> اشتعلت جبهة مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوب لبنان عند تقاطع الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل امس الاثنين مما ادى الى مقتل ثلاثة من عناصر حزب الله الشيعي في مواجهات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي.

واعلنت المقاومة الاسلامية، ذراع حزب الله العسكرية، في بيان "استشهاد ثلاثة من المجاهدين" في مواجهات اعقبت دخول قوة اسرائيلية الى القسم اللبناني من بلدة الغجر التي يقع ثلثاها في الاراضي الاراضي اللبنانية وثلثها في هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.

وقد استمر تبادل القصف العنيف بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله لنحو ساعتين ثم تحول الى قصف متقطع وسعت خلاله مقاتلات الدولة العبرية دائرة غاراتها لتشمل مناطق انتشار عناصر الحزب الشيعي لتطال مناطق لا تستهدفها عادة الاعتداءات الاسرائيلية.

فقد القت مقاتلات اسرائيلية صاروخي جو-ارض على محيط بلدة زبقين التي تقع على بعد تسعة كلم الى الشرق من مدينة صور الساحلية (85 كلم جنوب بيروت).

في الوقت نفسه افاد مراسلو فرانس برس ان مقاتلات حربية اسرائيلية حلقت على علو منخفض فوق مناطق متعددة من جنوب لبنان وصولا الى مدينة صور.

والقت المقاتلات الاسرائيلية صواريخ جو-ارض في طلعات متعددة على اطراف قرية الغجر وعلى تلة حمامص المجاورة لبلدة الخيام في القطاع الغربي من جنوب لبنان الذي يقع الى شمال مزارع شبعا.

وينتشر في هذه المناطق عادة مقاتلون من حزب الله.

وقد توسعت دائرة الاشتباكات اثر المواجهات في الغجر التي قسمها "الخط الازرق" الذي وضعته القوات الدولية لترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في ايار/مايو 2000

وحمل حزب الله اسرائيل مسؤولية توسيع رقعة المواجهة بشنها "عددا من الغارات الجوية" وقصفها "عددا من مواقع المقاومة".

واحصى الحزب الشيعي بعضا من الخسائر الاسرائيلية التي نجمت عن رده فيما لم تعط اسرائيل اية حصيلة رسمية.

وقال حزب الله "ردت المقاومة بمهاجمة موقع الغجر بكافة انواع الاسلحة ودمرته". كما قامت باستهداف مواقع الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا وهي مواقع الرادار ورويسات العلم ورويسة القرن والسماقة والرمثا وزبدين و"حققت فيها اصابات دقيقة ومحكمة".

ونقلت محطة تلفزيون المنار، الناطقة باسم حزب الله، عن مصادر اسرائيلية لم تحددها ان القصف ادى الى مقتل جندي اسرائيلي واصابة 13 اخرين بجروح.

وقد دعت الاذاعة الاسرائيلية العامة السكان للنزول الى الملاجىء في المناطق المجاورة للحدود مع لبنان.

واكدت مصادر عسكرية في كريات شمونة تعرض مواقع الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا لقصف مدفعي كثيف من جنوب لبنان.

وكانت مواقع الجيش الاسرائيلي داخل مزارع شبعا قد قامت بقصف المناطق المواجهة في الاراضي اللبنانية وخصوصا اطراف قرى الغجر والمجيدية والعباسية وكفرشوبا وفق مراسلي فرانس برس والشرطة التي لم تفد حتى الان عن وقوع اصابات.

جاء القصف الاسرائيلي بعد ان استخدمت عناصر حزب الله قذائف الهاون وقذائف المدفعية مستهدفة مواقع الجيش الاسرائيلي في العلم والسماقة ورمتا وفشكول والمرصد والغجر والظهيرة في مزارع شبعا.

ولفتت الشرطة اللبنانية الى كثافة القذائف التي اطلقها حزب الله واحصت نحو 300 منها خلال ساعة من الزمن.

واشارت الشرطة الى ان قصف حزب الله استهدف كذلك موقعين للجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان السورية هما عمسيت وزاعورة اللذين يبعدين كيلومترين فقط عن مزراع شبعا.

من ناحيته افاد مراسل لفرانس برس ان النار شوهدت بالعين المجردة تندلع في مواقع استهدفها حزب الله وتقع داخل المزارع التي تستمر اسرائيل باحتلالها ويطالب
لبنان بسيادته عليها.

ولا تزال مزارع شبعا تشكل بؤرة توتر ومواجهة بصورة متقطعة. وتعتبر الامم المتحدة مزارع شبعا ارضا سورية استولت عليها اسرائيل عند احتلالها هضبة الجولان عام 1967.

يشار الى ان مقاتلي حزب الله، الذي لعب دورا رئيسيا في خروج القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في العام 2000 بعد 22 عاما من الاحتلال، ينتشرون على طول الحدود بين لبنان واسرائيل بالرغم من النداءات التي اطلقتها الامم المتحدة لنشر الجيش اللبناني.

ويواجه حزب الله قرارا دوليا بنزع سلاحه فيما تتمسك بيروت بان هذه القضية شان داخلي يتم التوصل الى حل له بالحوار الذي لم يبدأ رسميا بعد.