> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

منذ اطلاق صافرة النهاية للموسم المنقضي وإعلان المتأهلين الأربعة من دوري الثانية إلى دوري الدرجة الأولى، وهي أندية: حسان ورشيد تعز وتضامن شبوة وتعاون بعدان، والتعثر في إقامة دوري بينهم لتحديد هوية بطل دوري الدرجة الثانية قبل أن تقرر اللجنة المؤقتة قيامه الأسبوع الماضي، وما تبع ذلك من تداعيات قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الذي قضى بتجميد نشاط الكرة اليمنية الخارجي، بعد مماحكات ومكايدات أطراف الصراع، التي فضلت نقل اللعب على المكشوف محلياً وفضائياً منذ ذلك التاريخ حتى عودة اليمن بشروط الاتحاد الدولي القاضية بتشكيل لجنة مؤقتة تحضر وتعد لانتخابات جديدة للاتحاد اليمني العام لكرة القدم، والأندية الصاعدة تعيش نشوة الانتصارات بإقامة احتفال هنا ودعم هناك، باتت الأندية على وضع جديد ومرحلة مهمة في حياتها الكروية، لكونها انتقلت من درجة أدنى إلى درجة أرفع، وبالتحديد أندية الرشيد وتضامن شبوة وتعاون بعدان، ويستثنى حسان أبين، لكونه فارساً لا يشق له غبار، وأحد أقطاب المنافسة في دوري الاضواء، غير أن ظروفاً قاهرة أجبرته على السقوط في غياهب الثانية، لكنه سرعان ما عاد وانتفض كما هي حالة الكبار.. نعم الأندية الثلاثة التي عاشت فترة خريف الحب باتت اليوم من خلال ما نشاهده من قراءات ميدانية في وضع صعب، لكون فترة شهر العسل قد انتهت، وبدأت تعيش أشهر (البصل) الذي أحرق عيون المتابعين والمناصرين لهذه الفرق الصاعدة ، وإن الاختبار الجديد لها في دوري استثنائي قادم للجنة استثنائية بات الأصعب لكونه لا يخدم الأندية ذات الخبرة القليلة والامكانيات ايضاً.

أخبار غير سارة
الأندية الثلاثة التي كنا نتمنى أن نسمع عنها أخباراً سارة عن استعدادها وجديتها في استقبال أول اختبار لها في الدوري الجديد عليها، للأسف لم نسمع عنها سوى أخبار غير سعيدة، لكون عقد الفل قد انفرط، فالتضامن الشبواني دبت بين صفوفه الخلافات، ولعل واقعة بيع كأس 22 مايو من قبل أحد لاعبيه، هي التي أعطت الضوء الأخضر لبروز أكثر من تيار في صفوف بين مع أو ضد، بل إنه وصل إلى مجلس الإدارة، الذي هو الآخر انجر وراء هذا الموضوع.. إضافة إلى عدم حسم أمر المدرب القادم للسفير الشبواني في دوري النخبة والأضواء بعد رحيل المدرب السابق صاحب إنجاز الصعود الكابتن عادل المنصوب.

ظروف مشابهة
ومن شبوة إلى بعدان حيث يمر الفريق الأخضر بظروف مشابهة من خلال حاجة الفريق (تعاون بعدان) إلى إمدادات سريعة لخطوطه الثلاثة بلاعبين على مستوى متقدم وعال.. التعاون البعداني أقنع أخيراً الكابتن المدرب حيدرة فضل بتدريب الفريق الأول بعد تجربة شابها القيل والقال مع شباب البيضاء، ليدخل الكابتن حيدرة تجربة اخرى، وهذه المرة مع التعاونيين في بعدان.

رشيد تعز الأفضل حالاً
ويقف غير بعيد عن هؤلاء رشيد تعز الأفضل حالاً، لكونه فريقاً يمتلك من الإمكانيات الفنية والإدارية، إضافة إلى الإمكانيات المادية ما يؤهله لأن يكون منافساً ونداً قوياً في دوري الأضواء، بدليل وصوله إلى نهائي كأس الرئيس وتحقيق مركز الوصافة رغم أنه كان الأقرب الى انتزاع البطولة.

حسان .. السائر بثبات
أما فريق نادي حسان أبين فهو يسير بثبات، وواثق من قدراته، لكونه يمتلك لاعبين عندهم امكانيات فنية عالية، بل إنهم أعضاء منتخبات وطنية، وخبرتهم في الدوري العام كبيرة.. والفريق يجري حالياً استعداداته بقيادة المدرب عبدالله مكيش ابن النادي (مؤقتاً) إلى حين التعاقد مع مدرب كبير من الخارج يليق بحسان الذي استوعب درس الهبوط كثيراً، وهو ما تجلى في الخطوات التي اتبعتها الإدارة الحالية، والتي أثمرت عودة الروح الغائبة، واستعادة الثقة المفقودة، وبالتالي فإن حسان سيكون في الدوري القادم قوة ضاربة ومفزعة لفرق الصدارة.

مخاوف من عدم الصمود
وإزاء ما تقدم ذكره فإن الهواجس والمخاوف بدأت تسيطر على أنصار ومحبي ناديي تضامن شبوة، وتعاون بعدان، والخوف من عودتهما من حيث أتيا، وهذا أمر يشغل بال الكثيرين، ويؤكد مقولة الذين شككوا في صمود هذين الناديين في دوري الأضواء القادم، لأن هذا الدوري يتطلب جاهزية عالية ووفرا ماليا يغطي النفقات الكبيرة التي تتطلبها المشاركة الفاعلة فيه، وكل ما نرجوه أن يثبت هذان الفريقان عكس ما يقال عنهما.

موسم استثنائي
وبما أننا قادمون على موسم استثنائي، فإن فريقي تضامن شبوة، وتعاون بعدان سيقفان على أبواب امتحان صعب، لكون الفرق الكبيرة قد أعدت نفسها بشكل جيد، نظراً لامتلاكها إمكانيات كبيرة.

وفوق كل ذلك، فهي تمتلك رؤية جيدة لكون من يقف على إداراتها إداريون فاهمون، وكوادر مجربة.

وبالتالي فإن التضامن والتعاون قد يضيعان في الزحمة.

الوضع القادم لا يقبل بغير الأقوى
وإن أمر الصعود الذي حققه واستحقه هؤلاء الأربعة الصاعدون ليس هو نهاية الخط، الذي رسمه هؤلاء ليقفوا عنده ويرتاحوا فيه، بل إنه بداية لسباق جديد ومعركة كروية قوية قادمة ووضع جديد لا يقبل بغير الأقوى ولا يرحم الضعفاء وغير المستعدين والمهيئين لخوض غماره، والذين لم يخططوا له التخطيط السليم، وهو ما اتضح في نجاح هذه الأندية، وفي اخفاق الأندية الأخرى، حيث أننا لم نسمع أن هناك من تجرأ وباع كأس ناديه ، لكون مثل هذه الكؤوس تبقى عادة في خزينة النادي، وليس عند أحد اللاعبين، وهي صورة سيئة لواقع لم نسمع به من قبل.

جرس إنذار
ونحن هنا لا نقلل ولا نشكك بقدرات أي فريق، أو نثبط عزيمة هذه الأندية، وإنما هو جرس إنذار أحببنا أن نقرعه الآن حتى تتنبه هذه الفرق، وتستعد بالشكل الذي يليق ويؤهلها للظهور في الأولى بمظهر الاستحقاق الفعلي في الصعود ، ولتبعد عنها ما يقال من أنها أندية محظوظة ببلوغها إلى دوري الأضواء .. وختاماً نقول ونردد المقولة الشائعة: الصعود إلى القمة سهل، لكن الحفاظ عليها هو الصعب. .والله من وراء القصد.