الأربعاء, 18 يونيو 2025
180
غادرنا يوم السبت 16 يونيو 2012 في فاجعة أليمة وبعد معاناة مع المرض، الفقيد هشام باشراحيل، أحد رجالات الحراك الجنوبي الذين نشأوا على النضال الوطني في مدرسة صحيفة"الأيام" والحركة الوطنية الجنوبية فانغرست في نفسه ونفوس أولاده وأسرته، من أدبياتها ومبادئها، روح الإقدام والتضحية من أجل الوطن الجنوبي، فلقد كان المرحوم قبيل اندلاع ثورة الحراك الجنوبي، يقارع المحتل وينشر جرائمه التي يرتكبها في الجنوب، وكان مقر "الأيام" بمساحته الصغيرة مكانا لأهم القرارات التي تبناها الحراك الجنوبي.
ولئن عددنا محطات من الإسهامات الوطنية للفقيد، فلنستحضر جلائل الأعمال له، فالفقيد هشام ما انقطع يوما في حياته عن خدمة هذا الوطن على مدى 18 عاما.
وكان على رأس كل فعالية ومظاهرة ومسيرة، وتولى مسؤوليات وطنية سامية، اجتماعات قيادات الحراك الجنوبي ، مما أدى إلى اقتحام مبنى صحيفة "الأيام" بالقوة الأمنية والعسكرية ، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ عدن والجنوب أن يقتحم مبنى صحيفة بتلك الوحشية .. فأخذ هشام وأولاده إلى السجن .. كانت تلك المرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها بلادنا…
في عصر ذلك اليوم 18 يونيو 2012 وصل جثمان الفقيد هشام باشراحيل من ألمانيا حيث توفي، وكنا في استقباله في مطار عدن الدولي، فأطلق علينا الرصاص الحي ونحن في طريقنا إلى مقبرة العيدروس، وكلما أطلق الرصاص على المشيعين ازددنا تماسكًا نحو المقبرة ومثواه الأخير.
"إننا أولادي وأخواتي وإخواني" نتذكر اليوم معكم وبكل حسرة وألم إعلاميًّا فذًّا ومناضلًا وطنيًّا مخلصًا غيورًا على وطنه الجنوب، فلقد شاء المولى عز و جل أن يرحل عن هذه الدنيا ليلتحق برفاقه المناضلين وإخوانه الشهداء وذلك قضاء الله وقدره وإنا لنحسبه إن شاء الله في جنة النعيم إلى جوارهم.
وفي هذه اللحظات من الذكريات الحزينة المؤثرة، علينا وعلى أولادنا ألا ينسوا تلك المنعطفات النضالية القاسية التي اجترحها آباؤهم وإخوانهم، وقدم فيها شعبنا آلاف الشهداء والجرحى.
وأتوجه من جديد إلى أخيه الأستاذ تمام وأولاده وأفراد العائلة وأهل الفقيد وذويه الأفاضل ورفاقه في مسيرة الحراك الجنوبي حينذاك والمجلس الانتقالي بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، متضرعا إليه جل وعلا أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا يلهم الجميع الصبر والسلوان.
* عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير العدل السابق.