> نشرت جريدة «الأيام» في عددها الصادر بتاريخ 23/11/2005م خبرا لرجل التهم ما يقارب 800 جرام من العملات المعدنية تم إجراء عملية له واستخراجها من معدته، وهذه الحادثة تذكرني بحوادث كثيرة مشابهة حصلت بأماكن متفرقة في العالم لشخصيات عرفت بحبها الشديد لالتهام الأشياء الغريبة، فمنهم مثلاً من يأكل الحصى، ومنهم من يلتهم الزجاج والخشب ومنهم من تولع بأكل الأقفال المعدنية، ولكن يظل أبرز هؤلاء الفرنسي ميشيل لوتيتو الساكن بولاية جرينول الفرنسية فقد اشتهر لوتيتو منذ صغره بولعه الشديد بأكل الكأسات الزجاجية حتى أن أمه كانت تشتكي دوماً من اختفاء تلك الكأسات من مطبخها، ولم تكن تعلم أن لوتيتو كان يضطر إلى سرقتها والذهاب بها إلى غرفته المغلقة ليأكلها، وعندما كبر لوتيتو زادت لديه تلك الرغبة حتى أنه أصبح يأكل الأقفال المعدنية والأجهزة الكهربائية بل والدراجات النارية أيضاً.

والطريف في لوتيتو أنه في زيارة لأحد المعارض اليابانية الخاصة بعرض الكمبيوترات أحس برغبة شديدة لالتهام بعضها ففعل ذلك والتهم سبعة كمبيوترات كاملة، ولا تستغرب لذلك فجدار المعدة له القدرة على التمدد وإفراز مواد حمضية تذيب هذه الكتل الضخمة.

وظاهرة أكل الأشياء الغريبة تعود إما لاعتقاد عرقي كاقتناع طائفة أكلة التراب التي أسسها وليام وندرسوز في الولايات المتحدة بأن أكل التراب مفيد للوقاية من الأمراض، وإما نتيجة إصابة الشخص بتخلف عقلي أو قد تحدث هذه الظاهرة نتيجة إصابة الشخص باضطراب شهير يدعى (بيكا)، والإصابة باضطراب بيكا يحدث غالباً في السنوات الأولى من الطفولة، وهو منتشر بنسبة 20% بين الأطفال إلا أنه قد يصيب الكبار أيضاً وهو يتواجد احياناً لدى بعض الحوامل بشكل طبيعي فيشعرن برغبة جامحة في تناول كميات من التراب الخالص.

ويعتبر ابن سينا أول من وصف هذا الاضطراب، وكان يعتقد بأن تناول الحديد كفيلاً بعلاجه، واليوم يرى العلماء أن اضطراب بيكا قد يصيب الشخص نتيجة نقص إحدى المواد الأساسية في جسمه كالحديد أو الزنك مثلاً مما يجعله يلجأ إلى أكل المواد الغريبة لتعويضها وهو ما يحصل لدى الحوامل المصابات بهذا الاضطراب حيث أن نقص الحديد لديهن في فترة الحمل يجعلهن يأكلن التراب الغني بتلك المادة.