السفارة في العمارة

> «الأيام» صالح علي بامقشيم /نصاب - شبوة

> في سجن ابو غريب بالعاصمة العراقية بغداد في ظل النظام الديكتاتوري السابق كان يؤتى بمرضى السلT.B ويتم اجبارهم على البصق دماً في افواه السجناء من المعارضين السياسيين والصحافيين والعلماء، أما اليوم حينما قام بعض المتطرفين بعمليات تعذيب لم يحدث اي تعتيم إعلامي واستطاعت الصحافة فضح هذه الممارسات وتمت محاسبة المخطئين. هناك حقيقة يجب أن نتقبلها وهي أن الولايات المتحدة الامريكية ودول العالم الحر قد أتت إلى العراق وهي تحمل مشعل الحرية من عبودية الحكام، والامن والتطور وحرية الصحافة وحقوق الانسان وحقوق المرأة والقضاء على عبادة الفرد وهي تسير بخطى واثقة نحو تثبيت هذه المفاهيم بمساعدة الحكومة العراقية، التي وصلت الى الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة.

الشعوب العربية بدأت تتقبل فكرة الحوار مع الآخر وترسيخ مبادئ الديمقراطية التي تبشر بها اميركا بينما تقبل الحكومات العربية خوفاً على مصالح القادة الذين يتهمون من يعارضهم بالعمالة للغرب في حين أن «السفارة في العمارة». إن اعلان المرجعيات السنية تشكيل تكتل موحد في الانتخابات العراقية القادمة هو أكبر دليل على مدى الشفافية والحرية التي تسود المناخ السياسي في العراق، مما يعني انه حتى اشد المعارضين للوجود الاجنبي ليس لديهم شكوك في نزاهة الانتخابات. إن أعظم ما وصلت اليه الحضارة الحديثة على الاطلاق هو الحق في التوجه الى صندوق الاقتراع وحينما يفرغ هذا الحق من مضمونه تفرغ اشياء كثيرة من مضمونها. الديمقراطية تعني ان نغير الحاكم كما نغير ملابسنا، والديكتاتورية لا تستطيع فعل هذا. هناك اشياء كثيرة لا بد ان نشطبها من القاموس: الاحكام المسبقة، النظرة الاحادية، الخوف من الجديد، نظرية المؤامرة. ويفعل الله مايريد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى