رجال في ذاكرة التاريخ
> «الأيام» نجيب محمد يابلي:
>
د. محمد علي البار : غمره شعاع العلم ونور الاسلام فرفد المكتبة العلمية بـ 66 كتابا..ورد في «المعجم اللطيف» للعلامة محمد بن أحمد الشاطري (عالم المعرفة، جدة، طبعة ثانية، ص 55): «لقب جدهم بالبار لأنه كان باراً بأمه البر التام، مما قل أن يفعله ابن مع أمه، ويقال لكل فرد من عقبه «البار» كما يقال له، وآل البار عائلة حضرمية من نسل المهاجر احمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي بن ابي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله. اشتهر من هذه العائلة عدد من العلماء والأدباء والدعاة منهم على سبيل المثال لا الحصر: العالم الصوفي الكبير الحبيب عمر بن عبدالرحمن البار، واشتهر في الماضي القريب الشاعر الكبير حسين بن محمد البار والدكتور عبدالله حسين البار، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والمحامي الأديب عمر حسين البار والدكتور أحمد علي البار (المقيم حالياً في دولة الامارات العربية المتحدة) والمترجم له في هذه الحلقة الدكتور والباحث والكاتب الكبير محمد علي بن حامد البار، ولا يفوتنا ذكر راحل الفن الطيب الذكر «شيخ البار» المتوفى بأندونيسيا.
الولادة والنشأة
نزح الجد حامد البار من دوعن بحضرموت الى عدن في مطلع القرن العشرين، واستوطنها واشتغل بالتجارة، كما عمل وكيلاً لبعض البيوتات التجارية الحضرمية.
لحق به بعد ذلك ابنه السيد علي البار واستقر بعدن وأكمل فيها نصف دينه بالاقتران من عائلة السادة آل الصافي، وهي ايضاً عائلة حضرمية.
الدكتور محمد علي بن حامد البار من مواليد 29 ديسمبر 1939م بمدينة كريتر العريقة (عدن) وبها تلقى مرحلتي تعليمه الابتدائي والمتوسط، وتلقى دراسته الثانوية بكلية عدن (أرقى صرح تعليمي في عموم الجزيرة العربية آنذاك)، الكائنة بمدينة الشيخ عثمان (إحدى ضواحي عدن).
البار صاحب رقم قياسي في شهادة الثقافة العامة
اعتاد طالب الدراسة الثانوية المنتظم School Candidate انهاء دراسته في سنة رابعة بالجلوس لامتحان شهادة الثقافة العامة(G.C.E.) في مواضيع محددة سلفاً وأقصاها (9) مواضيع، وكان محمد علي البار أول من كسر تلك القاعدة عندما اجتاز تلك الشهادة بامتياز في (11) موضوعاً وهي: اللغة العربية واللغة الانجليزية والأدب الانجليزي والرياضيات والكيمياء والفيزياء والاحياء والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والرسم، وكانت اوراق الاجابات على اسئلة الامتحانات ترسل الى جامعة لندن لتصحيحها والاعلان عن نتائجها لاحقاً.
كان من زملاء دفعة محمد علي البار التي تخرجت في كلية عدن عام 1957م: د. ابوبكر خليفة ود. حافظ لقمان وموسى يوسف ابوبكر والاذاعيان المعروفان محمد عمر بلجون ومحمد صالح راجح وأحمد صالح الفضلي وسامي خالد لقمان وسالم محمد عبدالعزيز وعبدالله محمد سيف وعبدالعزيز عبدالغني وغيرهم.
أما اساتذته في كلية عدن فهم: هاشم عبدالله (هاشم بحر) وإبراهيم روبله وحسين عبدالله الحبشي (شقيق شيخان الحبشي) ولطفي جعفر أمان ومحمد نزير والمستر هنت والمستر ميللر والمستر ماكنيل والمستر رينولرز والمستر شلوان وغيرهم وتعاقب على عمادة الكلية: المستر شربس والمستر بورشواز والمستر شو.
البار من الناشطين القياديين في الحركة الطلابية
نشط محمد علي البار في صفوف الحركة الطلابية وهيأ لنضوج العامل الذاتي لمواجهة العامل الموضوعي، ابدى طلاب القسم الداخلي بكلية عدن عدم ارتياحهم للغذاء المقدم لهم في القسم فأعلنوا الاضراب في ابريل 1956م فبادر البار مع عدد من الزملاء بنشر القضية المشروعة لطلاب القسم الداخلي. طردت ادارة الكلية الطالب سعيد عبدالخير النوبان (الدكتور لاحقاً) وطالبين صوماليين من القسم الداخلي فتعاطف طلاب كلية معهم، ولم تصبح القضية مرتبطة بمؤسسة تعليمية وإنما كانت قضية طلابية، أو هكذا كانت ادبيات الحركة الطلابية. تراجع موقف الادارة المتصلب وعاد الطلاب ادراجهم وتحسن الغذاء وكان ذلك انتصاراً لمؤسسات المجتمع المدني الذي تميزت به عدن آنذاك.
لم تقتصر المطالب الطلابية على تحسين الغذاء وحسب، بل وامتدت المطالبة الى تعريب المناهج الدراسية واستبدال دراسة التاريخ البريطاني بدراسة التاريخ العالمي والتركيز على التاريخ العربي، ومن افراد القيادة السرية للحركة الطلابية: محمد علي البار وعلي جعفر محمد ناصر وعمر أحمد الشاطري ( عن كلية عدن) وعبدالسلام خليل سليمان ومحمد سلام ناجي (المعهد الفني) ومحمد عبدالله الزبيري وسعيد هوجلي وفيصل غانم (مدرسة القديس يوسف العالية أو مدرسة البادري) وكانت قيادة الحركة تلتقي سراً في مكتب والد محمد علي البار في شارع المتنبي بكريتر، وكانت تعقد لقاءاتها الموسعة في ساحل صيرة ليلاً.
كان محمد علي البار من الناشطين الطلابيين القياديين الذين تفرقت بهم أيدي سبأ عندما انخرطوا في اطر سياسية مثلت تعددية سياسية وحزبية، التربة الخصبة لازدهار العمل السياسي والفكري والجماهيري.
البار ومشوار الدراسات العليا
غادر محمد علي البار الى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي عام 1958م لدراسة الطب والجراحة في جامعة القاهرة، وحمل العام 1964م خبراً سعيداً في سلسلة انتصارات البار في الجبهة التعليمية بحصوله على بكالوريوس في الطب والجراحة بمرتبة الشرف وسجل انتصاره الثاني في فبراير 1971م بحصوله على عضوية الكليات الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة( لندن وادنبرة وجلاسجو)، وفاتتني الاشارة الى انتصار سابق حققه الدكتور البار عام 1969م بحصوله على دبلوم امراض باطنية من جامعة القاهرة وتوج سلسلة انتصاراته بحصوله على زمالة الكلية الملكية للأطباء بلندن عام 1994م.
البار من رموز الحركة الاسلامية الاصلاحية في الجنوب
في ورقته المقدمة الى ندوة «الاصوليات الدينية وحوار الحضارات» التي نظمها المركز العام للدراسات والبحوث والاصدار، في صنعاء خلال الفترة 12-15 يونيو 2002م، قدم الزميل سعيد ثابت سعيد ورقته الموسومة: «الحركة الاسلامية الاصلاحية والنظام السياسي في اليمن» ورد فيها: «فإن الحركة الاسلامية الاصلاحية التي بدأت في الوجود في جنوب اليمن منتصف الستينات من خلال واجهة المركز الاسلامي الثقافي الاجتماعي الذي رأسه الاستاذ عمر طرموم وكان أمينه العام الدكتور محمد علي البار قد بادرت الى تقديم نفسها للنظام الجديد برئاسة قحطان الشعبي وتنظيم الجبهة القومية التي عرفت خلالها افراداً من جماعة الاخوان المسلمين إبان مقاومة الاستعمار وتحركة الحركة الاسلامية الاصلاحية من خلال المركز الثقافي لجمع علماء جنوب اليمن وصياغة رسالة شهيرة مطلع ديسمبر 1967م تدعو حكومة الاستقلال الى تحقيق عدد من المطالب الشعبية من بينها تعزيز هوية الشعب وتصفية الموروثات السلبية للاستعمار وتحقيق العدل الاجتماعي واقامة نظام وطني اسلامي يستمد مشروعيته من الشعب. وأعربوا عن استعدادهم للعمل في اطار النظام الجديد، ووقع على تلك الرسالة عدد كبير من علماء ومثقفي جنوب اليمن وعلى رأسهم الشيخ محمد بن سالم البيحاني والشيخ علي باحميش والاستاذ عمر طرموم والدكتور محمد البار وآخرون، والتقوا رئيس الجمهورية الاسبق قحطان الشعبي وسلموه الرسالة، وبحسب شهادة احد الذين كانوا ضمن الوفد الذي قابل الرئيس فقد اكد لهم الاخير اهتمامه بمضمون الرسالة ومناقشتها مع اعضاء مجلس الدولة في الجبهة القومية، غير ان الوقت مر دون ان يتلقى العلماء والمثقفون واعضاء المركز الثقافي الاجتماعي الاسلامي (واجهة الحركة الاسلامية الاصلاحية) اي رد، بل تسارعت الاحداث بصورة خطيرة عام 1968م.
البار ومشوار الوظيفة والمؤتمرات والمحاضرات
عمل الدكتور محمد علي البار بعد تخرجه عام 1964م في مجالي الوظيفة العامة والعمل الخاص، فقد شغل منصب مدير مستشفى الملكة اليزابيت الثانية (مستشفى الجمهورية حاليا) بخورمكسر والمستشفى العسكري، بعد أن اخلاه البريطانيون، وفتح عيادة خاصة استقبل فيها القادرين وغير القادرين من المرضى وكان يعطي الفقراء من رسوم الكشف والفحوصات المختبرية بل ويتحمل قيمة الادوية.
باتت حياة الدكتور البار في خطر فغادر عدن الى المملكة العربية السعودية حيث عمل في مستشفياتها وعمل مستشاراً لقسم الطب الاسلامي بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فمستشاراً للمجمع الفقهي بجدة والمجمع الفقهي لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة.
شارك في مؤتمرات الطب الاسلامي ومؤتمرات مكافحة التدخين والمسكرات والمخدرات بأبحاث عدة، وشارك في المجامع الفقهية المنعقدة في مكة المكرمة (رابطة العالم الاسلامي) وفي جدة وعمّان والكويت (مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي) وشارك في ندوات المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية بالكويت ومؤتمرات الاطباء العرب في عمان وغيرها.
شارك الدكتور البار في ابحاث هيئة الاعجاز العلمي ومؤتمراتها وكتب مئات المقالات في الصحف والمجلات الصادرة في المملكة العربية السعودية والكويت واليمن ودولة الامارات العربية وقطر والبحرين والقاهرة ولندن.
البار رافداً للمكتبة العلمية
رفد الدكتور محمد علي البار المكتبة العلمية بسلسلة ابحاثه ودراساته التي بلغت حوالي 66 كتاباً منها:
1- خلق الانسان بين الطب والقرآن.
2- الخمر بين الطب والفقه.
3- العدوى بين الطب وحديث المصطفى.
4- الصوم وأمراض السمنة.
5- الوجيز في علم الأجنة القرآني.
6- موت القلب أو موت الدماغ.
7- الاحكام الفقهية والاسرار الطبية في تحريم الخنزير.
8- علم التشريح عند المسلمين.
9- المسيح المنتظر وتعاليم التلمود.
10- تيه العرب وتيه بني اسرائيل.
11- جزيرة سقطرى: الجزيرة السحرية.
12- موسوعة سنن الفطرة : السواك.
13- اقتصاديات التبغ والتدخين.
14- دور المسلمين في تطوير العلاج بالاعشاب.
15- القارات السبع: اطوار الخلق في القران والسنة.
16- الفحص الطبي قبل الزواج والاستشارة الوراثية.
17- ابحاث في العدوى والطب الوقائي (من أبحاث هيئة الاعجاز العلمي بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين).
18- الموقف الشرعي والطبي من التداوي بالكحول والمخدرات.
19- ماهو الفرق بين الموت الاكلينيكي والموت الشرعي؟
20- الآثار الفسيولوجية للمسكرات والمخدرات (رابطة العالم الاسلامي)
واخيراً فاتني ان اذكر ان من ضمن اعضاء المركز الثقافي الاسلامي (وكان مقره في الخساف بكريتر - عدن) علي هود باعباد واحمد عباد ومحمد عبدالرب جابر وحسين دلمار.
جزيل شكري وتقديري للاخ عمر احمد الشاطري الذي يسر لي مهمة كتابة هذه الحلقة.
محمد علي بن حامد البار
الولادة والنشأة
نزح الجد حامد البار من دوعن بحضرموت الى عدن في مطلع القرن العشرين، واستوطنها واشتغل بالتجارة، كما عمل وكيلاً لبعض البيوتات التجارية الحضرمية.
لحق به بعد ذلك ابنه السيد علي البار واستقر بعدن وأكمل فيها نصف دينه بالاقتران من عائلة السادة آل الصافي، وهي ايضاً عائلة حضرمية.
الدكتور محمد علي بن حامد البار من مواليد 29 ديسمبر 1939م بمدينة كريتر العريقة (عدن) وبها تلقى مرحلتي تعليمه الابتدائي والمتوسط، وتلقى دراسته الثانوية بكلية عدن (أرقى صرح تعليمي في عموم الجزيرة العربية آنذاك)، الكائنة بمدينة الشيخ عثمان (إحدى ضواحي عدن).
البار صاحب رقم قياسي في شهادة الثقافة العامة
اعتاد طالب الدراسة الثانوية المنتظم School Candidate انهاء دراسته في سنة رابعة بالجلوس لامتحان شهادة الثقافة العامة(G.C.E.) في مواضيع محددة سلفاً وأقصاها (9) مواضيع، وكان محمد علي البار أول من كسر تلك القاعدة عندما اجتاز تلك الشهادة بامتياز في (11) موضوعاً وهي: اللغة العربية واللغة الانجليزية والأدب الانجليزي والرياضيات والكيمياء والفيزياء والاحياء والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والرسم، وكانت اوراق الاجابات على اسئلة الامتحانات ترسل الى جامعة لندن لتصحيحها والاعلان عن نتائجها لاحقاً.
كان من زملاء دفعة محمد علي البار التي تخرجت في كلية عدن عام 1957م: د. ابوبكر خليفة ود. حافظ لقمان وموسى يوسف ابوبكر والاذاعيان المعروفان محمد عمر بلجون ومحمد صالح راجح وأحمد صالح الفضلي وسامي خالد لقمان وسالم محمد عبدالعزيز وعبدالله محمد سيف وعبدالعزيز عبدالغني وغيرهم.
أما اساتذته في كلية عدن فهم: هاشم عبدالله (هاشم بحر) وإبراهيم روبله وحسين عبدالله الحبشي (شقيق شيخان الحبشي) ولطفي جعفر أمان ومحمد نزير والمستر هنت والمستر ميللر والمستر ماكنيل والمستر رينولرز والمستر شلوان وغيرهم وتعاقب على عمادة الكلية: المستر شربس والمستر بورشواز والمستر شو.
البار من الناشطين القياديين في الحركة الطلابية
نشط محمد علي البار في صفوف الحركة الطلابية وهيأ لنضوج العامل الذاتي لمواجهة العامل الموضوعي، ابدى طلاب القسم الداخلي بكلية عدن عدم ارتياحهم للغذاء المقدم لهم في القسم فأعلنوا الاضراب في ابريل 1956م فبادر البار مع عدد من الزملاء بنشر القضية المشروعة لطلاب القسم الداخلي. طردت ادارة الكلية الطالب سعيد عبدالخير النوبان (الدكتور لاحقاً) وطالبين صوماليين من القسم الداخلي فتعاطف طلاب كلية معهم، ولم تصبح القضية مرتبطة بمؤسسة تعليمية وإنما كانت قضية طلابية، أو هكذا كانت ادبيات الحركة الطلابية. تراجع موقف الادارة المتصلب وعاد الطلاب ادراجهم وتحسن الغذاء وكان ذلك انتصاراً لمؤسسات المجتمع المدني الذي تميزت به عدن آنذاك.
لم تقتصر المطالب الطلابية على تحسين الغذاء وحسب، بل وامتدت المطالبة الى تعريب المناهج الدراسية واستبدال دراسة التاريخ البريطاني بدراسة التاريخ العالمي والتركيز على التاريخ العربي، ومن افراد القيادة السرية للحركة الطلابية: محمد علي البار وعلي جعفر محمد ناصر وعمر أحمد الشاطري ( عن كلية عدن) وعبدالسلام خليل سليمان ومحمد سلام ناجي (المعهد الفني) ومحمد عبدالله الزبيري وسعيد هوجلي وفيصل غانم (مدرسة القديس يوسف العالية أو مدرسة البادري) وكانت قيادة الحركة تلتقي سراً في مكتب والد محمد علي البار في شارع المتنبي بكريتر، وكانت تعقد لقاءاتها الموسعة في ساحل صيرة ليلاً.
كان محمد علي البار من الناشطين الطلابيين القياديين الذين تفرقت بهم أيدي سبأ عندما انخرطوا في اطر سياسية مثلت تعددية سياسية وحزبية، التربة الخصبة لازدهار العمل السياسي والفكري والجماهيري.
البار ومشوار الدراسات العليا
غادر محمد علي البار الى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي عام 1958م لدراسة الطب والجراحة في جامعة القاهرة، وحمل العام 1964م خبراً سعيداً في سلسلة انتصارات البار في الجبهة التعليمية بحصوله على بكالوريوس في الطب والجراحة بمرتبة الشرف وسجل انتصاره الثاني في فبراير 1971م بحصوله على عضوية الكليات الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة( لندن وادنبرة وجلاسجو)، وفاتتني الاشارة الى انتصار سابق حققه الدكتور البار عام 1969م بحصوله على دبلوم امراض باطنية من جامعة القاهرة وتوج سلسلة انتصاراته بحصوله على زمالة الكلية الملكية للأطباء بلندن عام 1994م.
البار من رموز الحركة الاسلامية الاصلاحية في الجنوب
في ورقته المقدمة الى ندوة «الاصوليات الدينية وحوار الحضارات» التي نظمها المركز العام للدراسات والبحوث والاصدار، في صنعاء خلال الفترة 12-15 يونيو 2002م، قدم الزميل سعيد ثابت سعيد ورقته الموسومة: «الحركة الاسلامية الاصلاحية والنظام السياسي في اليمن» ورد فيها: «فإن الحركة الاسلامية الاصلاحية التي بدأت في الوجود في جنوب اليمن منتصف الستينات من خلال واجهة المركز الاسلامي الثقافي الاجتماعي الذي رأسه الاستاذ عمر طرموم وكان أمينه العام الدكتور محمد علي البار قد بادرت الى تقديم نفسها للنظام الجديد برئاسة قحطان الشعبي وتنظيم الجبهة القومية التي عرفت خلالها افراداً من جماعة الاخوان المسلمين إبان مقاومة الاستعمار وتحركة الحركة الاسلامية الاصلاحية من خلال المركز الثقافي لجمع علماء جنوب اليمن وصياغة رسالة شهيرة مطلع ديسمبر 1967م تدعو حكومة الاستقلال الى تحقيق عدد من المطالب الشعبية من بينها تعزيز هوية الشعب وتصفية الموروثات السلبية للاستعمار وتحقيق العدل الاجتماعي واقامة نظام وطني اسلامي يستمد مشروعيته من الشعب. وأعربوا عن استعدادهم للعمل في اطار النظام الجديد، ووقع على تلك الرسالة عدد كبير من علماء ومثقفي جنوب اليمن وعلى رأسهم الشيخ محمد بن سالم البيحاني والشيخ علي باحميش والاستاذ عمر طرموم والدكتور محمد البار وآخرون، والتقوا رئيس الجمهورية الاسبق قحطان الشعبي وسلموه الرسالة، وبحسب شهادة احد الذين كانوا ضمن الوفد الذي قابل الرئيس فقد اكد لهم الاخير اهتمامه بمضمون الرسالة ومناقشتها مع اعضاء مجلس الدولة في الجبهة القومية، غير ان الوقت مر دون ان يتلقى العلماء والمثقفون واعضاء المركز الثقافي الاجتماعي الاسلامي (واجهة الحركة الاسلامية الاصلاحية) اي رد، بل تسارعت الاحداث بصورة خطيرة عام 1968م.
البار ومشوار الوظيفة والمؤتمرات والمحاضرات
عمل الدكتور محمد علي البار بعد تخرجه عام 1964م في مجالي الوظيفة العامة والعمل الخاص، فقد شغل منصب مدير مستشفى الملكة اليزابيت الثانية (مستشفى الجمهورية حاليا) بخورمكسر والمستشفى العسكري، بعد أن اخلاه البريطانيون، وفتح عيادة خاصة استقبل فيها القادرين وغير القادرين من المرضى وكان يعطي الفقراء من رسوم الكشف والفحوصات المختبرية بل ويتحمل قيمة الادوية.
باتت حياة الدكتور البار في خطر فغادر عدن الى المملكة العربية السعودية حيث عمل في مستشفياتها وعمل مستشاراً لقسم الطب الاسلامي بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فمستشاراً للمجمع الفقهي بجدة والمجمع الفقهي لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة.
شارك في مؤتمرات الطب الاسلامي ومؤتمرات مكافحة التدخين والمسكرات والمخدرات بأبحاث عدة، وشارك في المجامع الفقهية المنعقدة في مكة المكرمة (رابطة العالم الاسلامي) وفي جدة وعمّان والكويت (مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي) وشارك في ندوات المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية بالكويت ومؤتمرات الاطباء العرب في عمان وغيرها.
شارك الدكتور البار في ابحاث هيئة الاعجاز العلمي ومؤتمراتها وكتب مئات المقالات في الصحف والمجلات الصادرة في المملكة العربية السعودية والكويت واليمن ودولة الامارات العربية وقطر والبحرين والقاهرة ولندن.
البار رافداً للمكتبة العلمية
رفد الدكتور محمد علي البار المكتبة العلمية بسلسلة ابحاثه ودراساته التي بلغت حوالي 66 كتاباً منها:
1- خلق الانسان بين الطب والقرآن.
2- الخمر بين الطب والفقه.
3- العدوى بين الطب وحديث المصطفى.
4- الصوم وأمراض السمنة.
5- الوجيز في علم الأجنة القرآني.
6- موت القلب أو موت الدماغ.
7- الاحكام الفقهية والاسرار الطبية في تحريم الخنزير.
8- علم التشريح عند المسلمين.
9- المسيح المنتظر وتعاليم التلمود.
10- تيه العرب وتيه بني اسرائيل.
11- جزيرة سقطرى: الجزيرة السحرية.
12- موسوعة سنن الفطرة : السواك.
13- اقتصاديات التبغ والتدخين.
14- دور المسلمين في تطوير العلاج بالاعشاب.
15- القارات السبع: اطوار الخلق في القران والسنة.
16- الفحص الطبي قبل الزواج والاستشارة الوراثية.
17- ابحاث في العدوى والطب الوقائي (من أبحاث هيئة الاعجاز العلمي بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين).
18- الموقف الشرعي والطبي من التداوي بالكحول والمخدرات.
19- ماهو الفرق بين الموت الاكلينيكي والموت الشرعي؟
20- الآثار الفسيولوجية للمسكرات والمخدرات (رابطة العالم الاسلامي)
واخيراً فاتني ان اذكر ان من ضمن اعضاء المركز الثقافي الاسلامي (وكان مقره في الخساف بكريتر - عدن) علي هود باعباد واحمد عباد ومحمد عبدالرب جابر وحسين دلمار.
جزيل شكري وتقديري للاخ عمر احمد الشاطري الذي يسر لي مهمة كتابة هذه الحلقة.