رمضان في عهد السلطنة الواحدية

> «الأيام» جمال شنيتر:

> كانت مدينة ميفعة آخر عاصمة للسلطنة الواحدية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وكانت السلطنة الواحدية تعد أكبر سلطنات الجنوب العربي مساحة. وقد اشتهرت فيها عادات في شهر رمضان، البعض منها اندثر مع مرور الايام والسنين.

كان الشهر يبدأ بإشعار المواطنين في جميع أنحاء السلطنة بقدومه بعد انبثاق شهادة شهود موثوق بهم، ثم عبر اتصال من المكلا (السلطنة القعيطية) وكان يتم إبلاغ مراكز السلطنة الواحدية بذلك: الحوطة، عزان، الروضة، رضوم، حبان، والمناطق الساحلية. وعبر هذه المراكز يتم إشعار المناطق التي تقع ضمن إطارها الاداري والجغرافي.ومع مطلع الستينات ساعد وجود أجهزة المذياع في أنحاء السلطنة وأجهزة البرق واللاسلكي على سرعة إبلاغ المواطنين بحلول الشهر الفضيل.كان الصائمون يفطرون بالتمر مع قهوة البن وكانت هناك الشربة باللحم، وبالنسبة لوجبة العشاء كان الناس يستخدمون أنواعا من الحبوب مثل الذرة، المسيبلي، الطهف وغيرها ، وكان يوجد السمك بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الخضار والفواكه أما عن وجبة السحور فقد كانت فتة الخبز مع اللبن والدهن البلدي، وهكذا كان يوجد اكتفاء ذاتي في السلطنة حيث كان السكان يعتمدون على الإنتاج المحلي في الجانب الغذائي.

وقد اشتهرت في منطقة ميفعة أسرة آل عراد بصنع أفضل وأجود أنواع الحلويات حيث كان المرحوم سعيد بن عراد قد تعلم هذه الصنعة عندما عمل مع مجموعة من الحلوانين الهنود في لحج عندما كان عسكرياً في جيش الليوي وعند عودته إلى ميفعة أبدع وتفنن في صنع الشعيرية التي تتكون من السكر والسمسم والليمون. أما عن الشعائر الدينية في ميفعة الواحدية فقد كان الناس يقومون بعد صلاة العشاء بتأدية صلاة التراويح وكانت ثلاثا وعشرين ركعة تقرأ فيها السور القرآنية القصيرة وبعد الانتهاء منها يخرج المصلون إلى ساحة المدينة ويرددون الاناشيد الدينية في جو فرائحي بهيج ويستمر بعد ذلك السمر حتى ساعة متأخرة من الليل، وعندما يحين وقت السحور يقوم شخص يلقب بالمسحراتي بالتجوال في أنحاء المدينة وهي حافة الموظفين، حافة العبيد، حافة آل عبدالسيد، السوق وحافة آل عراد.. وينادي وهو يقرع الطبل: سحورك ياصائم، وينادي باسم صاحب المنزل الذي يمر من أمامه وكان الناس يقومون بإعطاء المسحراتي جزءا من فطرة رمضان آخر الشهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى