مع الأيــام..قطرة ماء

> صلاح أبو لحيم:

> في سنوات أداء الخدمة العسكرية وسنوات الحرب والسلام تعلمنا أن (قطرة عرق في التدريب تساوي قطرة دم في المعركة)، وكانت هذه العبارة أول ما تقع عليه أنظار آلاف الوافدين من الطلاب إلى المعسكر التدريبي، وكنا حينها لم نعِِ معنى تلك العبارة إلا بعد حين من الدهر، وظلت هذه العبارة تدق مسامعي ما بين فينة وأخرى، وأكثر ما جعلني أربطها بواقعي هو نداء قرأته ذات مرة لأحد رجال الخير في بلدتنا ينادي بسياسة ترشيد الماء، ووضح في ندائه الذي قرأته في إحدى المطبوعات الصادرة في المديرية كمية الماء الواجب استخدامها والمحددة من قبل الخبراء اليابانيين الذين حفروا مشروع مياه أحور، الذي ظهر إلى النور بعد معاناة ومماطلة وصلت إلى ما وصلت إليه لولا تدخل المحسنين الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.

الربط بين العبارة أو بالأحرى بين قطرة العرق وقطرة الدم أنهما لا ينفصمان عن قطرة الماء، وأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش من دون ماء، وما يجب أن يعرفه الجميع أن المعركة الحالية في العالم هي معركة المياه ومن يملك منافذ عديدة للمياه يسيطر على العالم، لذلك لا يوجد بين قطرة الدم والعرق والماء أي فرق بل إن الأخيرة هي أهم من الأوليين.

وعود على بدء فإننا في أحور نملك موارد كثيرة للمياه وفي كثير من المناطق بالمديرية، وهذا ما أكدته الدراسات التي أجراها الخبراء اليمنيون والعرب والأجانب على جغرافية المنطقة، وأكدوا لنا بالحرف الواحد أننا نملك مخزونا مائيا عظيما.

هذه الدراسة أسعدتنا بل إنها أثلجت صدورنا لأننا نمتلك أكبر مقوم من مقومات الحروب ألا وهو الماء، لذلك فإننا لسنا بحاجة إلى الغير والحمد لله على ذلك.

لكن ثمة مشكلة بدأت تظهر على السطح وهي مشكلة عدم وجود دراسة لترتيب استخدام المياه، بل ظهرت على السطح ظاهرة نضوب المياه بسبب وجود عشرات الآبار الجوفية المتقاربة التي حفرت بطريقة غير منظمة مما أدى في الأخير إلى ما يسمى بظاهرة (نضوب المياه) وهذا ما كنا نخشاه، وأول منطقة بدأ منسوب المياه يقل فيها هي منطقة (حناذ) المعروف عنها أنها منطقة زراعية منذ عشرات السنين، إلا أن العشوائية في حفر الآبار قد أخذت مجراها وبدأت تظهر أولى هزائمنا والسبب عدم وجود الدراسات المنظمة لحفر الآبار وكذلك عدم وجود لجان زراعية تتبع سير ذلك.

واليوم مستقبلنا ومستقبل مياهنا ما بين نكون أو لا نكون، فقطرة الماء التي تهدر اليوم سندفع ثمنها بالغد.

لذلك نريد إجراء مسح شامل لمنسوب المياه في المديرية ووقف نزيف حفر الآبار المتجاورة حتى لا تجف الأرض ويحل التصحر ضيفاً علينا كما هو الحال في العديد من مناطق بلادنا، التي هجرها سكانها بسبب عدم وجود دراسات ترتيبية لمنسوب المياه وكذلك المخصص اليومي للفرد.. كما سبق وأن حدده لنا الخبراء اليابانيون في مشروع مياه أحور.. فهل يقوم المعنيون بالأمر في مكتب الزراعة والجهات المعنية الأخرى بتلافي الأمر لئلا نكون في يوم من الأيام ضحايا قطرة ماء؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى