ورحل صاحب القلب المتعب

> «الأيام الرياضي» الخضر الحسني:

> لا أدعي بأني على معرفة تامة وشاملة ببعض جوانب حياة فقيد الوطن والحركة الرياضية اليمنية.. المعلق الإذاعي (الأثيري) المخضرم الراحل سالم أحمد سالم بن شعيب، ولكن لا أنكر هنا بأني كنت من المعجبين (المتيمين) بصوته العذب (الرخيم) عبر ذرات الأثير، و-ربما - وهذا ليس إدعاء ولامبالغة في القول. الأكثر تطلعا وحرصا لاقتناص فرصة الالتقاء (الشخصي) بصاحب الصوت (الكرواني).. شيخ المعلقين الرياضيين (أبو صبري).. حتى حانت تلك الفرصة الثمينة والغالية، أثناء مشاركتي جنبا إلى جنب مع بقية زملاء الحرف الرياضي في تغطية فعاليات الدورة الخليجية الكروية المنصرمة (خليجي 17)، التي استضافتها ورعتها ومولتها دولة قطر الشقيقة، في أحضان دوحتها الغناء .. فقط هناك في الدوحة تمكنت من التعرف عن قرب على (خفايا) الشخصية الاجتماعية (المرحة) التي حضرها مكرما، ضمن الشخصيات والاقلام الرياضية العربية والخليجية، التي حظيت بتقدير خاص من قبل الأشقاء منظمي الدورة الخليجية (السادسة عشرة) حينها، واقتنصت الفرصة طبعا قبل حفل التكريم بيوم أو يومين- إذا لم تخني الذاكرة المترهلة- وكان حقا اللقاء الشخصي الأول، مع أخي الراحل وأستاذ التعليق الرياضي (الأثيري) بن شعيب- طيب الله ثراه وأحسن مثواه- وللأمانة كان محدثي على درجة كبيرة من الاطلاع بما أكتب عبر صفحات الصحف الرياضية وغير الرياضية، مبديا شديد اعجابه بإنتاجي الفكري، الأمر الذي جعلني أبوح له أيضا بأنني من الذين ظلوا يبحثون عن فرصة اللقاء به، من شدة التأثر بطريقة وأسلوب تعاطيه مع (المايكرفون) الرياضي، ولم يخل اللقاء من تبادل مشاعر وأحاسيس الإعجاب المشترك ، بل تعداه إلى استعراض أهم وأبرز مراحل النشاط الأعلامي الرياضي، لفترتي ما قبل وبعد يوم 22 مايو 90م ، فوجدته في منتهى الحرص على ضرورة توثيق جهود الآخرين قبل رحيلهم عن دنيا الزوال، وكانت فعلا تلك هي أمنيته الوحيدة، في ما تبقى له من شهور قليلة في حياته الفانية، وعن التكريم الذي خصه به الخليجيون -أكد- رحمة الله تغشاه- بأنه تقليد رائع وجميل متطلعا ان يحذو اليمنيون حذو اشقائهم الخليجيين، في هكذا تقليد يعتبر- على حد قوله- بمثابة الحافز (المعنوي) لمزيد من الابداع في ساحات العمل الاعلامي الرياضي المختلفة.. طبعا لم أخف مبادلته نفس التطلعات والطموحات والأماني، وهو الأمر الذي يدعوني إلى إعادة التذكير به موجها كلاما إلى من يهمهم أمر خلق حالة من (الحراك) الإعلامي الرياضي الواعي والبناء.. وإلى إفتكار وتقدير جهود المخلصين قبل رحيلهم عنا، وفي نفوسهم شيء من الغبن والأسى والآسف .. بن شعيب.. كان - رغم قلبه المتعب- رجل نكتة خفيفة، وصاحب رصيد كبير من التقدير والاحترام في نفوس محبيه من أبناء الوطن.. ناهيكم عن قدراته العالية (الرفيعة) في التعامل السلس، (والمبسط) مع المايكرفون الذي -لا شك- سيفقده، كما ستفقد الجماهير الرياضية الأسلوب المتميز والفريد، الذي تألق فيه وبه فقيدنا المغفور له بإذن الله تعالى (أبو صبري)، والمتمثل بامتلاكه قدرة نادرة في الدخول إلى نفوس مستمعيه المتابعين لصوته (الكرواني) عبر الأثير دون استئذان.

إنه حقا الصوت الذي سيظل يذكرنا دائما وأبدا بجهد إنساني إبداعي رفيع كان لـ (بن شعيب) السبق في اجتراحه والتربع على منبره العالي، وأخيرا لا أملك إلا التوجه إلى الله راجيا متوسلا بأن يتغمد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والغفران وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان ويسكنه فسيح الجنان..

إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى