمل الاجهزة الامنية وتعزيز دورها في المجتمع وقال: ان صدورنا وقلوبنا وقاعاتنا ومراكزنا مفتوحة لاستضافة كل من لديه مبادرة تساعدنا على تصحيح اوضاعنا.. مؤكداً الاستعداد على تقديم كل الامكانيات اللازمة لنجاح مثل هذه المبادرات التي تندرج ضمن الانشطة اللا صفية او الانشطة الابداعية سواء كان ذلك في مجال اقامة الدورات التدريبية والمحاضرات النوعية وورش العمل او غيرها.

واختتم قيران حديثه بتجديد الشكر لجامعةعدن وللمنتدى الثقافي فيها على تنظيم هذه الامسية النقاشية.

وبعد ذلك فتح باب النقاش للحاضرين حيث جرت مناقشة الافكار المطروحة بروح بناءة وبحرص شديد على تشخيص مكامن الضعف والقصور في جوانب النشاط اللا صفي وتقديم المقترحات التي من شأنها ان تسهم في تعزيز مكانة النشاط اللا صفي في الجامعة والتعليم العام وكذلك في خلق نوع من الشراكة بين مؤسسات التعليم والمؤسسات الثقافية والإبداعية في المجتمع. وقد خلصت الحلقة الى النتائج التالية:

- التأكيد على اهمية تنظيم ندوة عمل تتناول الانشطة الابداعية المختلفة وتحديد محاورها والمشاركين فيها من مختلف المؤسسات التربوية والثقافية.

- تشكيل لجان تنسيق مشتركة بين الجامعة والمؤسسات الثقافية والتربوية والابداعية تعمل على وضع برامج عمل مشتركة تسهم في ارساء تقاليد موسمية ثابتة للانشطة اللا صفية.

- اقامة المعارض المركزية للمبدعين والمبدعات في مختلف المجالات.

- اصدار نشرة خاصة عن المبدعين والمبدعات للتعريف بهم وبأعمالهم الابداعية ونشاطاتهم الفكرية والرياضية وغيرها.

- وضع دراسات انشائية وهندسية للمدينة الرياضية الجامعية المتكاملة التي ينبغي ان تنشأ من الحرم الجامعي وتشمل الاستاد الرياضي والمسبح الاولمبي والصالة المغلقة.

- التأكيد على اهمية انشاء الملاعب والمنشآت الرياضية الاخرى في الكليات وكذلك بناء المسرح الجامعي المفتوح.

- التأكيد على اهمية انشاء فرقتي المسرح والموسيقى في الجامعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى