علي عبدالله السمه..أعذب الأصوات والألحان طرباً وأصالة

> «الأيام» عصام خليدي:

>
علي عبدالله السمه
علي عبدالله السمه
يعتبر الفنان علي عبدالله السمه واحداً من أهم الفنانين اليمنيين الذين تميزوا بإبداعهم وفنهم منذ الوهلة والاطلالة الأولى بتفرد وبراعة واقتدار صوتا صافيا رقراقا وعزفا متمكناً ومبهراً ولحناً عذباً رقيقاً خرج به عن كل ما كان مألوفاً وسائداً في تلك الفترة الزمنية التي ظهر فيها، فهو فنان مجتهد مثابر خلاق يجيد الاختيار للكلمة المغناة شكلاً ومضموناً، ومن أهم الصفات والملامح الفنية الغنائية والموسيقية في تجربة الفنان المبدع الراحل علي عبدالله السمه ما يلي:

أولاً: استطاع أن يوظف حنجرته وصوته العذب والدافئ في (تقديم أغاني التراث اليمني بشكل مختلف مغاير عن سابقيه) معتمداً أسلوبه في الغناء والعزف بريشته الرشيقة على منهاج (الأداء الهادئ الرصين المصحوب والممزوج بالتطريب بنبرات الصوت وكثافة وغزارة الإحساس) وفي قوة ووضوح سلامة الألفاظ والمعاني في قصائده وغنائياته. ومن وجهة نظري المتواضعة فإن الفنان المبدع علي السمه والفنان الكبير علي الآنسي كانا ولا زالا (الاستثناء الأجمل والأروع) عن كل من قدم أغاني التراث والموشح اليمني أمانة وإبداعاً وصدقاً وحرفية، فقد قدم الاثنان مدرسة جديدة ومنهاجا مغايرا في اسلوب وطريقة فن تقديم الصوت النقي الواضح والسليم في الموشح اليمني وفي أدائه المتقن الجميل المتمكن من الإيقاع والمقام وسرعة ورشاقة الريشة، ولم يكتفيا بذلك فقد نجحا بتقديم أعمال غنائية موسيقية جديدة لا تقل في جودتها ومستواها الجمالي والفني عن كل ما سمعناه وقُدم من (التراث اليمني)، بل ونستطيع القول أنها أصبحت لروعتها ونجاحها المبهر- كلمات وألحاناً - تراثاً غنائياً موسيقياً يمنياً نفخر ونعتز به كثيراً.

ثانياً: نجح الفنان المتميز والمتفرد على السمه بتقديم أعماله الغنائية الجديدة بشكل رائع ملفت مع (الفرق الموسيقية) واستطاع أن يتجاوز بعطائه وبفنه ذاته إبداعاً وتألقاً بكسره حاجز القاعدة المعروفة والمشهورة للأغنية اليمنية في ذلك الوقت (العود والإيقاع فقط) فأبدع من دونهما مع الفرق الموسيقية التي تعامل معها في (مدينة عدن) في تلك الفترة، وحقق نجاحات فنية متلاحقة بتقديمه مجموعة من الأعمال الجميلة نتذكر منها على سبيل المثال: يا قافلة، الباله، لا تعذبني بأشواقي إليك، مسافرين، نظرة منك، يا حبيبة يا يمن تعيش أنت وتبقى، يا ريم وادي بنا يخجم، صادفت الغزالة، كن جميلاً، يا صبايا صبر، وغيرها وتجدر الإشارة هنا الى أن أعماله وألحانه كانت في مجملها تتسم بالجدية وبالموضوعية في طرح كثير من القضايا ومعالجتها في سياق نغمي إبداعي خلاق.

ثالثاً: تمكن الفنان علي السمه من التألق والنجاح في الحالتين الإبداعيتين اللتين تعامل معهما في حياته ومشواره الفني، تقديم الأصالة والثراث اليمني بالإضافة لنجاحه اللافت بتقديم نتاجات جديدة أحبها الجمهور وعشقها، الأمر الذي عجز عن تحقيقه كثيرون من زملائه الفنانين الذين جايلوه ومن جاءوا بعده حتى يومنا هذا، عدا الفنان علي بن علي الآنسي الذي حقق نجاحا وحضورا يحسب لرصيده الغنائي والفني.

تميزت أعمال (الفنان السمه) الغنائية التي قدمها مع الفرق الموسيقية بتعدد الكوبليهات وتنويع المقامات الموسيقية.

قام باستخدام العديد من المقامات الموسيقية الشرقية لعل أبرزها الآتي: الرصد، البيات، الهزام، الحجاز وغيرها.. وعرف بملكته المتفوقة في كتابة الشعر في بعض أعماله الغنائية وبتلحين القصائد الفصحي لكبار الشعراء العرب واليمنيين.

ولكن المؤلم أننا لم نسمع أي جهة رسمية أو غيرها قامت بتكريمه أو إنصافه فنياً ومعنوياً رغم تاريخه المشرف الحافل بالوهج والعطاء المتميز، فهل نأمل بذلك لإصلاح ما أفسده الدهر؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى