انتحاريون بريطانيون يضربون لندن

> لندن «الأيام» كريستوف شميت:

> ضرب الارهاب عام 2005 بريطانيا حيث وقعت اعتداءات انتحارية في لندن اثارت صدمة قوية عززها كون الانتحاريين المتحدرين من مهاجرين بريطانيين ولدوا ونشأوا في بلد يعتز بنموذجه المتعدد الثقافات.

ففي صباح الخميس السابع من تموز/يوليو في ساعة تشهد زحمة كبيرة، نفذ حسيب حسين ومحمد صديق خان وشهزاد تنوير وجيرمين ليندسي اول عمليات انتحارية في اوروبا مستهدفين المواصلات في لندن.

ويتحدر الانتحاريون الثلاثة الاوائل من عائلات باكستانية غير انهم بريطانيون مندمجون في مجتمعهم وكانوا يقيمون في ليدز شمال انكلترا. اكبرهم سنا صديق خان (30 عاما) كان عاملا اجتماعيا في مدرسة عامة بينما الآخران مولعان بكرة القدم والكريكت.

اما الانتحاري الرابع ليندسي المتحدر من والدة جامايكية، فكان يسكن ضاحية لندن واعتنق الاسلام,واسفرت عمليات التفجير في ثلاثة قطارات انفاق (مترو) وباص عن سقوط 56 قتيلا و700 جريح شوه العديد منهم.

وبعد اسبوعين وتحديدا في 21 تموز/يوليو وقعت سلسلة تفجيرات جديدة لم تسفر عن سقوط ضحايا. وفي اليوم التالي ارتكبت الشرطة في وضع الاستنفار خطأ بقتلها جان شارل دي مينيزيس وهو برازيلي في السابعة والعشرين بريء من اي تهمة.

وسرعان ما قبض على ارهابيي 21 تموز/يوليو بينما يبدو ان التحقيق في اعتداءات السابع من تموز/يوليو ما زال يراوح مكانه بعد خمسة اشهر على وقوع التفجيرات,ولم يعرف حتى الان الدور الحقيقي الذي لعبته القاعدة فيها واوحى به شريط فيديو يظهر فيه صديق خان مع ايمن الظواهري المسؤول الثاني في التنظيم الارهابي.

والصورة التي تبقى راسخة في الاذهان عن يوم السابع من تموز/يوليو هي صورة الباص الاحمر بطبقتين الذي فقد طبقته العليا في الانفجار. وهي صورة تعكس اليأس والفوضى وتظهر فيها فرق الاغاثة المنهمكة في عمليات الاسعاف، ملخصة مقاومة المدينة للرعب.

وقال رئيس بلدية لندن كن ليفينغستون في رسالة الى الارهابيين من سنغافورة حيث فوجئ بالعملية وسط فرحة الاحتفال باختيار لندن عاصمة لدورة الالعاب الاولمبية عام 2012 "كنا على يقين بان هذا اليوم آت (..) لن تنتصروا".

فبعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة واعتداءات مدريد، كان معظم البريطانيين يتوقعون ان يستهدفهم اعتداء ارهابي لكن احدا لم يتصور ان ينفذه ارهابيون ولدوا في هذا البلد.

وجاء الرد السياسي على الاعتداءات على ثلاث مستويات وبعد التشاور مع مسلمي بريطانيا.

وعمدت الحكومة البريطانية اولا الى اجراءات مشددة حيال الاسلاميين انجزت من خلالها تفكيك "لندنستان". كما تعهدت الدولة ثانيا ب"استيعاب" الشبان البريطانيين المتحدرين من مهاجرين بصورة افضل في المجتمع,وقررت اخيرا توسيع صلاحيات الشرطة والقضاء,من جهتها، تعهدت مجموعة مسلمي بريطانيا بتعليم الاسلام بشكل افضل.

ووقعت هذه الاعتداءات وسط جدل في بريطانيا بشأن العراق ومشاركة قوات بريطانية في الحرب في هذا البلد، احتدم الجدل منذ ربيع 2003 فيما ترفض حكومة بلير رفضا باتا الربط بين العراق والاعتداءات.

واطلق السابع من تموز/يوليو في مجتمع يتغنى ب"تعدديته الثقافية" ويفضل استيعاب المواطن من خلال مختلف المجموعات بدل دمج الفرد في المجتمع، نقاشا صعبا حول هوية البلد والقيم التي يتشاطرها مواطنوه.

ورأى السير غلام نون وهو هندي في التاسعة والستين من العمر اضحى "ملك الكاري" في انكلترا ان على المهاجري ان "يخرجوا من معاقلهم" ويواجهوا "بدون لبس معضلتهم بتاكيد انفسهم على انهم بريطانيو الجنسية ومسلمو الديانة".

ورأت دانيال جولي عالمة الاجتماع في جامعة ووريك ان "المسلمين مندمجون بصورة جيدة اجمالا". واوضحت لوكالة فرانس برس "ان الشبان هم الذين لا يتمثلون بهذه المجموعة حيث يمسك الجيل القديم بمقاليد السلطة".

وتابعت ان "انكلترا هي بلدهم لكنهم لا يجدون مكانة لهم فيها وعلى الاخص بعد 11 ايلول/سبتمبر ومن المنطقي ان ينجذب البعض الى التطرف الاسلامي".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى