عمال مزرعة فايرستون في ليبيريا يشكون من ظروف صعبة

> مونروفيا «الأيام» رويترز :

> لا يبدو زكريا ذو السنوات الاحدى عشرة بمظهره الطفولي العام وطوله الذي لا يتجاوز 1.2 متر مثل عامل زراعي عادي,وفي كل صباح لا يذهب إلى مدرسته بل يستيقظ في الفجر لمساعدة والده الذي يعمل في مزرعة فايرستون للمطاط حتى يوفر وجبة واحدة يوميا لعائلته المكونة من ثمانية افراد.

ويقول والده اليسيوس "لا يريد ان يذهب إلى الادغال ولكن لن اتمكن من القيام بعملي اذا لم اصحبه. أحيانا تصحبنا زوجتي ايضا ولكن حينئذ يصعب رعاية الاطفال الاخرين."

وتظهر على اكتاف اليسيوس علامات داكنة من حمل دلاء اللبن النباتي (لاتكس) وهي عصارة تستخرج من الاشجار وتستخدم في صناعة المطاط.

ومثل جميع العاملين في المزرعة التي تمتلكها الشركة اليابانية المنتجة للاطارات ينبغي ان يستخرج اليسيوس اللاتكس ما بين 600 إلى 900 شجرة يوميا ويحضر عددا مساويا لمحصول اليوم التالي.

ويقول العمال ان الوقت لا يتسع لاكمال المهمة حتى ان عملوا من الفجر حتى بعد غروب الشمس وان عليهم الاستعانة بشخص اخر يحصل على اجر او زوجاتهم او ابنائهم ليساعدونهم مجانا.

وهذا الشهر رفع صندوق حقوق العمال الدولي الذي يهدف لتحسين ظروف العمل وهو جماعة لا تهدف للربح دعوى قضائية ضد فايرستون في كاليفورنيا جاء فيها ان سوء ظروف العمل في المزرعة وضعف الاجر يرقى إلى عبودية فعلية وهو ما نفته الشركة.

وذكر الصندوق في دعواه "يحرم العمال في المزرعة من حقوقهم ويعملون في عزلة وهم تحت رحمة فايرستون في كل شيء من الغذاء إلى الاقامة."

وتابع "يتهددهم خطر الطرد ومعاناة مؤكدة من الجوع إذا تقدموا حتى بشكاوي بسيطة. تستفيد الشركة عن عمد من هذا الوضع لاستغلال هؤلاء العمال."

ووصف دان ادوميتيس رئيس شركة فايرستون للمطاط الطبيعي وهي الشركة المسؤولة عن نشاط فايرستون في ليبيريا الاتهامات بانها مشينة.

وقال "هذه دولة تنفض عن نفسها غبار 15 عاما من الحرب الاهلية وتصل نسبة البطالة إلى 85 بالمئة" مضيفا ان الشركة ترفض توظيف احداث.

واضاف "نحن نوظف سبعة الاف يوميا ويزور عياداتنا تسعة الاف يوميا ونعلم سبعة الاف طفل,اعتقد انها (الدعوى) لا تستند لمعلومات صحيحة."

وفي بلد يعيش معظم سكانه على اقل من دولار يوميا فان متوسط الاجر الذي تدفعه فايرستون ويبلغ 3.19 دولار أعلى من المتوسط وتشير الشركة إلى انها توفر رعاية صحية والتعليم لاطفال العمال مجانا.

ولكن قصة العمال مختلفة. وتظهر كشوف الاجور ان الاستقطاعات تمثل أكثر من ثلث الاجر ويذهب جزء منها للنقابة التي يعتقدون انها تعمل لصالح الادارة.

ويشكو العمال من ان الرسوم تستقطع تلقائيا رغم مطالبتهم أكثر من مرة بالانسحاب من النقابة التي تعاملها فايرستون. ويشكون ان النقابة التي تتعامل معها الشركة على انها الممثل الوحيد لهم تقدم تنازلات بشأن قضايا رئيسية مثل معدات السلامة.

كما ان موارد المدرسة التي تقيمها الشركة لتعليم اطفال العمال غير كافية ويضم الفصل ما بين 80 إلى 90 طفلا.

وقال رجل "يشتري التلميذ مقعده" مضيفا ان المقعد المزود بحامل للكتابة يتكلف حوالي 400 دولار ليبيري )ثمانية دولارات( اي اجر يومين تقريبا.

وفي مستوطنة فايرستون يقيم اليسيوس مع اطفاله في اكواخ يغطيها العفن ويتسرب سائل اخضر من المراحيض إلى الاراضي القريبة من البئر.

ويقول اليسيوس ان اطفاله يمرضون بسبب شرب المياه الملوثة وان ابنه الاكبر توفي إثر اصابته بالاسهال بينما ابنه الاصغر مريض,ويعاني جميع الاطفال من بروز عظام القفص الصدري وانتفاخ البطن وهي علامات تنم عن سوء التغذية.

ويقول تيري كولينجسورث من صندوق حقوق العمال الدولي "لم اشاهد مثل هذء الظروف السيئة التي رأيتها في مزرعة فايرستون خلال 22 عاما امضيتها في العمل في قضايا مسؤولية الشركات."

واضاف "آلاف من الاطفال يعملون في هذه المزرعة والاف من البالغين سقطوا في الشرك طيلة حياتهم."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى