عدن والمؤتمر والتحديات الجسام!

> «الأيام» عبدالله باعباد / كندا

> اختار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عقد مؤتمره «السابع» في عدن، نرجو أن يكون هذا الاختيار نابعا عن التفاتة واهتمام صادق بهذه المدينة الكريمة وهمومها الكثيرة .. وأن يكون هذا بمثابة اعتراف بعدن، العاصمة، الذاكرة، التاريخ، والإيثار.

هذه المدينة التي عاشت وانتصرت لقيم المحبة والتسامح والتعايش، وأعطت كثيراً ولم تجن على مدى عقود طويلة من الزمن وحتى الآن سوى الكثير من الجحود والنكران، كما نرجو ألا يكون هذا الاختيار مجرد تظاهرة شكلية، وهو الأمر الذي يمثل استفزازاً متزايداً لكل الخيرين الذين يرفضون استمرار العبث في المجتمع .

لا شك ان الإخوة المشاركين في هذا المؤتمر يدركون طبيعة الأجواء والمخاطر الداخلية والخارجية التي ينعقد في ظلها مؤتمرهم. ولعل سوء الاوضاع في البلاد بشكل عام، وعمق المرارة والمعاناة التي يعيشها المواطن اليمني، والمسؤولية التي يتحملها حزبهم تجاهها ماثلة في اذهان الكثيرين منهم.

ان الساحة الدولية تشهد احداثا وتقلبات متسارعة وفوضى عنيفة، وسيكون من الحكمة ان يقف المؤتمر بشجاعة لتقييم ونقد تجربته واخطائه خلال مسيرة حكمه الطويلة للبلاد، ولاستلهام الدروس والعبر مما جرى لآخرين في المنطقة، وكذا الوقوف بصورة مسؤولة بشان ما يتطلبه المستقبل من استحقاقات خارجية قاهرة لا مناص من الوفاء بها، وسيكون من الحكمة ايضاً ان يحصن اصحاب القرار انفسهم والبلاد معهم من وطأة تلك الاستحقاقات من خلال المسارعة الى اصلاح البيت واقامة العدل والمساواة بين المواطنين، والحرص المخلص على مشاركة الآخرين في إقامة نظام يحظى برضا وتأييد كل المواطنين.

ان المرء ليتمنى ان ترتقي اعمال هذا المؤتمر ونتائجه الى مستوى التحدي المصيري والمخاطر المحدقة بالبلاد،

والتي لم يعد ممكناً السكوت عليها او إخفاؤها، فالفساد والفوضى وإقصاء الآخر والتمييز بين المواطنين لن يبني وطناً عزيزاً مستقراً.

فليس من الحصافة ولا من المصلحة العامة بل والخاصة لحزب المؤتمر الاستمرار على الخطاب القديم والإصرار على الادعاء بأن كل شيء على ما يرام!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى