العراق وايران يطويان صفحة الماضي المرير لاستئناف التجارة

> بغداد «الأيام» رويترز :

> من قبل كانت عدوا لدودا والان اصبحت ايران شريان التجارة للعراق اذ تسعى بغداد لاعادة بناء اقتصاد قوضته سنوات من العقوبات والاهمال والفساد في ظل الرئيس سابق صدام حسين ومنذ الاطاحة به.

وفيما يلملم العراق نفسه بدأ يصبح سوقا رئيسيا للدول المجاورة وبصفة خاصة ايران التي خاض معها حربا في الفترة بين عامي 1980 و1988.

ويقول عدد كبير من رجال الاعمال العراقيين إن استيراد سلع مثل الخضروات من ايران أسهل من جلبها من مناطق اخرى داخل العراق نفسه حيث يستهدف المسلحون سائقي الشاحنات احيانا.

وقال التاجر العراقي علي شحاذة "نستورد فواكه وخضروات من ايران لاننا نشعر بارتياح بشان سلامة الطرق التي تسلكها شاحناتنا."

وساهم في حدوث تقارب وتحسن العلاقات مع طهران رئيس الوزراء العراقي الجديد ابراهيم الجعفري وهو شيعي تربطه علاقات وثيقة بايران الشيعية حيث أقام من قبل في المنفى.

وتقدر وزارة التجارة الايرانية ان حجم التجارة مع العراق قد يصل إلى مليار دولار سنويا خلال عام حتى مارس اذار 2006 ويشمل كل شيء من الفواكه والخضروات إلى البرادات ومواد البناء. وتبين أرقام رسمية أن سلعا قيمتها 650 مليون دولار صدرت للعراق في أول عشرة أشهر من عام 2005.

وأضحت العلاقات التجارية أسهل بكثير الان بعد الاطاحة بصدام الذي انهار الاقتصاد في ظل حكمه نتيجة ثلاثة حروب والعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على مدى 12 عاما.

وفي اغسطس آب اعادت ايران فتح مكتب تجاري في بغداد لاول مرة منذ الحرب العراقية الايرانية التي راح ضحيتها مئات الالاف ولم تنته بشكل حاسم.

وطالما رغبت ايران في التعاون مع العراق من خلال تبادل النفط الخام وربما تنمية حقول نفط على الحدود المشتركة بين العراق وايران العضوين في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك).

وبعيدا عن النفط فتحت ايران خطا ائتمانيا بمليار دولار حتى تتدفق الصادرات للعراق كما ابرمت صفقة لتصدير حوالي 200 الف طن من الدقيق للعراق.

وتقول غرفة التجارة في بغداد إن معظم الصادرات الايرانية الاخرى للعراق سلع استهلاكية مثل مواد غذائية واجهزة منزلية وانظمة تكييف وبرادات ومنظفات إلى جانب مواد بناء.

والتفاصيل الخاصة بالمعاملات التجارية غير واضحة ولكن جزءا كبيرا منها يجري عبر ستة منافذ جمركية على طول الحدود العراقية الايرانية.

ويقول محمد الجادر مسؤول جمارك عراقي بنقطة تفتيش زرباطية شرقي بغداد ان سلعا غير نفطية تتجاوز قيمتها 80 مليون دولار عبرت هذه النقطة في عام 2004.

وقال ان سلعا قيمتها 18 مليون دولار عبرت نقطة زرباطية في سبتمبر ايلول واكتوبر تشرين الأول هذا العام وحده بزيادة بنسبة 20 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي.

ويقدر مسؤولو الجمارك في العراق انه تم استيراد بضائع صناعية قيمتها 700 مليون دولار من ايران في عام حتى مارس اذار 2005.

ويقول تجار عراقيون انهم يفضلون استيراد السلع من ايران لان نقل السلع اكثر امنا منه عن طريق سوريا والاردن من خلال محافظات غربية مثل الانبار احدى بؤر النشاط المسلح.

وبدأ العراق وايران العمل على استئناف التجارة عبر الطرق البحرية الجنوبية وستصبح اسهل بعد استكمال إعادة بناء ميناء ام قصر المدمر.

ويقول مسؤولو جمارك في العراق ان هناك خططا لافتتاح ميناء ثالث قرب البصرة لتسهيل التجارة مع ايران.

وتوجد اتفاقيات نقل بين العراق وكل من الاردن وسوريا والكويت وتركيا ولكن لم يبرم مثل هذه الاتفاق مع ايران بعد. ويجري الاعداد لتوقيع مثل هذا الاتفاق رغم مخاوف ايرانية مستمرة بشان الامن في العراق.

ويفضل كثير من التجار الايرانيين الاستثمار في كردستان الاكثر استقرار وهي منطقة جبلية شمالية تتمتع بحكم ذاتي فعلي منذ عام 1991.

ويقول هداية الله رضائي مدير الشؤون الدولية في غرفة التجارة الايرانية "الامن اكبر مشكلة للشركات الايرانية التي تريد الاستثمار في اماكن اخرى غير كردستان. بالاضافة إلى ذلك فهناك مشاكل في الجمارك والتأشيرات والنقل."

وقال منصور سارماست عضو جمعية الشركات الايرانية في العراق ان نحو مئة شركة ايرانية مسجلة في كردستان وتقدمت بعطاءات تبلغ قيمتها حوالي 400 مليون دولار.

واضاف ان كردستان يمكن ان تكون بوابة جديدة للعراق مشيرا إلى سيطرة الاكراد على الجمارك في مناطقهم.

ولم يقتصر التقارب على التجارة بل ان السياحة الدينية بين ايران والعراق اخذة في النمو فقد وقعت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة اتفاقا للسماح للايرانيين بزيارة مدينة النجف حيث ضريح الامام علي وغيرها من المزارات الدينية في كربلاء القريبة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر هبطت الخطوط الجوية العراقية في طهران في أول رحلة لطائرة ركاب بين البلدين في 25 عاما.

وقال ابراهيم طهراني نائب الامين العام لغرفة الاعمال الايرانية لنظيره العراقي خلال اجتماع في الاونة الاخيرة "رغم الذكريات المريرة لحرب الاعوام الثمانية التي فرضها علينا العراق ... سيكون هناك توسع في التعاون التجاري الان بعد ان تولت حكومة ذات شعبية الحكم في العراق."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى