نجوم لا تغيب عن الذاكرة

> «الأيام الرياضي» سعيد سالمين شكابه:

> الكابتن شرف محفوظ قائد الكتيبة التلالية الحمراء ونجم منتخباتنا الوطنية المختلفة، لاعب متميز جمع بين الموهبة والعبقرية، فهو هداف من طراز نادر وقائد محنك، ويعد علامة بارزة في صفحات تاريخ كرتنا اليمنية، وصاحب مشوار طويل حافل بالعطاء الكروي الجميل والإنجازات استمر 23 عاماً، لعب خلالها لكل الفئات العمرية التي تدرج فيها، منذ أن كان ناشئاًً تلالياً، حتى تقلد شارة قيادة فريق ناديه الأحمر الأعرق يمنياً وخليجيا وعربياً، وهو النجم الذي مثل المنتخبات الوطنية للناشئين والشباب والاولمبي والكبار خير تمثيل.

شرف التلال المحفوظ ماركة مسجلة في خط الهجوم، ورقماً صعباً في بورصة الهدافين، وقد ارتبط اسمه بالتهديف بعد أن أقام علاقة وثيقة وحميمة مع المرمى، واستطاع خلال ذلك أن يحفر اسمه بأحرف من ذهب في سجل الهدافين وصفحات التاريخ الناصعة البيضاء كأفضل لاعب هداف عرفته الملاعب، ويكفيه فخراً أنه المهاجم اليمني الوحيد الذي نال جائزة الحذاء الذهبية وتتويجه كهداف للعرب، فأبوحنين أحد عمالقة الكرة اليمنية، ولاعباً مخضرماً عاصر الكثير من اللاعبين الكبار خلال حقبتي الثمانينات والتسعينيات وحتى الوقت الحاضر، واستفاد منهم الشيء الكثير مثل الانتماء الحقيقي المنزه عن كل شيء، والولاء والإخلاص وحب فانلتي الوطن والنادي، كما تعلم منهم كل ما هو مهم للاعب مثل معاني التفاني والحب والعشق للعبة والاهتمام بالصحة والجسم والنفس والمستوى والتمارين فقد تعلم من إمكانيات أبوبكر الماس وطارق قاسم وفدائية عدنان سبوع وحنكة الأحمدي الملك وولاء ماهر حسن وحسين صالح وعلي موسى.. وغيرهم.

وقد شرّف اللاعب محفوظ فريقه التلال حيث قدم له الشيء الكثير، مثلما قدم له ناديه التلال الكثير، فرد الوفاء بأعظم منه لأن النادي هو الذي قدم شرف للجمهور وعرفه وساعد في ابراز مواهبه ونجوميته في الساحة الرياضية وعمل على اشهاره فكان سبباً في شهرته وحب الناس له، وقدم شرف لناديه العريق جهده وعرقه ووقته ووقت أسرته، وصحته وفي بعض المواقف قدم حتى دمه للفريق، وحصد للنادي أحلى الانتصارات والإنجازات والبطولات والكؤوس بأهدافه الغالية والحاسمة وقاده إلى منصات التتويج ومثلما تميز شرف بكل ذلك، تميز أيضا بأخلاقه العالية داخل الملاعب وخارجها، ولهذا أحبته الجماهير وأصبح نجمها المدلل.. بل لانبالغ إن قلنا أنه حتى كسب جماهير كل الفرق بأخلاقه في كل محافظات الوطن ومدنه وقراه وجباله وسهوله وأوديته وسواحله، وفي خارجه.

وقد حصل هذا اللاعب على فرصة الاحتراف الخارجي عندما تم اختياره إلى جانب وزير الدفاع خالد عفارة، وأخطبوط المرمى وعملاق الحراسة اليمنية الفقيد عارف عبدربه من قبل الكابتن هاتف شمران للعب في صفوف فريق نادي تضامن صور اللبناني، حيث قدم درسا رائداً عن اللاعب اليمني خلال مشاركته القصيرة بلعبه لثلاث مباريات فقط أحرز خلالها ثلاثة أهداف، وشكل ثنائيا خطيرا لايستهان به مع زميله العفرور ولولا العراقيل والصعوبات التي زرعت في طريق احترافه من قبل مرفق عمله، بوضعه أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاحتراف أو الوظيفة لكان استمر في احترافه الناجح، لكنه اختار الوظيفة لضمان لقمة العيش له ولأسرته في وقت لا تقدر فيه قيمة المواهب ولا المبدعين.

شرف محفوظ حصد الكثير من الشهادات والجوائز والألقاب والإشادات، وفي مقدمتها المقولة الشهيرة التي أطلقها عليه معالي وزير الإعلام الأستاذ حسين العواضي حينما قال: «شرف محفوظ كتاب شيق لا توجد منه سوى نسخة واحدة».. إضافة إلى ألقاب: معلم الأهداف، أستاذ الهدافين، صاحب الرأس الذهبية، القناص، المنقذ، المهاجم رقم واحد.. وغيرها من الألقاب التي لم تحرك فيه حتى قيد أنملة من التكبر والغرور.

وابن التلال (شرف) صاحب الصولات والجولات بعد كل ذلك المشوار الرياضي الحافل يقف اليوم على مشارف الاعتزال وتوديع الملاعب كلاعب وهي لحظات عصيبة سيمر بها هذا النجم خاصة وأنه سيفارق محبيه وجمهوره الوفي، لذا فهو اليوم بحاجة إلى وقوف الجميع معه لرد الوفاء للاعب بتكريمه اللائق بتاريخه وانجازاته ولكن للأسف الشديد أن المسئولين الرياضيين الذين زرع نجمنا المحبوب الابتسامة على شفاهم وحقق آمالهم وأحلامهم، ها هم يتخلون عنه اليوم في موضوع إقامة يوم عرسه الثاني، متناسين مشواره الحافل وخدمة الوطن من خلال الرياضة، ولا نعرف لجحودهم ونكرانهم معنى بحق أحد الأبناء الأوفياء ، فهل نرد لهذا النجم الوفاء بوفاء أكبر؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى