> ما أشبه الليلة بالبارحة.. لا أجد مناصا من أنت يشاركني أخي القارئ في استخلاص دروس وعبر حكاية (الكاهن ومختار القرية)! ذلك الكاهن الذي عاش في أوائل القرن التاسع عشر عندما تم تعيينه كاهنا جديداً في بلدة مجاورة وكان لكنيسة القرية وقف صغير من الأراضي الزراعية، وفي نهاية الموسم جاء المختار إلى الكاهن كعادته بثمن المحصول وسأله كيف سنوزع المبلغ على الفقراء، فقال الكاهن سأخصص مال الوقوف هذه السنة لبناء منزل لي في فناء الكنيسة، وفي العام التالي جاء المختار ومعه غلة المحصول وسأله المختار عن كيفية توزيعها فقال سأشتري مقاعد للمصلين بدل أن يصلوا وهم واقفون، وفي الثالثة قال الكاهن سوف نبني سوراً للكنيسة، احتج أهالي القرية امام البطريرك ولكن من دون جدوى، وفي النهاية ذهب مختار القرية إلى مفتي البلدة وسأله إن كان في إمكان أهلها الانضواء تحت راية الإسلام فرحب المفتي بذلك وبعد انتهاء المراسم ألقى المفتي كلمة ختمها بقوله إنكم أصحاب حظ كبير فمنذ نصف ساعة أشهر كاهن قريتكم إسلامه وسوف يصبح إماماً على الجامع.