تهديم المساجد القديمة هدفه إدخال فكر شاذ يبدأ من المبنى الحديث

> «الأيام» حسن عيديد طه /سيئون - حضرموت

> حث ديننا الإسلامي الحنيف على بناء المساجد لمن أراد الأجر والثواب في الآخرة، وفي وادي حضرموت تكثر المساجد القديمة التي بنيت من الطين وكسيت جدرانها بالنورة لتكسبها بهاء وجمالاً، ودرس الباحثون في العمارة الإسلامية المساجد باعتبارها جزءا مهما في دراسة الآثار الإسلامية، وقل أن تجد في مدينة واحدة كمدينة تريم عددا كبيرا من المساجد القديمة، بحيث تجد في بعض الأماكن بيوتاً محاطة بمسجد من كل اتجاه بل ويتردد كثيراً أن بتريم 360 مسجداً فضلاً عن المساجد المنتشرة في باقي مدن وقرى هذا الوادي المبارك، الذي رسخت فيه رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتت في عقول وأذهان أبنائه على مدى القرون الماضية وإلى يوم الدين إن شاء الله.

الغريب أننا في الفترة المتأخرة نجد أن الأمور قد اختلط فيها الحابل بالنابل وتعددت الطرق والأفكار وتنوعت، وأصبح الواحد منا حيران مشككاً في دينه حتى في المسجد الذي يقصده خمس مرات في اليوم، هل هو مناسب لي أم لا، فقبل أن يدخل الفرد المسجد عليه أن ينظر أولاً هل في المسجد محراب أم لا؟ هل الأعمدة تقطع الصف أم لا؟ هل يوجد منبر خشبي من النوع المعروف أم عدة درجات خشبية يؤتى بها قبل الخطبة وبعد الصلاة تؤخذ، هذه هي شروط الفكر الجديد وعلى عديمي التفكير أن يطبقوه بحذافيره دون أن يسألوا عن الدليل. كل ذلك جعل من الناس يرفضون ما قد كان عليه أهل هذا الوادي في طريقتهم وفي مساجدهم القديمة التي أسست على تقوى، مستوعبة كل المسائل الفقهية في بناء المساجد مع براعة وتناغم في البناء، فظهرت المحاريب روعة في الزخرفة والمآذن دقة في البناء، وانسجام في أروقة الصلاة وصحن المسجد مع توافق بيئي في مادة البناء (الطين) فهي مناسبة لكل فصول السنة وخاصة الصيف والشتاء.

المساجد القديمة ارتبطت بأجيال كانت قريبة عهد بالدين مع صفاء في النفوس جمعت السلطان والسيد والشيخ والقبيلي وعامة الناس ضعيفهم وفقيرهم، لأن الدين الاسلامي يأمرنا أن نتراحم ونجتمع على فكر واحد وطريقة واحدة لا تشذ ولا تنفر.

المساجد القديمة في وادي حضرموت تحفة في الفن المعماري وأثر استحق أن يلفت انظار الدارسين والباحثين في دراسة العمارة الاسلامية إلى جانب الأربطة والزوايا .. فهل يطال الفكر الجديد دور العلم أيضاً؟ إذا كانت معاولهم قد طالت المساجد فمن دون شك ستصل إلى تلك المباني التي خرّجت رجالاً عُرفوا بالصلاح والتقوى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى